اقتصاد

منع «سبام» من التطفل عـلى مؤسساتنا

| د. سعـد بساطة

تعدّ رسائل البريد المتطفل أو ما يعرف بالسبام (Spam) من أكثر الأمور المزعجة في صندوق البريد الإلكتروني، فضلاً عن أنها قد تشكل خطراً كبيراً على البرامج. وأوضح خبراء شركة البرمجيات «كاسبارسكي» (Kaspersky) أن بعض رسائل البريد المتطفل تقوم بتسريب الفيروسات إلى أجهزة الحاسوب، على حين تسرق رسائل أخرى البيانات وتفاصيل الحساب.
من جانب آخر أوضح مركز حماية المستهلك بولاية تورينجين الألمانية أن اتخاذ بعض التدابير الاحترازية سيؤدي لتقليل المخاطر.
وقد تم تعـميم الأمر؛ فالطعام السريع في الأسواق – الذي نستسهله – بات الغـرب يسميه (Spam food)؛ لما له من أذى عـلى معـدتنا ونظام غذائنا!
بالمثل: فعـلماء الإدارة يتحدثون عـن (سبام) يأكل وقتنا في العـمل بأمور ثانوية ويشغـلنا بقرارات هايفة – وهذا بيت القصيد من مقالي- أنت في منشأة: صغـيرة أو كبيرة؛ خاصة أو حكومية؛ مدير أو رئيس قسم؛ تلاحظ لدى مراجعـة أدائك آخر اليوم أن أموراً متناهية بالصغـر؛ قد التهمت جل وقتك؛ أو استهلكت أغلب أنشطتك؛ على حين لم يبق لديك الوقت ولا الجهد لممارسة العـمل الفعـلي!
في البداية، يتعين على المستخدم التثبت من أن بريده الإلكتروني لا يقع في الأيدي الخطأ.
وهنا إدارياً أنصح بدوري ألا يكون بابك مفتوحا طوال الوقت؛ لكل الزوار والمراجعـات «فالثقوب السوداء» حسب الفيزيائيين كفيلة بالتهام المجرات؛ وهي أسوأ تجاه وقتك في العـمل!
ومع هذا، فإن المستخدمين الذين يتبعون جميع النصائح ليسوا في مأمن من البريد المتطفل أو محاولات التصيد لأن المرسلين يستخدمون أيضاً البرامج التي تنشئ على نحو تلقائي عناوين بريد إلكتروني، وترسل مجموعات كبيرة من رسائل البريد الإلكتروني، وتنتظر ببساطة لترى ما يصل بالفعل إلى مكان ما، ويمكن جعل التخمين صعباً على البرامج بإضافة أحرف خاصة وأسماء مختصرة إلى عنوان البريد الإلكتروني.
ينصح خبراء الحاسوب المستخدم تدريب المرشح بعدم حذف الرسائل، بل بتمييزها على أنها غير مهمة. ونتيجة لذلك، يتعلم البرنامج أشياء جديدة، وأنا بدوري أوصي باستخدام مهارات عـديدة لتمييز الغـث من السمين؛ ضمن ضيوفك وزوارك!
من مضيـّعـات الوقت الأساسية:
– سياسة الباب المفتوح؛ وهذا يغـري من هب ودب باقتحام مكان عـملك؛ ولا يفهم من كلامي أنني أوصي بإغـلاقه؛ ولكن تركه موارباً وفي فترات محددة.
– عـدم وجود برنامج عـمل محدد؛ بل الأمور تجري عـلى سجيـّتها!
– التأجيل غـير الصحي أو ما نسميه التسويف؛ هنا تتحول بعـض المهام التي تكون مستعـجلة وغـير مهمة؛ إلى مستعـجلة ومهمة؛ وتسويفها يؤدي لضرر كبير.
– الضجيج: قد نستهتر بهذا العـامل؛ ولكنه يتسبب كثيراً في تشتيت انتباه العـامل؛ أو في توتره وانخفاض أدائه.
– المزيد من الاجتماعـات – بمعـنى والأغـلب بلا معـنى- ما ينقل الموظف من جو عمله؛ إلى جلسات طويلة قد تكون غـير فعـالة (من دون أجندة؛ بلا مقررات؛ بلا تنفيذ)!
– كثرة المكالمات الهاتفية التي تقطع أفكارك؛ وتنقلك إلى أحاديث غـير ذات قيمة مضافة في أغلب الأحيان.
– زيارات المجاملة؛ هي قد تستخدم لتلميع صورتك اجتماعـياً؛ وقد تستمر ساعات طويلة بلا طائل.
الفيلتر يزيل الرسائل المتطفلة من بريدك الإلكتروني؛ أما عـزيمتك الصادقة فهي الوحيدة الكفيلة بإزالة الطفيليات التي تودي بجهدك ووقتك أثناء العـمل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن