عربي ودولي

المغرب أعرب عن «أسفه» للقرار! .. الجزائر: قطع العلاقات جاء بعد نفاد صبرنا

| وكالات

بعد إعلان الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، أعربت الأخيرة عن «أسفها» للقرار رافضة بشكل قاطع المبررات «الزائفة» التي بُني عليها، بينما أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أمس أن بلاده اضطرت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بعد نفاد صبرها.
وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية: إن «المملكة المغربية أخذت علماً بالقرار الأحادي للسلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ابتداءً من هذا اليوم»، وأضاف: إن المغرب «يعرب عن أسفه لهذا القرار غير المبرر تماماً بيد أنه متوقع بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تمّ رصده خلال الأسابيع الأخيرة».
ورفض البيان «بشكل قاطع المبررات الزائفة بل العبثية التي انبنى عليها القرار»، وجاء في البيان أيضاً أن المملكة المغربية «ستظل شريكاً موثوقاً ومخلصاً للشعب الجزائري وستواصل العمل بكل حكمة ومسؤولية من أجل تطوير العلاقات بين الدول المغاربية».
بدوره أكد لعمامرة أمس أن الجزائر اضطرت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بعد نفاد صبرها، قائلاً: «لا يسعدنا إطلاقاً أن نصل إلى مرحلة قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجارة المغرب»، مضيفاً: «إن الجزائر هذه المرة اضطرت إلى أن تقطع العلاقات بعد نفاد صبرها وذلك وبعد أن انتظرت فترة طويلة أن يعود ويسود العقل والاحتكام إلى القواعد والأعراف الدولية المعروفة والمكرسة»، وذلك وفق «قناة النهار» الجزائرية.
وأضاف: إن «الجزائر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قوى دولية كبيرة ومؤثرة دفاعاً على مبادئ واستعدادا للتضحية بالمصالح»، مؤكداً أن «الجزائر ستدافع عن مواقفها لأن مواقفها عادلة وموضوعية».
واختتم الوزير قائلاً: «لا أقول أي شيء قد يعتبر تكهناً بما قد يحصل غداً أو بعد غد، وأكتفي بالقول: إن الموقف الجزائري جاء في أوانه وجاء بعد تحليل وتفكير وجاء من باب المسؤولية وليس بناء على عواطف أو مواقف أخرى».
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس دعا إلى تحسين العلاقات مع الجزائر خلال كلمة ألقاها الشهر الماضي.
وفي أول ردود الفعل حول القرار الجزائري، دعا البرلمان العربي المغرب والجزائر إلى تغليب علاقات الأخوّة بين البلدين، واعتبر في بيان له أن علاقات الأخوّة بين المغرب والجزائر تفرض عليهما ضبط النفس وتجنّب التصعيد في العلاقات.
وأعلن لعمامرة أول من أمس الثلاثاء، قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع المملكة المغربية، متهماً المغرب بتنفيذ ما وصفه بـ«الأعمال الدنيئة» ضد الجزائر، مضيفاً: «عداء المغرب ممنهج ومبيت».
في السياق علقت وزارة الخارجية السعودية، أمس الأربعاء، على أزمة قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، ونقلت صحيفة «عكاظ» عن الخارجية السعودية بياناً أعربت فيه الوزارة عن «أسف حكومة المملكة العربية السعودية لما آلت إليه تطورات العلاقات بين الأشقاء في كل من المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية».
وأعرب البيان عن «أمل حكومة المملكة في عودة العلاقات بين البلدين بأسرع وقت ممكن، وتدعو الأشقاء في البلدين إلى تغليب الحوار والدبلوماسية لإيجاد حلول للمسائل الخلافية بما يسهم في فتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين الشقيقين، وبما يعود بالنفع على شعبيهما، ويحقق الأمن والاستقرار للمنطقة، ويعزز العمل العربي المشترك».
ورغم أن الحدود بين البلدين الواقعين في شمال أفريقيا مغلقة منذ عام 1994، فقد ظلت العلاقات الدبلوماسية بينهما قائمة منذ عام 1988 عندما عادت العلاقات بعد قطعها على خلفية نزاع سابق.
ويقول المغرب منذ سنوات: إنه «يريد إعادة فتح الحدود»، وقالت الجزائر: إنه لا بد أن تظل الحدود مغلقة لأسباب أمنية.
وأعلنت الجزائر، الأسبوع الماضي، أن حرائق الغابات المميتة التي شهدتها هي من تدبير جماعات وصفتها بأنها إرهابية، بينها «الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل – ماك»، والتي تسعى لاستقلال منطقة القبائل، وتقول الجزائر إن المغرب يدعمها، واستدعت الجزائر سفيرها بعد أن دعا دبلوماسي مغربي في نيويورك إلى منح سكان منطقة القبائل حق تقرير المصير.
وتدهورت العلاقات منذ العام الماضي، عندما عادت قضية الصحراء الغربية إلى صدارة المشهد بعد سنوات من الهدوء النسبي، ويعتبر المغرب المنطقة المتنازع عليها جزءاً من أراضيه، وأن الجزائر تدعم جبهة البوليساريو التي تنادي باستقلال المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن