لافروف والصفدي: موسكو وعمان تدعمان سيادتها ووحدة أراضيها … الرئيس الروسي يبحث الوضع في سورية مع ملك الأردن
| وكالات
أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه ملك الأردن عبد اللـه الثاني، أمس في موسكو، عن أمله في تبادل وجهات النظر حول الأمور الأكثر إلحاحاً وهي «تطبيع الوضع في سورية والتصعيد الحالي في أفغانستان»، بينما أكد وزيرا خارجية البلدين سيرغي لافروف وأيمن الصفدي «دعم موسكو وعمان لسيادة سورية ووحدة أراضيها»، وأعربا عن «تأييدهما للتسوية العاجلة للأزمة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين قوله خلال اللقاء: «بالطبع نأمل في تبادل وجهات النظر حول الأمور الأكثر إلحاحاً. إنها تطبيع الوضع في سورية والتصعيد الحالي في أفغانستان»، مضيفاً: إن «هذه الموضوعات كانت على أجندة العلاقات الروسية الأردنية منذ سنوات».
وشدد بوتين على أنه على الرغم من جائحة فيروس «كورونا»، فإن العلاقات بين روسيا والأردن تتطور في جميع المجالات، بما في ذلك العلاقات التجارية والاقتصادية والحوار السياسي.
وأشار إلى أن اللجنة الحكومية الدولية، برئاسة وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف، تعمل بنشاط، وقال «إننا نعمل أيضاً بشكل مشترك لمكافحة الوباء والتغلب على آثاره».
وضم الوفد الروسي إلى المحادثات وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرجي شويغو ووزير الزراعة دميتري باتروشيف والمساعد الرئاسي يوري أوشاكوف.
وفي وقت سابق، أمس، ذكر الكرملين أن الرئيس الروسي سيلتقي ملك الأردن الذي يقوم بزيارة عمل إلى روسيا.
وأشار إلى أن الزعيمين سيناقشان حالة وآفاق التعاون الروسي الأردني في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية والتقنية وغيرها، إضافة إلى قضايا الساعة على جدول الأعمال الإقليمي.
وفي وقت لاحق أمس، بحث وزيرا خارجية البلدين الملف السوري ، وجاء في بيان أصدرته الخارجية الروسية: «تبادل وزيرا الخارجية وجهات النظر حول المسائل الراهنة على الأجندتين الإقليمية والدولية، وقد أوليا اهتماماً خاصاً بالوضع في سورية وما حولها».
وحسب البيان، فقد «أكد الوزيران دعم موسكو وعمان لسيادة سورية ووحدة أراضيها، وأعربا عن تأييدهما للتسوية العاجلة للأزمة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
على خط مواز، أوضح نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، ممدوح العبادي، أن من مصلحة الأردن الانفتاح على سورية، مشيراً إلى أن إغلاق الحدود مع سورية مقتل اقتصادي للأردن. وقال: «موقفنا السابق أضر الأردن التي حوصرت اقتصادياً بسبب إغلاق الحدود واستيراد البضائع بكلف أعلى، وخصوصاً مع ارتفاع الشحن البحري مؤخرا، وذلك حسبما ذكر موقع «عربي 21».
من جهته بين وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأسبق، سميح المعايطة، أن الرؤية الأردنية للتعامل مع الملف السوري قائمة على التعامل مع الواقع الذي فرضته الدولة السورية على الأرض عسكرياً وسياسياً.
وأضاف: إن الأردن بالتوافق مع دول عربية من بينها مصر، يرى أنه لا بد من عودة سورية إلى الجامعة العربية، معتبرا أن عودة سورية إلى الحضن العربي مصلحة عربية سياسية أردنية اقتصادية بالدرجة الأولى.
من جانبه أشار الرئيس السابق للجمعية الأردنية للعلوم السياسية، خالد الشنيكات، إلى أن الأردن منذ بداية الأزمة في سورية كان يدعو لحل سياسي، رغم انخراطه بشكل غير مباشر في الأزمة بسبب بعض الضغوطات.
وبيّن الشنيكات، أن ثمة تغيرات اليوم على أرض الواقع لمصلحة الدولة السورية، والأردن بات يدرك بالاعتماد على السياسة الواقعية أن مسألة تغيير الحكم في سورية مسألة تجاوزها الزمن، ولم تعد مطروحة بعد سيطرة الدولة على كل سورية، ما عدا بعض الجيوب الصغيرة.
وأضاف: «الأردن تضرر بشكل كبير من الأزمة في سورية وهذه أسباب تحول الموقف الأردني، الأردن يستضيف ما يقارب 1.3 مليون لاجئ سوري منذ فترة طويلة، وعليه، فمن مصلحة الأردن أن يعودوا إلى ديارهم بعد استقرار الوضع الأمني، ويحتاج إلى الدعم الروسي في هذا الموضوع».
وشدد الشنيكات على أن من مصلحة الأردن عودة التجارة مع سورية عبر المعابر الحدودية، كما لا يمكن أن يمد الأردن لبنان بالكهرباء كما هو مطروح دون موافقة سورية لمرور الربط عبر أراضيها.
وأبدت غرفة تجارة الأردن في تصريحات صحفية أول من أمس، استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار سورية، وقالت في بيان: إن «المملكة ستكون البوابة الكبرى لإعادة إعمار سورية، وسيزدهر القطاع اللوجستي والموانئ الأردنية، والعديد من المحلات والمؤسسات الفردية على الطرق سوف تزدهر، وسيكون الأردن المكان الأفضل لشركات الخدمات وخاصة المالية».
وأول من أمس وصف عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان الأردني، محمد المومني، اللقاء المرتقب بأنه مهم للغاية لما تشهده قضايا المنطقة والعالم من تطورات تستدعي تكاتف الجهود للحيلولة دون تفاقمها.
وقال: «اللقاء المرتقب بين الملك وبوتين سيحسم الكثير من الأمور، وخاصة على صعيد الأزمة السورية»، موضحاً أن الأردن حريص على الوصول إلى حل سلمي ينهي ما يجري في محافظة درعا.