عربي ودولي

مساعي إجلاء الرعايا الأجانب مستمرة من كابل وطالبان توافق على استمرارها بعد 31 الجاري … موسكو: خطر الإرهاب لا يزال مرتفعاً.. طهران: نحترم أي قرار يتخذه الشعب الأفغاني

| وكالات

لا يزال التعاطي الدولي حذراً مع التطورات الأفغانية، ولاسيما مع استمرار المساعي لإخراج الرعايا قبيل حلول موعد الانسحاب الأميركي من البلاد في 31 من الشهر الجاري، وذلك وسط ترقب عالمي لمدى التزام حركة طالبان بتنفيذ وعودها، الذي سيشكل عاملاً أساسياً في ضبط إيقاع علاقتها بغيرها من الدول.
ورغم إعلان مصادر ألمانية على موافقة حركة طالبان السماح للأفغان بمغادرة البلاد بعد مهلة 31 آب، بحسب موقع «سكاي نيوز عربية»، أعلنت الرئاسة الروسية أنها تبذل قصارى الجهد بغية ضمان أمن مواطني البلاد الذين لا يزالون موجودين حالياً في أفغانستان، وبعد سيطرة الحركة عليها بالكامل تقريباً مؤخراً.
وأقر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين، أمس الأربعاء، بأن الوضع في أفغانستان «لا يزال متوتراً للغاية»، مؤكداً أن روسيا «تتابع عن كثب بقلق مستمر» التطورات في هذا البلد.
وتابع: «لا يزال أمن المواطنين الروس على سلم الأولويات، وسيتم اتخاذ كل ما يلزم لضمانه»، وحذر بيسكوف من أن خطر الإرهاب لا يزال مرتفعاً في أفغانستان، مشيراً إلى وجود عناصر لتنظيم «داعش» في أراضي هذا البلد، إلى جانب طالبان المدرجة على قائمة التنظيمات الإرهابية في روسيا أيضاً.
وأشار المتحدث إلى أن روسيا ترصد وتحلل طلبات مواطنين أفغان إليها لإجلائهم من وطنهم، مقراً بأن هذه المسألة معقدة، ولا تجوز مناقشة تفاصيلها ضمن مقابلة إعلامية.
في الأثناء، أكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أن طهران تحترم أي قــرار يتخــذه الشـعب الأفغاني حول مستقبل بلاده، لافتاً إلى أهمية الحفاظ على الدستور الأفغاني.
وقال ولايتي، في تصريحات مع وكالة «تسنيم» الإيرانية، إنه «لا بد من الحفاظ على الدستور الأفغاني وسنحترم أي قرار سيتخذه الأفغان حول مستقبل بلادهم».
وأضاف إن «الأميركيين يُطردون من أفغانستان بالقوة وبالتالي لا يمكنهم العودة إلى هذا البلد تحت أسماء أخرى»، متابعاً: إن «إيران لا تتدخل أبداً في الشؤون الداخلية لأفغانستان، فلقد أضر التدخل الأجنبي في أفغانستان بشعب هذا البلد».
وكانت إيران أبدت استعدادها للتعاون مع أي حكومة أفغانية تحفظ السلام والاستقرار في البلاد، في وقت تسود فيه حالة من الترقب حول شكل الحكومة المقبلة في أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان عليها واقتراب إتمام انسحاب القوات الأجنبية.
وفي سياق رحلة إجلاء الرعايا من البلاد، نظمت وزارة الدفاع الروسية، صباح أمس، عملية إجلاء أكثر من 500 مواطن من روسيا ودول منظمة معاهدة الأمن الجماعي وأوكرانيا، من أفغانستان بواسطة أربع طائرات نقل عسكرية.
وحسب بيان وزارة الدفاع: «في 25 آب، نظم وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بالنيابة عن الرئيس فلاديمير بوتين، عملية إجلاء من أراضي أفغانستان بواسطة طائرات نقل عسكرية، وقد تم إجلاء أكثر من 500 شخص من روسيا والدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي (بيلاروسيا وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان) وأوكرانيا».
وأضاف البيان إنه «تم تشكيل مجموعة طيران من أربع طائرات نقل عسكرية في مطار أوليانوفسك» بروسيا.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أنه كانت على متن كل طائرة نقل عسكرية روسية توجد الخدمة الضرورية لتقديم المساعدة الطبية والدعم للمواطنين من روسيا ودول أخرى، الذين جرى إجلاؤهم أثناء الرحلة، فكانت هناك فرق طبية وتمريضية من الأطباء العسكريين مزودة بالمعدات الطبية والأدوية اللازمة، إضافة إلى ذلك كانت الطائرات تحتوي على إمدادات مياه الشرب والبطانيات والحصص الغذائية الفردية.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أمس الأربعاء، إن مهلة الإجلاء من أفغانستان تنتهي في الدقيقة الأخيرة من 31 آب الجاري.
وكان راب يرد على سؤال بهذا الشأن بعد ما صرح متحدث باسم البيت الأبيض في إفادة أمس الثلاثاء بأنهم يريدون التحقق فيما إذا كانت مهلة الإجلاء تنتهي في الدقيقة الأخيرة من 30 أو 31 آب.
وأضاف راب لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي»: «نعتقد أنها تنتهي بنهاية آب، لكن المخططين العسكريين سيعدون التفاصيل المتعلقة بالإطار الزمني الدقيق».
ومن جهة أخرى قال وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي، كليمان بون، لتلفزيون «سي نيوز» إنه من «المرجح جداً» أن تنهي فرنسا عمليات إجلاء مواطنيها وشركائها من أفغانستان اليوم الخميس.
وفي سياق متصل أعلنت أستراليا أنها ساعدت في إجلاء 955 شخصاً في خمس رحلات جوية من مطار كابل خلال الليل، وسط مخاطر متزايدة.
وقال وزير الدفاع الأسترالي، بيتر داتون، أمس الأربعاء أمام البرلمان: «هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، لكننا بالطبع نعلم أن التهديدات الأمنية على الأرض مستمرة في الازدياد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن