عربي ودولي

واشنطن تؤكد أن الالتزام بموعد الانسحاب مرهون بتعاون طالبان لتسهيل الإجلاء … موسكو: غير مستعدين لرؤية عسكريين أميركيين في آسيا الوسطى ولن ننجرّ للنزاع في أفغانستان

| وكالات

تسيطر أخبار المشهد الأفغاني على الساحة الدولية منذ استولت حركة طالبان على العاصمة كابل قبل قرابة الأسبوع، على حين ترتفع عتبة المخاوف والحذر لدى كثير من الدول من أي تطورات أمنية قد تشهدها المنطقة في القادم من الأيام، وذلك وسط إصرار الرئيس الأميركي جو بايدن على سحب قواته بحلول 31 من الشهر الجاري.
روسيا حافظت على هدوئها الحذر منذ اللحظة الأولى فتواترت تصريحاتها في هذا السياق، وكان آخرها ما صرح به الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حيث أكد أن موسكو تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في أفغانستان لكنها لا تنوي الانجرار في «نزاع الجميع ضد الجميع».
وقال بوتين، خلال مؤتمر لحزب «روسيا الموحدة» أمس الثلاثاء، إن النزاع في أفغانستان يستمر منذ عدة عقود، مصرحاً: «كان للاتحاد السوفييتي خبرة للوجود في هذه البلاد، ونحن تعلمنا الدروس الضرورية».
وتابع بوتين: «تعرفون أن أفغانستان تمر اليوم بأوضاع صعبة ومقلقة، نتابع عن كثب هذه التطورات من خلال التعاون المكثف مع شركائنا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا».
وشدد الرئيس الروسي: «بالطبع لا ننوي التدخل في الشؤون الداخلية في أفغانستان، ولاسيما جر قواتنا المسلحة في نزاع الجميع ضد الجميع، وكما يبدو لي هذا هو ما يحدث هناك الآن».
واعتبر بوتين أن بعض الدول ستحاول تصعيد النزاع في أفغانستان لينتشر خارج حدودها وهذا سيمثل تهديداً مباشراً لأمن روسيا.
يأتي ذلك في حين، تستمر الولايات المتحدة الأميركية في إثبات سياستها الكارثية الرامية إلى تحقيق مصالحها بالدرجة الأولى، حيث نقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي قوله إن بايدن أقر توصية البنتاغون بالالتزام بموعد الانسحاب بحلول 31 آب الجاري، مضيفاً إن واشنطن أبلغت طالبان أن انسحابها مرهون بالتعاون لتسهيل الإجلاء.
على خط مواز، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده «غير مستعدة» لرؤية عسكريين أميركيين ينتشرون في دول آسيا الوسطى بعد انسحابهم من أفغانستان.
وخلال مؤتمر صحفي عقده بعد محادثات أجراها في موسكو مع نظيره الهنغاري بيتر سيارتو، قال لافروف رداً على سؤال حول موقف موسكو من إمكانية انتشار قوات أميركية في دول المنطقة: «لا.. وسوف أوضح لكم السبب بكل صراحة.. أولاً، لدينا مجال أمني مشترك (مع دول آسيا الوسطى)، ولدينا في هذا المجال التزامات معينة، وأعني منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تتطلب إجماع الدول المتحالفة حول جميع القضايا المتعلقة بنشر قوات مسلحة أجنبية على أراضيها».
وأوضح لافروف أن السبب الرئيسي لعدم رغبة روسيا في رؤية جنود أميركيين في المنطقة يكمن في تطلع الجيش الأميركي إلى نشر جزء من بنيته التحتية والأسلحة والأفراد على أراض الدول المجاورة لأفغانستان كي يتمكن من توجيه ضربات إلى الأراضي الأفغانية في المستقبل.
وتابع: «إذا كنتم تتصورون أن دولة ما سواء أكانت تقع في آسيا الوسطى أم في مكان آخر، ترى مصلحتها في أن تصبح هدفاً كي يستطيع الأميركيون تلبية مطامحهم، فأنا أشك في أنه شيء يحتاج إليه أحد».
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أفادت سابقاً نقلاً عن مسؤولين رفيعي المستوى في كل من روسيا والولايات المتحدة، بأن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من بوتين خلال لقائهما في جنيف، السماح بنشر قوات أميركية في دول آسيا الوسطى بعد انسحابها من أفغانستان، لكن الجانب الروسي لم يوافق على ذلك.
في الأثناء، نقلت صحيفة واشنطن بوست، عن مسؤولين أميركيين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، قولهم إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز التقى أبرز قياديي حركة طالبان الملا عبد الغني برادر في كابل الإثنين.
ويدل قرار الرئيس الأميركي جو بايدن إيفاد بيرنز المعروف أنه الأكثر حنكة بين دبلوماسييه، إلى كابل، على فداحة الأزمة التي تشهدها إدارته في مواجهة عمليات الإجلاء الفوضوية من العاصمة الأفغانية لآلاف الأميركيين والأفغان.
والملا عبد الغني برادر، الذي كان رئيس المكتب السياسي لطالبان في قطر، هو الرجل القوي الجديد للنظام الذي تولى السلطة في كابل.
ولم تكشف صحيفة «واشنطن بوست» مضمون المحادثات بين برادر ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لكن من المرجح أن تكون تناولت مهلة عمليات الإجلاء من مطار العاصمة الأفغانية حيث لا يزال آلاف الراغبين في الرحيل خوفاً من حكم طالبان يحتشدون على أمل المغادرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن