الإعلام الإسرائيلي: حزب اللـه وسّع معادلة الردع إلى قلب المتوسط … طهران: مستعدون لمساعدة لبنان وتصدير النفط له إن طلبت حكومته ذلك
| وكالات
بعد تصريحات أمين عام «حزب الله» اللبناني حسن نصر اللـه الأخيرة عن استقدام المحروقات من إيران، أكدت طهران، أمس الإثنين، أنها «لا تستطيع الاكتفاء بمشاهدة معاناة الشعب اللبناني»، على حين أشار الإعلام الإسرائيلي إلى أن إسرائيل تخشى الوقوع في الفخّ في حال تعرّضها لسفينة النفط الإيرانيّة الآتية إلى لبنان، ما سيعطي حزب اللـه ذريعة للتدخّل في الحرب البحرية الدائرة مع إيران.
وقالت الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث باسمها، سعيد خطيب زادة: «لا نستطيع الاكتفاء بمشاهدة معاناة الشعب اللبناني، هذا الشعب شعب متمكن وثري، ومن الطبيعي إرسال الوقود لمن يشتريه منا»، وأضاف زادة: «نحن مستعدون لمساعدة لبنان بهذا الخصوص، إن طلبت الحكومة اللبنانية ذلك».
وكان نصر اللـه قد تطرق، أول من أمس الأحد، إلى ملف استقدام سفينة نفط إيرانية إلى لبنان، وقال إن «السفارة الأميركية فوجئت بهذا الإعلان»، مؤكداً أن «السفينة الثانية ستبحر بعد أيام، وستلحق السفينة الأولى التي صارت في عرض البحر».
وشدد على أن «النفط الذي نأتي به هو لكل اللبنانيين، وللمستشفيات والأفران، ونحن لسنا بديلاً من الدولة، ولسنا بديلاً من الشركات التي تستورد المحروقات، ولسنا في مجال التنافس مع أحد».
وشهدت مختلف الأراضي اللبنانية، أمس الإثنين، احتجاجات وقطع طرق بسبب فقدان المحروقات من محطات الوقود، على الرغم من ارتفاع سعر بعض المشتقات النفطية بنسب كبيرة جداً.
على خط مواز تحدث الإعلام الإسرائيلي عن تحدي حزب اللـه لإسرائيل، وتحذيره من أنه سيرد على استهداف السفن الإيرانية التي تنقل الوقود إلى لبنان من إيران.
وبحسب موقع «نيوز1 الإسرائيلي»، فإن «التحذير يهدف إلى ردع إسرائيل عن عملية عسكرية وتوسيع معادلة الردع إلى ما بعد جنوب لبنان إلى قلب البحر الأبيض المتوسط».
وأكد الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم أن حزب اللـه يوسّع معادلة الردع إلى قلب البحر الأبيض المتوسط، قائلاً: إن إسرائيل تخشى الوقوع في الفخّ في حال تعرّضها لسفينة النفط الإيرانيّة الآتية إلى لبنان، ما سيعطي حزب اللـه ذريعة للتدخّل في الحرب البحرية الدائرة مع إيران، متسائلاً هل يجدر بإسرائيل أن تخاطر بمواجهة عسكرية مع حزب الله.
وبعد أن عزز حزب اللـه وأثبت معادلة الردع مع إسرائيل في موضوع جنوب لبنان، بوساطة إطلاق صلية من الصواريخ نحو مزارع شبعا قبل أسبوعين، يحاول الآن توسيع معادلة الردع ضد إسرائيل إلى قلب البحر وإشراك نفسه كعامل مهم في الحرب البحرية بين إيران وإسرائيل، على حد تعبير، يوني بن مناحم، الباحث في مركز القدس للشؤون العامة.
وأضاف: «حذّر الأمين العام لحزب اللـه في خطابه، يوم 19 آب الحالي، من إمكانية استهداف إسرائيل والولايات المتحدة للسفينة الإيرانية التي قال إنها متجهة إلى لبنان محملة بالوقود لمساعدة المواطنين اللبنانيين في مواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة التي يجدون أنفسهم فيها»، مهدداً «بردع الولايات المتحدة وإسرائيل من ضرب السفينة».
وبعد ساعات قليلة من خطاب نصر الله، اتصلت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، بالرئيس اللبناني ميشال عون وأبلغته نيابة عن الإدارة قرار الولايات المتحدة بمساعدة لبنان في الحصول على الكهرباء من الأردن، والمساعدة في نقل الغاز من مصر إلى شمالي لبنان عبر الأردن وسورية.
واعتبر بن مناحيم «أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحاول تجاوز حزب اللـه وإيران قبل أن تصل الناقلة الإيرانية المحملة بالوقود إلى شواطئ لبنان وتخلق انطباعاً بأن إيران تساعد المواطنين اللبنانيين في أوقاتهم الصعبة»، موضحاً أنهم «يعانون من نقصٍ حاد في الوقود والمياه والكهرباء، وتحاول إدارة بايدن أن تُظهر للبنانيين أن الولايات المتحدة تساعد في حل مشكلة نقص الطاقة لديهم».
وأشارت السفيرة في تصريح لوسائل الإعلام إلى تصريحات نصر اللـه وقالت: إن «لبنان لا يحتاج إلى أي سفينة إيرانية»، وتساءلت «هل يمكن الوثوق بحزب اللـه لتوزيع الوقود بشكل عادل»؟ حسب تعبيرها.
مصادر أمنية إسرائيلية تقول إن «نصر اللـه أعلن أن الناقلة الإيرانية التي تشق طريقها إلى لبنان هي أراضٍ لبنانية، حتى يكون له شرعية الرد عسكرياً إذا تعرضت السفينة للهجوم في قلب البحر أو أثناء الرسو في الموانئ اللبنانية أو السورية».
وأضافت: إنه «من خلال هذا الإعلان، يحاول نصر اللـه ممارسة ضغوط نفسية على إسرائيل لتفكر ملياً قبل أن تهاجم سفينة إيرانية تحمل وقوداً إلى سواحل لبنان»، وتساءلت المصادر: «هل من الجدير لها أن تخاطر بمواجهة عسكرية مع حزب الله»؟
ويعاني لبنان من شح في الوقود، رغم إعلان المديرية العامة للنفط أول من أمس الأحد عن أسعار جديدة للمحروقات، بعد قرار السلطات بمعالجة تداعيات أزمة المحروقات من خلال اعتماد سعر صرف الدولار 8000 ليرة لبنانية لشراء المحروقات، إذ ارتفع السعر الرسمي للبنزين 95 أوكتان بذلك، بنحو 66 بالمئة، في أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان في تاريخه الحديث.