رياضة

كرة العربي.. آمال كبيرة وطريق صعبة

| السويداء - عبد السلام الجباعي

لأنها مالئة الدنيا وشاغلة الناس (سيبقى المجتمع الرياضي رهيناً بإنجازاتها).

ومعظم من يتابع الرياضة أو يمارسها مرتبط بهذه المجنونة حتى من الذين يلعبون ألعاباً أخرى.

كرة القدم في النادي العربي في المقدمة، ويتجاوز عدد المسجلين في لعبة كرة القدم ثلثي منتسبي النادي الذي يحتوي على أكثر من 20 لعبة.

فقدان المنافسة المحلية

منذ أن تأسس النادي العربي عام 1972 بعد دمج أندية الجبل والفتيان والجماهير افتقد النادي للمنافس الحقيقي محلياً ومع تطور عقلية العمل الاحترافي وبسبب عدم توافر الإمكانات بقيت عقليتنا كما ورثناها عبر عقود من الزمن فلم يعد ينفع أن تأتي من ورشة الباطون أو سوق الخضرة لتلعب كرة قدم محترفة تجاري بها الكبار.

ليست هذه حدودنا ولكن؟

في كثير من المواسم نافست كرة العربي نظراءها وكانت خصماً عنيداً لفرق الصعود مثل المجد والوحدة والشرطة والمحافظة والنضال وفي عام 1987 تجاوزت حطين واليقظة، وكان للفرق الرديفة كلمة الفصل في الألفية الثالثة ومع تطور نظام الدوري وآلية الصعود وفصل الفئات، كان لزاماً على فريق الرجال حمل راية المنافسة، فوصل للأدوار النهائية مراراً وكانت النهايات غير سعيدة، إما لمحاباة الفرق الأخرى وإما لسوء إدارة المباريات الحاسمة.

غياب التطوير

وتبقى المشكلة في كرة العربي عبر عقود من الزمن المجاملة داخل الفريق والاعتماد على نفس الأسماء سواء باللاعبين أم المدربين وغالباً ما كانت تتم لعبة الكراسي الموسيقية وتبادل الأدوار ضمن نفس المجموعة وبقينا نعتمد على عدد محدود من المدربين سنوات طويلة دون تطوير عقلية العمل أو التنافسية.

ظاهرة الأنا وعدم التعاون!

ولأن كرة القدم لعبة جماعية وتتطلب العمل الجماعي من الجميع، وهذا ما افتقدناه لفترة طويلة قلما تجد مدرباً يتعاون مع زميل له أو يتقبل نقداً لعمله أو أدائه، فكانت الحلقة المفقودة دائماً روح التعاون.

ونظراً لعدم إمكانية استقدام مدرب من خارج أسوار النادي استمرت بنا الحال بين موسم مميز وموسم سيئ حسب توافر الدعم أو حماسة اللاعبين.

البناء السليم والتخطيط العلمي

ولأن التخطيط أساس النجاح، والبناء السليم من القواعد، عمدت بعض الإدارات على تفعيل هذا الجانب الذي لم يكتب له النجاح طويلاً بسبب تضرر مصالح بعض القائمين على العملية التدريبية.

وفي السنوات الأخيرة ظهرت التنافسية مع تغيير عقلية التعامل مع الكوادر ولو بحياء، فظهرت بعض الطفرات بوجود بعض المواهب التي تناغم عطاؤها مع فكر بعض المدربين فكان النجاح الجزئي والمرحلي لبعض المدربين.

الاحتراف والجدية

عندما أصبحت الكرة مالاً وعلماً أصبحت كرتنا كرة هواة، يسعى ممارسوها لترك بصمة.

والعمل التنافسي يتطلب وجود بنى تحتية من ملاعب وتجهيزات وكوادر مدربة مواكبة لكل جديد ولاعبين مفرغين وإدارة متابعة، ودعماً مالياً مستمراً، وتخطيطاً سليماً يتضمن الثواب والعقاب وهذا يتطلب تضافر جهود الجميع.

إيجابيات وسلبيات

في النادي العربي عشرات المواهب بل مئات من الخامات الجيدة والتي يمكن أن تكون في مستوى عال لو وفرنا لها مقومات النجاح وقد خرّج النادي العربي العديد من اللاعبين المميزين والذين يلعبون في أندية الممتاز.

ولابد لتطوير المهارات وصقلها من إعداد الكوادر بشكل مستمر وهذا يتطلب جهوداً وأموالاً كثيرة كما يتطلب العمل بروح الفريق والابتعاد عن المصالح الشخصية، وكذلك تأهيل المنشآت القائمة وإضافة منشآت أخرى, ولو استطاعت إدارة النادي العمل على البناء السليم من القواعد وإعادة هيكلة الأسرة التدريبية بما يخدم خطتها وآفاقها المستقبلية، وتمكنت من تأمين متطلبات العملية التدريبية من منشآت وكوادر، ربما تطلق عجلة التطور نحو حالة احترافية صحيحة.

ولنا مثال بتضافر الجهود مع فريق الشباب الذي تم بناؤه بالمحبة والتعاون، رغم عدم توافر أدنى مقومات الدعم، فكانت الروح العالية والحس المسؤول والتطلع لخلق حالة رياضية صحية على ساحة المحافظة.

كلمة أخيرة

لإدارة النادي العربي بحلتها الجديدة: بما قدمتم من أفكار وخطط تعاونوا واستفيدوا من تجارب غيركم، عززوا روح التعاون وانزعوا الأنانية من مدربيكم ولاعبيكم، كافئوا وعاقبوا، أعطوا كل ذي حق حقه، اعملوا بمبدأ تكافؤ الفرص ولا تحابوا أو تجاملوا، الفرصة أمامكم والكرة بملعبكم والجماهير تنتظر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن