عربي ودولي

روسيا أملت بتشغيل «التيار الشمالي2» بحلول نهاية العام الجاري … موسكو: نرى في أبحاث الغرب بمجال تطوير الذكاء الاصطناعي تهديداً لأمننا

| وكالات

تواصل التوترات شق طريقها على محور العلاقة بين روسيا والغرب على أكثر من جبهة، فمن مخاوف الطرفين مما قد تؤول إليه التطورات التكنولوجية من هجمات إلكترونية لمواقع حساسة، إلى قضية «السيل الشمالي 2» والرفض الأميركي القاطع لها، تصرّ روسيا على فرض نفسها بقوة في المعادلة العسكرية العالمية من خلال تزويد قواتها المسلحة بأحدث الأسلحة المتطورة.
وحذر نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، أوليغ خراموف من مخاطر ناجمة عن السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي.
وحسبما ذكر موقع «روسيا اليوم»، قال خراموف أمس الثلاثاء، أثناء منتدى «الجيش-2021» العسكري التقني الذي تجري فعالياته في ضواحي موسكو: «إن مجال الذكاء الاصطناعي يتحول لا محالة إلى مجال لمواجهة عسكرية وسياسية، وليس لتنافس علمي وتقني فقط».
وتابع المسؤول الروسي قائلاً: إن «الدول المتطورة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة ودول أخرى من أقرب حلفائها، تروج بقوة وعلى مختلف المنصات الدولية لما ينفع لها من المناهج في بلورة أسس تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحديد تطبيقها في مجالات مختلفة».
وأضاف: «من البدهي أن الدول التي نجحت في بلورة هذه القواعد والمعايير التي تحاول تثبيتها على المستوى الدولي، تسعى للحصول على إمكانيات جديدة في الهيمنة العالمية، في ظل الواقع التاريخي المتغير».
وأشار خراموف بهذا الصدد إلى وجود خطر التلاعب بمعايير أداء الأنظمة المذكورة ومعايير موثوقيتها ومأمونيتها، وهو ما من شأنه «أن يسمح باستغلال التقنيات الجديدة لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية آنية».
وختم نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي بالقول إن كل ذلك «يهدد الأمن القومي لروسيا ويملي علينا ضرورة الرد على هذا الأمر بالشكل المناسب».
على خط مواز، قال مدير إدارة التعاون الاقتصادي في وزارة الخارجية الروسية، دميتري بيريشيفسكي، في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك»: إن موسكو تأمل بأن يكون من الممكن تشغيل «التيار الشمالي2» بحلول نهاية العام الجاري، مضيفاً: «آمل أن تتوفر كل الإمكانات لإطلاقه بحلول نهاية العام».
وأصدر الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الجمعة الماضي، مرسوماً يسمح بفرض عقوبات تتعلق بمشروعات الطاقة الروسية، من بينها مشروع خط أنابيب الغاز «التيار الشمالي 2».
وجاء في خطاب بايدن إلى الكونغرس في هذا الشأن: «أبلغكم بإصدار مرسوم لاتخاذ إجراءات إضافية فيما يتعلق ببعض خطوط الأنابيب الروسية لتصدير موارد الطاقة في حالة الطوارئ في البلاد، على خلفية تهديد الأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة، الناجم عن الأنشطة الضارة للحكومة الروسية».
كما جاء في الخطاب: يجمِد المرسوم ممتلكات الأشخاص الأجانب الذين يحددهم وزير الخارجية بعد التشاور مع وزير المالية، بسبب مشاركتهم في أنشطة معينة أو تقديم خدمات معينة تساهم، على وجه الخصوص، في بناء خط أنابيب الغاز «التيار الشمالي 2».
يذكر أن مشروع «التيار الشمالي 2» يضم خط أنابيب غاز بسعة 55 مليار متر مكعب سنوياً من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، وتقوم شركة «نورد سترريم 2 أي. جي» بإنجاز هذا المشروع مع المساهم الوحيد، شركة «غازبروم» الروسية.
على الصعيد العسكري، أعلن مسؤول في شركة «روستيخ» الحكومية التي تدير قطاع الإنتاج العسكري في روسيا عن تسليم أولى دفعات دبابات «تي14 أرماتا» للقوات المسلحة الروسية.
وقال النائب الأول للمدير العام لشركة «روستيخ»، فلاديمير أرتياكوف، في كلمة له أمام المشاركين في اجتماع منتدى «الجيش 2021»: إن من بين المعدات الجديدة التي تم تسليمها للقوات المسلحة الروسية أخيراً مجموعة من دبابات «تي14 أرماتا».
ووصف المسؤول مجموعة دبابات «أرماتا» التي تم تسليمها للجيش الروسي بأنها تجريبية.
وذكرت صحيفة «إزفستيا» نقلاً عن مصدر في وزارة الدفاع الروسية أن دبابة «تي14» ستغدو مقر قيادة متنقلاً بفضل نظام الإدارة المؤتمت الفريد الذي يمكّن القادة الموجودين في الدبابة من التحكم في الآليات العسكرية الأخرى في ساحة القتال.
وأشارت إلى أن دبابة «تي14» تستطيع حماية الآليات العسكرية الأخرى من طائرات العدو وأسلحته المضادة للدبابات بفضل وسائل التشويش الإلكتروني والإعاقة التشويشية المتوفرة فيها. كما أنها تستطيع توفير الدعم الناري لمركبات المشاة عند الضرورة بفضل مدفعها الفريد عيار 125 مم.
في السياق، أعلن صانع وسائط الدفاع الجوي الروسية عن ميزة مهمة لمنظومة «إس400» الصاروخية، وقال رئيس مؤسسة «ألماز – أنتي» المصنعة لوسائط الدفاع الجوي، بافل سوزينوف، لـ«سبوتنيك»: إن منظومة «إس400» حصلت على ميزة في غاية الأهمية بضم صاروخ بعيد المدى يحتوي رأسه على رادار توجيه ذاتي، فهذا الصاروخ يستطيع أن يضرب هدفا يقع وراء الأفق، ومن المستحيل، إذن، الاختباء من هذا الصاروخ حتى وراء الأفق.
وأشار إلى أن الهدف الذي ينطلق نحوه صاروخ من صواريخ منظومة «إس400» يوجه نفسه بنفسه بوساطة أشعة الرادار، لن ينجو حتى إذا حاول الاختباء وراء الأفق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن