سورية

استغرب تدخله بما يجري في درعا وخروجه عن الدور المنوط به … عبد الهادي لـ«الوطن»: أسلوب بيدرسون يؤخّر «الدستورية» وعليه أن يكون متوازناً

| سيلفا رزوق

أعرب رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سورية، السفير أنور عبد الهادي، عن استغرابه من إدلاء المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون بتصريحات مرتبطة بما يجري في درعا، لأن الدور المنوط به منحصر بتسهيل الحوار السوري- السوري.
وفي تصريح لـ» الوطن»، تساءل عبد الهادي عن الهدف من تصريحات بيدرسون بخصوص ما يجري في درعا؟، وما علاقتها بالحوار السوري- السوري ولاسيما الأطراف التي ترفض التسوية مع الدولة السورية من تنظيمي «جبهة النصرة» وداعش الإرهابيين وغيرها، مشيراً إلى أن هذه الأمور التي تناقش الوضع العسكري في سورية يجري مناقشتها ومعالجتها في إطار عملية «أستانا»، والتي يحضرها بيدرسون بصفة مراقب، وبالتالي لا شأن له بالإدلاء بمثل هذه التصريحات، فمهمته تسهيل الحوار السوري السوري في إطار عمل لجنة مناقشة الدستور، وتأمين مساعدات للمناطق السورية كافة وليس لمناطق محددة، وهو ليس قوات فصل أو قوات طوارئ كي يتدخل.
وبين عبد الهادي، أن الدولة السورية التي تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من الأراضي السورية تتعامل مع أبنائها في درعا من مبدأ المسامحة والمصالحة، وهي لا تسعى لحسم عسكري هناك، وإنما إلى تسويات وفرض سلطتها الشرعية على كامل أراضيها، ولكن هناك مجموعة صغيرة لا تريد الوصول إلى حلول وهذه المجموعات لها مصلحة باستمرار الأزمة في سورية، وبالتالي تعمل على منع حصول الاتفاق، مشدداً على أن الحل هو بين الدولة السورية وأبنائها وأي تدخل خارجي يزيد ويعقد الأزمة ولا يفككها أو يخففها.
وخلال جلسة لمجلس الأمن حول مستجدات الوضع بسورية يوم الثلاثاء الفائت، طالب بيدرسون بإنهاء فوري لما سماه «العنف» في محافظة درعا، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وقال إنه «يسعى حالياً إلى التوصل إلى اتفاق مستدام لإنهاء النزوح وضمان وصول المساعدات الإنسانية»، على حد تعبيره.
عبد الهادي الذي شارك في عدد من اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في جنيف بصفة مراقب، أشار إلى أن الأطراف السورية المعارضة ليس لديها وفد، وإنما وفود غير متماسكة وكل وفد يتبع جهة دولية ما وهم مستمرون بفضل هذه الدول، لافتاً إلى أن أسلوب بيدرسون الخاطئ هو ما يؤخر عقد اجتماعات الدستورية، وأضاف: «عندما يتدخل ويقترح جدول أعمال فيه كل التفاصيل، هو يضع الخلاف قبل الاجتماع، ومن هذا المنطلق لماذا ستكون هناك اجتماعات إذا أنت تريد أن تتفق على كل شيء قبل أن تجتمع اللجنة»، لافتاً إلى أنه حتى ضمن طاقم بيدرسون هناك وجهات نظر مختلفة.
واعتبر عبد الهادي، أن المبعوث الأممي عليه أن يكون ذكياً ومتوازناً مع كل الأطراف، لافتاً إلى أن بيدرسون بكثير من تصرفاته يستمع للأطراف التي لا تريد الوصول إلى حل في سورية، وعندما يتدخل في أمر ليس من مهامه فهو يعقّد الموقف، ومشيراً إلى أنه لا ثقة بالأمم المتحدة وأسلوب مبعوثيها يؤكد وجهة النظر هذه، لأن المبعوثين يجب أن تكون لديهم رغبة بالوصول إلى حل خلاق مبني على وحدة سورية وسيادتها، وأن يكون الحوار سورياً- سورياً بقيادة سورية.
وأشار عبد الهادي إلى ما يجري في أفغانستان، معتبراً أنه سينعكس على الملف السوري بالتأكيد، لأن ما جرى هو هزيمة أميركية كبرى وهذا يعطي رسالة لكل من يراهن على الولايات المتحدة بأن عليه التفكير ملياً بهذه المراهنة، فالولايات المتحدة بعد عشرين عاماً من البقاء في أفغانستان انهزمت هزيمة مذلة، مبيناً أن واشنطن لن تأخذ قراراً فورياً بالخروج من سورية ولكن الوجود الأميركي في سورية يتوقف على العلاقة الروسية الأميركية ونتائج الحوار الإستراتيجي بينهما، ومعبراً عن تفاؤله بهذا الحوار.
وقال: «الأصدقاء الروس حاسمون بخصوص الموقف من الوجود الأميركي غير الشرعي في سورية، وقرارهم حاسم بأن على أميركا الخروج من سورية، وأميركا ستخرج من سورية بالتأكيد رغم محاولات المماطلة التي ستمارسها».
واعتبر عبد الهادي، أن أي اتفاق روسي أميركي قد ينتج عن الحوار الإستراتيجي بينهما سيكون مقدمة لـ«يالطا» جديدة سينتج عنه إعادة تقسيم النفوذ في العالم، كما سينعكس على الأمم المتحدة وسيشكل نظاماً دولياً جديداً، وإلا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق فسنكون أمام صدام إقليمي محتمل قد يتوسع لشبه عالمي، لأن العالم يعيش مرحلة غير طبيعية، مشدداً على أن العالم اليوم في مرحلة ما بعد أفغانستان هو بمرحلة إعادة تفكير بالرهان على أميركا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن