عربي ودولي

الغرب يواصل ضغطه في قضية «السيل الشمالي 2» … لافروف: حالة علاقاتنا بالاتحاد الأوروبي بائسة بسبب سياسة بروكسل

| وكالات

يواصل الغرب فرض سياسة الضغوط القصوى الرامية إلى فرملة الصعود الروسي على أكثر من جبهة، فعلى حين يواجه «السيل الشمالي 2» منذ نشأته العراقيل الغربية على طريق إنجازه كمشروع تجاري مهم، تشكل قضية القرم والصراع في أوكرانيا نقطة مهمة أيضاً على محور التواصل الروسي الغربي بمزاعم تضع العلاقات بين الطرفين دائماً على مفترق طرق.
وعلق المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على مسألة خسارة الشركة المسؤولة عن مشروع «السيل الشمالي 2» القضية حول إعفاء المشروع من «متطلبات الغاز» في الاتحاد الأوروبي، وأكد للصحفيين، أن مشروع الغاز «السيل الشمالي 2» هو مشروع تجاري بحت ويقدم مساهمة كبيرة في أمن الطاقة بالاتحاد الأوروبي.
وقال بيسكوف: «يمكننا إعادة تكرار التصريحات السابقة، التي تم إطلاقها على مختلف المستويات بأن «السيل الشمالي 2» هو مشروع تجاري دولي مصمم لتقديم مساهمة كبيرة في أمن الطاقة في بكل أنحاء أوروبا».
وفيما يتعلق بموقف الكرملين من قرار القضاء الألماني عدم إعفاء «السيل الشمالي 2» من متطلبات الغاز في الاتحاد الأوروبي، قال: إن القرار يتعلق بالشركة نفسها، لذلك على شركة «السيل الشمالي 2» أن تقرر بنفسها الخطوات التالية التي ستتخذها.
والحديث يجري عن توجيهات (متطلبات) الاتحاد الأوروبي بشأن الغاز، وبالذات الملحق القائل، إنه لا يجوز لمالك أي خط أنابيب غاز أن يقوم في الوقت ذاته بتشغيله، وهو أمر يمس بشكل مباشر شركة «غازبروم» الروسية، التي تمتلك حصة الأغلبية في المشروع.
و«السيل الشمالي 2» هو مشروع روسي لمد أنبوبي غاز طبيعي يبلغ طول كل منهما 1200 كيلومتر، وبطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنوياً، من الساحل الروسي، عبر قاع بحر البلطيق، إلى ألمانيا.
وأصدر الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الجمعة الماضي، مرسوماً يسمح بفرض عقوبات تتعلق بمشروعات الطاقة الروسية، من بينها مشروع خط أنابيب الغاز «التيار الشمالي 2».
وجاء في خطاب بايدن إلى الكونغرس في هذا الشأن: «أبلغكم بإصدار مرسوم لاتخاذ إجراءات إضافية فيما يتعلق ببعض خطوط الأنابيب الروسية لتصدير موارد الطاقة في حالة الطوارئ في البلاد، على خلفية تهديد الأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة، الناجم عن أنشطة الضارة للحكومة الروسية».
كما جاء في الخطاب: «يجمِد المرسوم ممتلكات الأشخاص الأجانب الذين يحددهم وزير الخارجية بعد التشاور مع وزير المالية، بسبب مشاركتهم في أنشطة معينة أو تقديم خدمات معينة تساهم، على وجه الخصوص، في بناء خط أنابيب الغاز «التيار الشمالي 2».
على خط موازٍ، حمّل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بروكسل المسؤولية عن الحالة «البائسة» التي وصلت إليها العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي.
وقال لافروف في فيينا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النمساوي، ألكسندر شالنبيرغ، أمس الأربعاء، إن الطرفين ناقشا خلال محادثاتهما «الوضع في القارة الأوروبية، بما في ذلك الحالة البائسة للعلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي».
وذكر لافروف أن الاتصالات بين موسكو والاتحاد «تقلصت إلى أدنى حد نتيجة سياسة بروكسل الهادفة إلى ردع روسيا»، مضيفاً: «من جهتنا أعربنا عن استعدادنا لتطوير حوار براغماتي مع الاتحاد الأوروبي ومع الدول الأعضاء فيه، في أجواء من المساواة والاحترام المتبادل حصرياً، والبحث عن تفاهمات في المجالات ذات الاهتمام المشترك».
وتدهورت العلاقات بين روسيا والدول الغربية، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي، على خلفية النزاع في منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا والوضع حول شبه جزيرة القرم بعد انضمامها إلى روسيا بناء على نتائج استفتاء شعبي نظّم هناك في آذار عام 2014.
وفرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا بعد اتهامها بالتدخل في الشؤون الأوكرانية، بينما اتخذت روسيا خطوات مماثلة جوابية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن