عربي ودولي

غير المطعّمين أكثر عرضة للانتقال إلى المستشفى.. وبطء التلقيح قد يكبد الاقتصاد العالمي رقماً خيالياً … الصين تعيد فتح أحد المرافئ الرئيسية في العالم بعد احتواء تفشي كورونا فيه

| وكالات

يواصل كورونا انتشاره مؤثراً في أهم المرافق الحيوية للتجارة العالمية، ومهدداً حياة ملايين الناس على كوكب الأرض، وسط محاولات حثيثة لتطوير اللقاحات وتوسيع حملات التطعيم المجتمعية للتصدي للفيروس التاجي وسلالاته المتحورة.
ورفعت الصين أمس القيود الصحية المفروضة على مرفأ «نينغبو» تشوشان وهو أحد أكبر المرافئ في العالم المتوقف جزئياً منذ أيام بعد ظهور بؤرة لفيروس كورونا بين العاملين فيه، الأمر الذي أثر سلباً على النقل اللوجيستي.
وأدى اكتشاف إصابة بكورونا في أحد صفوف عمال المرفأ إلى إغلاق محطة ميشان فيه والقادرة على استيعاب عشرة ملايين حاوية، وذكر تلفزيون «سي سي تي في» الصيني نقلاً عن مذكرة صادرة عن السلطات المحلية أن القيود الصحية المفروضة على محطة ميشان في المرفأ رفعت على أن يستأنف النشاط تدريجياً حيث ستعود المحطة إلى العمل بكامل طاقتها في الأول من أيلول المقبل.
وأشارت المذكرة إلى أنه طلب من نحو ألفي عامل في المرفأ عزل أنفسهم على حين تعاني شبكات الإمداد العالمية من توتر أساساً على خلفية الإجراءات المفروضة لمواجهة انتشار وباء كورونا.
ويعتبر مرفأ نينغبو تشوشان الواقع على بعد 250 كيلومتراً جنوب شنغهاي أحد مرافئ الشحن الصينية الرئيسية.
ومر العام الماضي 1.2 مليار طن من البضائع عبر هذا المرفأ وهو الثالث في العالم على صعيد التصدير.
على خط موازٍ، أظهرت دراسة أجراها مركز أبحاث «ذي إيكونوميست إنتليجنس يونيت»، أن بطء حملة التطعيم ضدّ «كوفيد 19» قد يؤدّي خلال السنوات الثلاث المقبلة إلى خسارة 2.3 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ووفقاً للدراسة التي نشرها موقع «روسيا اليوم»، فإن «الدول التي ستكون قد لقّحت أقلّ من 60 بالمئة من سكّانها بحلول منتصف عام 2022 ستسجّل خلال الفترة 2022- 2025 خسارة إجمالية في الناتج المحلّي الإجمالي قيمتها 2.300 مليار دولار»، أي ما يناهز إجمالي الناتج المحلّي السنوي لدولة كبرى مثل فرنسا.
ولفتت الدراسة إلى أن ثلثي هذه الخسائر ستتكبدها الدول ذات الاقتصادات النامية، ما سيؤدي إلى تأخر لحاقها اقتصادياً بالدول الأكثر تقدّماً، وإلى زيادة الفقر ومخاطر حصول اضطرابات اجتماعية فيها.
وحسب الدراسة فإنّه خلال الفترة 2022- 2025 ستخسر دول إفريقيا جنوب الصحراء بسبب بطء حملات التطعيم فيها 2.9 بالمئة من إجمالي ناتجها المحلّي، مقارنة بالتوقعات السابقة، مقابل خسارة مقدارها 0.1 بالمئة فقط من الناتج المحلّي الإجمالي ستتكبّدها دول أوروبا الشرقية.
ومن حيث الحجم، توقعت الدراسة أن تكون منطقة آسيا والمحيط الهادئ الأكثر تضرّراً من بطء حملات التطعيم، إذ إنها ستخسر 1.700 مليار دولار من الناتج المحلّي الإجمالي خلال الفترة 2022- 2025.
كذلك، فإن عدم المساواة في الحصول على اللّقاحات سيؤدّي بدوره إلى تأخير النهوض الاقتصادي للدول الفقيرة التي ستستغرق وقتاً أطول بكثير من الدول الغنية للعودة إلى مستويات ما قبل الجائحة.
وبحلول نهاية شهر آب الجاري، تلقى نحو 60 بالمئة من سكان الدول الأغنى في العالم جرعة واحدة على الأقل من أحد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، مقارنة بـ1 بالمئة فقط من سكّان الدول الفقيرة، وفقا لهذه الدراسة.
وقالت مديرة التوقعات العالمية في مركز الأبحاث ومعدّة الدراسة، آغاثي ديماريه، إن هناك «فرصة ضئيلة» بأن يتمّ «سدّ» الفجوة في الوصول إلى اللّقاحات، لأنه «على الرّغم من البيانات الصحفية المخادعة، فإن التبرعات من الدول الغنية لا تغطي سوى جزء بسيط من الاحتياجات».
وأجريت الدراسة في نحو 200 بلد من خلال استعراض جداول حملات التطعيم المرتقبة وتوقّعات التغيّرات في الناتج المحلّي الإجمالي.
وفي السياق، ذكرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن غير المطعمين ضد فيروس كورونا يتعرضون لخطورة الانتقال إلى المستشفيات أكثر بـ29 مرة مقارنة مع الملقحين بشكل كامل.
وقالت المراكز الأميركية في تقرير لها إنها توصلت إلى هذا الاستنتاج بناء على دراسة البيانات الوبائية في دائرة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا من أيار حتى تموز هذا العام.
وبينت أنه تم رصد 43127 إصابة بعدوى «كوفيد 19»، وكان بينهم 30801 شخص (71.4 بالمئة) غير ملقحين على الإطلاق، و10895 (25.3 بالمئة) مطعمون بالكامل، و1431 شخصاً (3.3 بالمئة) تلقوا الجرعة الأولى من اللقاحات فقط.
إلى ذلك، قالت الحكومة الهندية: إن البلاد سجلت أكثر من 37.5 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع إجمالي الإصابات فيها إلى 32.51 مليوناً.
وقالت وزارة الصحة: إنه تم تسجيل 648 وفاة إضافية ليصل مجمل الوفيات في البلاد إلى 435758.
وتشير البيانات إلى معاودة الارتفاع في معدل الإصابات اليومية بالفيروس في الهند، بعد أن سجلت أول من أمس الثلاثاء 25 ألف إصابة، في تراجع ملحوظ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن