رياضة

حصاد اليوم الختامي من دورة ألعاب «جريح الوطن» في اللاذقية … رفاق السلاح يضمّدون الجراح على «الطاولة» بالفضة ويحصدون الذهب في «السلة»

| اللاذقية - عبير سمير محمود

شهد اليوم الختامي لـ«دورة ألعاب «جريح الوطن» منافسات قوية في رياضتي السلة وتنس الطاولة، وسط تفاعل الحضور بشكل لافت.

من أرض المعارك، حمَلَ أشاوس الميدان جراحهم ليضمّدوها على «الطاولة» بالفضة، متجاوزين العجز بحصد الذهب في «السلة»، لتكون سلة من الإنجازات ستبقى في رصيدهم لتمحو آثار الحرب وترسم ملامح النصر في الميادين كلها.

سلة الذهب

وسط حضور جماهيري لافت في الصالة الرياضية الثانية، نجح فريق (سورية ب) بحصد الميدالية الذهبية في منافسات كرة السلة على الكراسي المتحركة، بعد فوزه على منتخب (سورية ج) بنتيجة 28 – 17 نقطة، ليحقق ( سورية أ) المركز الثاني ويتوج بالميدالية الفضية، وتكون الميدالية البرونزية من نصيب الفريق (سورية ج) بفارق النقاط.

وعقب التتويج بالذهب، قال مدرب فريق (سورية ب) الكابتن كنان النايف لـ«الوطن»: إن تحقيق الفوز بالمركز الأول إنجاز كبير خاصة وأننا كنا متأخرين بالنتيجة بفارق 8 نقاط، إلا أن الأبطال عادوا وقلبوا النتيجة لمصلحتهم بفارق 11 نقطة بجهود ومهارات مميزة مدفوعة بحماسة لا توصف.

وتوجّه النايف بالشكر لكل من ساهم برسم السعادة على وجوه الجرحى وأسرهم، متمنياً لبقية الفرق تحقيق نتائج أفضل في الدورات القادمة.

وفي تصريحات لـ«الوطن»، عبّر عدد من لاعبي فريق (سورية ب)، ومنهم الجرحى علي علي، وعلي سليمان، وعبد الرزاق الجدوع، عن مشاعر الفرح بالعودة لمسار الانتصارات من جديد بعد انتصارات الميدان، مشيرين إلى أن قوة المنافسة في الملعب زادت من حماسنا لنطوّر أنفسنا بهذه الرياضة ونعود في البطولة القادمة أكثر احترافية.

ومن فريق (سورية أ) الذي توّج بالميدالية الفضية، قال الجريح علام سليمان لـ«الوطن»: إن تحقيق المركز الثاني انتصار جيد بالنسبة لنا في منافسة كانت قوية جداً، لنثبت لأنفسنا بأننا قادرون ومتمكنون من تحقيق الإنجازات في كل الميادين.

لم يختلف رأي صاحب الميدالية البرونزية من فريق (سورية ج)، اللاعب الجريح عمران مريجاوي الذي أكد لـ«الوطن»، أن هذه البطولة استطاعت بث روح المنافسة بقلوب جميع الجرحى، قائلاً: لقد أخرجتنا أجواء الدورة الرياضية من أجواء الإصابة الجسدية إلى أجواء حماسية في الحياة الرياضية.

تشكيلات السلة

توّج فريق سورية (ب) ـبقيادة المدرب كنان النايف، الذي يضم كلاً من الجرحى الأبطال:

لمك حجي، جابر هندي، عبد الرزاق الجدوع، علي سليمان، فارس غزال، علي علي، أنور محمد، علي سايس.

على حين ضم فريق سورية أ، الذي حقق المركز الثاني تحت إدارة المدرب فارس الإبراهيم، الأبطال الجرحى، حسن عبدان، ماجد نحال، عبد القادر الزين، علام سليمان، صفوك شحادة، حسن الأدرع، يحيى طه، ونوفل الحسن.

وتمكّن المدرب لؤي رجوب من قيادة فريق سورية ج، للتتويج بالمركز الثالث، ويضم الفريق نخبة من أبطال الميدان، يزن العجوز، أحمد حمتي، وائل عبد الله، علاء محمد، ياسر شوا، عمران المريجاوي، محمد شيخوني.

من رفاق السلاح إلى رفاق المضرب

نجح الروسي الجريح ألكسندر ابولموسوف في تحقيق المركز الأول بفئة كرة الطاولة (جلوس)، على حساب الجريح السوري أحمد التقي، في مباراة حماسية شهدها اليوم الختامي. وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، تمكّن الجريح السوري محمد صالح من الفوز على رفيق مضربه الذي كان رفيق سلاحه – الجريح عمر الحسن.

وفي فئة تنس الطاولة (وقوف)، فاز بالمراكز المتقدمة «جرحى الوطن»، وهم: فراس شيحا بالمركز الأول، فيما نال علاء شمامو المركز الثاني، وعمار علوش المركز الثالث، وحل عادل إسماعيل في المركز الرابع.

وعلى هامش التتويج، أعرب صاحب المركز الأول (جلوس) اللاعب الروسي إلكسندر ابولموسوف في تصريح لـ«الوطن»، عن سروره بالمشاركة في هذه البطولة بين جرحى سورية، وقال: «أتمنى أن تتوسع هذه البطولة أكثر، كما أرغب بأن أرى هؤلاء الأبطال يشاركون في بطولات رياضية في بلدي روسيا ونلتقي من جديد».

من جهته، قال الجريح السوري صاحب المركز الثاني أحمد التقي لـ«الوطن»: أنا سعيد بما وصلت إليه إلا أنني في البطولة القادمة سأطور مهاراتي أكثر لأحصل على المركز الأول، داعياً «رفاق الجرح» ليكونوا فاعلين سواء في الرياضة أم في أي صعيد آخر، مؤكداً بالقول: كلنا قادرون وكلنا متمكنون.

النتيجة.. إرادة

المنسق من مشروع «جريح الوطن» هشام خدام أكد لـ«الوطن»، أن البطولة من بدايتها حتى يوم الختام في النهائيات، كانت عبارة عن تحدِ لأبطالنا اليوم كما كانوا أبطالنا في الميدان، مشيراً إلى أن النتائج المتقدمة في جميع الألعاب كانت مبهرة للجميع وخاصة الحضور الجماهيري الكبير.

ولفت خدام إلى أن أروع ما في هذه البطولة هي «الإرادة» التي ظهرت لدى جميع المشاركين من أبطال «جرحى الوطن» ستعطي القوة لكل السوريين، لتسطّر بهذه البطولة لحظات جميلة جداً لا تنسى.

من جهتها، قالت رئيس الاتحاد الرياضي في اللاذقية رشا الشمالي لـ«الوطن»، إن دورة ألعاب «جريح الوطن» الأولى، أفرزت خامات رياضية جديدة، ليكون جرحانا أبطالاً دوليين في بطولات كبيرة، ظهرت بطولتهم في الرياضات الست كالسباحة والريشة وألعاب القوى والقوة البدنية وحتى تنس الطاولة وكرة السلة.

وأشارت الشمالي إلى الدعم الكبير الذي عكسه حضور وتشريف السيدة الأولى أسماء الأسد حفل افتتاح البطولة على القائمين على البطولة، سواء على الجانب الرياضي أم التحضيري، فكانت بطولة مميزة تضاهي البطولات العالمية.

بدوره، أكد عضو اللجنة التنفيذية فرع اللاذقية وعضو اللجنة المنظمة ضمن فعالية «جريح الوطن» شريف الأطرش لـ«الوطن»، أن البطولة شكلت حدثاً عالمياً، بدءاً من التنظيم الاحترافي إلى الاهتمام الخاص بالجرحى، مشيراً إلى أن الجميع كان على قدر المسؤولية لإنجاح هذه الدورة الرياضية بكل المقاييس.

ومع تتويج أبطال السلة وتنس الطاولة، تُسدل دورة ألعاب «جريح الوطن» الأولى الستارة عن جميع الفعاليات التي أقيمت على أرض مدينة الأسد الرياضية في محافظة اللاذقية.

وتنوعت الفعاليات الرياضية إلى جانب السلة وتنس الطاولة، ما بين السباحة والقوة البدنية وألعاب القوى والريشة الطائرة، وذلك بمشاركة نحو 100 جريح من العراق وروسيا وسورية.

ونالَ الفائزون في البطولة من الرياضات المختلفة التي أقيمت منافساتها من 19 – 24 من شهر آب الجاري، جوائز مادية بقيمة 900 ألف ليرة للمركز الأول و800 ألف للمركز الثاني و700 ألف للمركز الثالث.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن