الخبر الرئيسي

على خلفية نشوة «قاعدة» سورية بانتزاع «طالبان» للسلطة في أفغانستان ولضبط عقاربها وتحجيم أحلامها … المقاتلات الروسية تكثّف قصفها لمعاقل «النصرة» في «خفض التصعيد»

| حلب - خالد زنكلو

كثفت المقاتلات الروسية في الأيام الأخيرة قصفها لمواقع ومعاقل «جبهة النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام» الإرهابية، وكبدتها خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب على خلفية النشوة العارمة التي أصابت الفرع السوري لتنظيم القاعدة وأعرب عنها بأكثر من طريقة للتعبير، إثر انتزاع حركة طالبان، ذات الميول العقائدية والإيديولوجية الجهادية ذاتها، للسلطة في أفغانستان.
وحمل التصعيد الجوي الروسي المركّز في «خفض التصعيد»، بضربات متلاحقة لمواقع إرهابيي «النصرة» وعلى مدار ستة أيام متلاحقة وحتى يوم أمس، دلائل شتى في مقدمتها كبح غلو «النصرة» وتبنيها لـ«فتوحات طالبان» على أنها مكسب عسكري وسياسي لها ستستفيد من تداعياته المستقبلية، على الرغم من القلق والمخاوف الإقليمية والعالمية من تفشي وانفلات بؤر الجهاد العالمي المتشدد.
وأفادت مصادر محلية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»، بأن سلاح الجو الروسي نفذ أمس خمس غارات دمرت بالكامل مواقع ومخابئ لـ«تحرير الشام»، في محيط بلدتي كنصفرة والبارة في جبل الزاوية، والتي يتخذ منها الإرهابيون مراكز لشن هجمات باتجاه مواقع الجيش العربي السوري في المنطقة وإطلاق القذائف والصواريخ نحو نقاط تمركزه خلف خطوط التماس بشكل مستمر، لاسيما في بلدة كفرنبل، الأمر الذي استدعى رد الجيش السوري على خروقات وقف إطلاق النار وإسكات مصادر النيران.
وأشارت المصادر إلى أن أول من أمس شهد أيضاً شن الطائرات الحربية الروسية غارات مكثفة استهدفت أوكار إرهابيي الفرع السوري لتنظيم القاعدة بالقرب من بلدات مرعيان وكنصفرة والموزرة، خلّفت دماراً كبيراً، ودمّرت مستودعاً للعبوات الناسفة وقتلت وجرحت العديد من الإرهابيين.
وبيّنت أن تلك الغارات جاءت بعد يوم من استهداف مواقع متفرقة لإرهابيي جبل الزاوية وجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي وبعد يومين من تنفيذها أكثر من ٢٠ غارة طالت تمركز إرهابيي «هيئة تحرير الشام» و«الحزب الإسلامي التركستاني» وتنظيم «حراس الدين» الجناح الثاني لتنظيم القاعدة في سورية في مداجن بلدة عين شيب وجوار بلدة قورقانيا، وبالتحديد في الجبل الواقع إلى الجنوب منها والذي أشارت حسابات الإرهابيين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنه يضم ورشة لتصنيع الذخيرة والصواريخ عائدة لـ«التركستاني» وجرى تدميرها بالكامل.
وكان سلاح الجو الروسي أغار في ١٨ الجاري، وليومين متتاليين، على مواقع لـ«النصرة» في عين شيب، حيث ينشط إرهابيو الفرع السوري لـ«القاعدة»، وعلى معقله بجوار بلدة حميمات شرق سهل الغاب بريف حماة الغربي، وذلك بعد سلسلة غارات متواصلة طالت مواقع إرهابييه في شاغوريت ومحيط الشيخ بحر داخل الحرش الواقع إلى الغرب من مدينة معرتمصرين بريف إدلب الشمالي، بالإضافة إلى الغارات التي استهدفت قبل أسبوع مناطق تمركز إرهابيي النظام التركي في منطقة الشيخ بكر، أكثر من مرة خلال الأشهر الأخيرة، وفيها مقر تحكم وسيطرة لـ«النصرة» المدرجة على قائمة العقوبات الأممية.
متابعون للوضع الميداني في «خفض التصعيد»، أكدوا لـ«الوطن» أن سلسلة الغارات الروسية، بما فيها الأخيرة، تقول للإرهابيين وداعميهم الإقليميين والدوليين: أنتم إرهابيون، ومن حقنا ملاحقتكم والقضاء عليكم، كما تنص على ذلك الاتفاقات الثنائية الروسية- التركية مثل اتفاقي «موسكو» و«سوتشي» ومخرجات مسار «أستانا».
وأوضح المراقبون أن غارات الأسبوع الأخير الروسية، التي أعقبت سيطرة «طالبان» على أفغانستان وتزامنت مع استمرار احتفالات «تحرير الشام» بفوزها «المبين»، توجّه رسالة إلى النظام التركي بأهمية ضبط عقارب الفرع السوري لتنظيم القاعدة وتحجيم أحلامه في «خفض التصعيد» مع ضرورة تنفيذ بنود الاتفاقات الثنائية، التي تنص على فتح طريق عام حلب- اللاذقية أمام حركة المرور والترانزيت ووضع جدول زمني قريب للتنفيذ، بعد أكثر من ١٦ شهراً على توقيع الاتفاق الخاص بذلك في موسكو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن