«سوبر ماركت» ابتداءً من الأول من أيلول … أيمن زيدان «الظاهرة».. التواق دوماً للنهوض بـ«أبو الفنون»

لم يدخر النجم أيمن زيدان جهداً في سعيه نحو إعادة الألق للمسرح السوري، فهو تواق دوماً للنهوض لذا نجح في الموالفة بين عناصره الفنية المتعددة ليعيد إنتاج مسرحية جديدة قديمة بعنوان «سوبر ماركت» التي أعدها بنفسه مع محمود الجعفوري عن نص للمسرحي الإيطالي الراحل داريو فو الحائز جائزة نوبل عام 1997 معتمداً على مجموعة من الممثلين الشباب الموهوبين هم: حازم زيدان وقصي قدسية ولمى بدور وسالي أحمد وحسام سلامة وخوشناف ظاظا.

وينطلق العرض يوم الأول من شهر أيلول المقبل على مسرح الحمراء في دمشق يومياً في السابعة مساءً، وهو من إنتاج المسرح القومي في مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة.

أيمن زيدان الذي يتولى إخراج العرض على الخشبة، سبق أن قدم هذه المسرحية أول مرة عام 1992، وشارك فيها ممثلاً ومخرجاً، ثم أعاد عرضها على خشبة مسرح الحمراء برؤية مختلفة بعد 16 عاماً، أي في عام 2008، وقاسمه البطولة حينها: شكران مرتجى ومحمد حداقي وفادي صبيح وأسيمة أحمد وحازم زيدان وطالب عزيزي، ليعيد إنتاج العرض للمرة الثالثة بصيغة جديدة عقب مرور نحو 29 عاماً على إنتاجه للمرة الأولى.

ويضم فريق العمل أيضاً كلاً من د. نبيل حفار «ترجمة»، ريم الماغوط «ديكور وأزياء ودمى»، غالب زيدان «موسيقا»، علاء كيزاوي «إضاءة»، وتصميم البوستر لدانا الإمام وبراءة الرجال.

المسرحية كوميديا شعبية تصنف على أنها من النوع الكوميدي الناقد ذي البعد الاجتماعي والسياسي، وتحكي عن أشخاص يدخلون إلى سوبر ماركت ويسرقونه بسبب ارتفاع الأسعار والأوضاع المعيشية القاسية، لتستنفر الأجهزة الأمنية من أجل إعادة المسروقات.

السخرية في مسرحيات زيدان هي السائدة، وثمة نقطة مهمة هي أن حواراته دائماً ما تكون مثقلة بالإيحاءات والتعبيرات التي تحمل معاني متعددة، وهذا يجعل عبء إعداد مثل هذا العمل كبيراً للغاية.. حيث إن زيدان والجعفوري يبذلان جهداً واضحاً في تقريب المعنى قدر الإمكان إلى الذائقة السورية.

حالة استثنائية

يستحق النجم أيمن زيدان أن يوصف بالظاهرة، فهو المؤلف والمخرج والممثل، وقد صنع ما يشبه الانتفاضة في فنه الأثير، معتبراً المسرح شعبياً بامتياز ومنبراً مواتياً لمناقشة قضايا مختلفة.

رغم الصعوبات الماثلة أمام عشاق المسرح، إلا أن زيدان ومنذ نشأته الفنية لعب دوراً ريادياً وأساسياً في ديمومة النشاط المسرحي، لكونه أسهم ويسهم بشكل كبير في إيجاد هوية مسرحية متميزة للمسرح، من خلال جهود مضنية بذلها كان دافعه الوحيد شغفه بالمسرح، فقدم خلاصة خبراته ولم يبحث عن أي مكاسب شخصية، بل كان ديدنه حب المسرح والإخلاص له.

وفي ظل الحديث المتكرر عن أزمة المسرح في سورية، تبدو مسرحيات أيمن زيدان حالة استثنائية، فالأعداد الكبيرة من الناس التي عادة ما تتجمع أمام المسرح قبل بدء العرض بساعات توحي أنه ما زال للمسرح جمهوره.

حضور آخر

بعيداً عن المسرح، انتهى زيدان قبل فترة من تصوير دور البطولة في الجزء الثاني من مسلسل «الكندوش» بشخصية «عزمي بيك» وهو أحد نبلاء الأحياء الدمشقية، شخص غني يمتلك منظومة من القيم الأخلاقية، محاط بحب الآخرين، وهو يحبهم أيضاً، يتعرض لمشكلة شخصية فتغير مساره وتعطفه لمسار آخر، يقرر فيه أن يعاقب نفسه.

كما يحضر لإنجاز فيلم سينمائي جديد من إخراجه بعد أن قدم سلسلة من الأفلام الناجحة ممثلاً ومخرجاً.

ويعد زيدان من النجوم القلائل الذين عملوا في التمثيل والإخراج في المسرح والسينما والتلفزيون حاصداً الكثير من الجوائز في سورية وخارجها.

عدا عمله كمنتج على مدار سنوات مقدماً مسلسلات مازالت خالدة في الذاكرة، واحترافه التقديم التلفزيوني في عدد من البرامج العربية المهمة.

ولا ننسى أيضاً أنه أديب من الطراز الرفيع وله عدة مجموعات قصصية.