رياضة

كرة الاتحاد بعد فترة التوقف.. إعادة لترتيب الأوراق والفريق قادر على المنافسة

| حلب - فارس نجيب آغا

فرصة جيدة كسبها مدرب الاتحاد أنس صابوني خلال فترة التوقف الحالية للدوري السوري الممتاز بكرة القدم من خلال إعادة حساباته وترتيب أوراقه من جديد خاصة أن المرحلتين الأولى والثانية من البطولة لم تفرز نتائج جيدة، حيث أضاع الفريق خمس نقاط من أصل ست وكسب نقطة وحيدة تبدو غير كافية لناد له اسمه وسمعته بعد موسم مضى كان غير موفق فيه.

الفريق باشر فترة تحضير جديدة لكن بإشراف من الكرواتي إيغور الذي يتولى زمام الأمور كما هو واضح من حيث الإعداد والعمل بشكل شخصي وترك بعض النواحي التكتيكية للصابوني، الاتحاد كما يعلم الجميع تعرض لهزيمة في بداية الدوري أمام تشرين البطل في اللاذقية بهدفين لهدف ومن ثم خرج بتعادل مخيب مع الجيش في الحمدانية بهدفين لكل فريق ولم يستطع الفوز رغم أن الجيش لعب شوطاً كاملاً منقوصاً من لاعب بعد طرد مدافعه زكريا حنان في الوقت بدل الضائع من الحصة الأولى.

تصريحات وبناء

الاتحاد فريق كبير وهو مطالب بنتائج بغض النظر عن التصريحات التي أطلقها مدربه بعد جولتين حول عملية إحلال وتجدد للفريق وهذا أمر واضح لكن ليس بتلك الصورة لأن من يشارك هم ثلاثة لاعبين في التشكيل الأساسي كحد أقصى والبقية هم محترفون ودفع لهم عشرات الملايين وقضية أن كرة الاتحاد تعتمد على بناء فريق للمستقبل هي تصريحات نسمعها مع بداية كل موسم ولو كان الأمر كذلك فما الغاية من جلب عشرة لاعبين ومن ثم القول إن الاتحاد يبني فريقاً؟

فوضى وهزيمة!؟

الاتحاد ربما تأخر قليلاً بفترة التحضير مع مشاركته في دورة تشرين الكروية دون جهوزية ودخول الدوري بمشاكل عددية كان أبرزها تأخر دفعات اللاعبين من مقدمات عقودهم بعد وعود كثيرة أطلقت لم تنفذ رغم أن الجميع وقّع على العقود بحضور لجنة التوثيق، وهناك بند يقر بقبضهم نسبة 30 بالمئة من عقودهم وهو ما لم يرضخ له الجميع في اليوم الأول لدى حضور اللجنة وعزوف اللاعبين عن التوقيع لحين تسلم المبلغ المحدد لكن بالموانات وتبويس الشوارب تمت العملية في اليوم التالي، ومع بداية انطلاقة الدوري لم تنفذ الوعود ما حدا باللاعبين من خارج المحافظة الموقعين الاعتذار عن خوض الحصة التدريبية الأخيرة قبل السفر إلى اللاذقية، وفي اليوم التالي تم استبعادهم بقرار من المدرب أنس صابوني لتتفاقم الأمور أكثر ويدخل الفريق بمنعرج غير متوقع والدوري لم يبدأ بعد وسط فوضى عارمة وتراشق الاتهامات وخروج مجلس الإدارة بتصريح يفيد بتحويل مستحقات اللاعبين بالخطأ على حساب النادي بدلاً من حساباتهم، ومع نهاية الدوام الرسمي يوم السفر إلى اللاذقية وصلت التحويلات ولكن سبق السيف العذل حيث خاض الاتحاد المباراة بمن حضر وخرج بهزيمة ربما الرقمية كانت مرضية نوعاً ما لكن الأداء كان سيئاً للغاية وخاصة في شوط المباراة الأول الذي ضاع فيه الفريق ولم يجد نفسه، على حين تبدل الوضع قليلاً بالثاني وتحسن بشكل نسبي.

سيناريو وتوقع

في اليوم التالي دعا مجلس الإدارة لاجتماع عاجل مع اللاعبين المتغيبين وتم تبادل وجهات النظر بوجود مدرب الفريق الذي حاول مع البقية إنهاء الخصام مع كتاب اعتذار وقّع عليه اللاعبون ووضع أنفسهم تحت تصرف مجلس الإدارة الذي لوح بالعقوبة، ولكن على صفحات الفيسبوك فقط ولم يبادر لاتخاذ أي عقوبة إدارية رغم الحملة الجماهرية على منصات موقع التواصل الاجتماعي وتم تمرير الأمر بشكل ودي بين الجانبين وعاد الجميع للالتزام تحضيراً لمباراة الجيش المهمة، سيناريو المباراة صب في مصلحة الاتحاد في جميع تفاصيله حين تمكن من التسجيل في الدقيقة الثانية من عمر اللقاء لكنه عاد وتلقى هدف التعادل من ركلة جزاء أثارت جدلاً كبيراً واستطاع من جديد فرض تقدمه ولم يستطع الحفاظ على ذلك فاستقبلت شباكه هدف التعادل، ومع صافرة النهاية من الشوط نال لاعب الجيش زكريا حنان بطاقة حمراء وهو ما منح الاتحاد أفضلية عددية في الشوط الثاني الذي يعتبر شوط المدربين مع توقعات كل من تابع اللقاء أن الفوز سيكون لأصحاب الأرض وبنسبة كبيرة.

عقوبة وتنصل

شوط المدربين لم يكن على قدر الآمال التي رسمتها جماهير الاتحاد في مخيلتها بأن تخرج منتصرة على الجيش، حيث تفاوت المستوى ولم يستطع الاتحاديون من الوصول بالشكل السليم لمرمى الجيش الذي بدوره عرف مدربه أحمد عزام كيف يدير المجريات من خلال عملية إغلاق لملعبه واعتماد الهجمات الخاطفة وسط سوء في الأداء من قبل الاتحاد وعك كروي لم يكشف عن هوية فريق متختم بالمحترفين وكانت الفرصة الأغلى هي إضاعة اللاعب طالب عبد الواحد لركلة جزاء في مستهل الشوط ردتها العارضة مع صيحات استهجان تجاه اللاعب والمطالبة بتبديله وهو ما انساق إليه المدرب تحت رغبة الجماهير وخرج المدرب بعد النهاية التي أدت للتعادل وهدر نقطتين ثمينتين متوعداً بمعاقبة اللاعب نتيجة تصديه لركلة الجزاء دون تكليفه بذلك لتزيد الأمور تعقيداً مع هجمة كبيرة شنتها الجماهير على طالب عبد الواحد وتنصل المدرب من حماية لاعبيه كما يحدث في العادة.

ضغط وإعارة

مشاكل الاتحاد لم تنته بذلك بل زادت سوءاً فبعد توقيعه مع اللاعب سامر خانكان الذي طالب بمنحه براءة ذمة مع رضوخ مجلس الإدارة لطلب اللاعب الذي غادر حلب إلى مقر إقامته في حمص من خلال عدم منحه تنازلاً بعد عرض وصله من نادي الشباب البحريني الذي ينشط في دوري الدرجة الثانية، ولم تأخذ المفاوضات منحى جيداً حيث طلب مجلس الإدارة نسبة مالية لتسريحه وهو ما رفضه اللاعب الذي تخلف عن الحضور في المواجهتين اللتين خاضهما الاتحاد، وكل ذلك مرده لعدم وجود شخصية قيادية قادرة على تذليل المشاكل التي تحيط بالفريق وفي المحصلة وافق مجلس الإدارة على منح الخانكان كتاب إعارة على أن يعود الموسم المقبل بعد نهاية إعارته.

حسابات وتصحيح

من نافلة القول إن الاتحاد يمتلك مجموعة جيدة من اللاعبين متعددة الأعمار وهي مزيج بوجود لاعبين شبان وآخرين مخضرمين ولكن ما يحدث ليس عملية بناء كما يصرح به وهو ما سمعناه العام الماضي أيضاً، فالفريق قادر على المنافسة والتقدم نحو المواقع الأمامية والهزيمة مع التعادل الذي أفرزته الجولتان الأولى والثانية له مسبباته وتداعياته، وعلى الجهاز الفني أن يراجع حساباته بأن يجد أين أخطأ وكيف يجب أن يتعامل مع اللاعبين، كذلك مجلس الإدارة مطالب بالوقوف مع الفريق ودعمه بكل السبل، ولعل حضور عضو مجلس الإدارة الجديد الكابتن ياسر لبابيدي ربما يذلل شيئاً من تلك المعوقات لأنه صاحب تجربة سابقة ويعرف كيفية إدارة الفريق بالشكل الصحيح في ظل فراغ إداري سجل في الأسابيع الأولى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن