ثقافة وفن

ما دلّني أحد على الموسيقا… فهي الدليل والقِبلة … باسل الأمير حسن لـ«الوطن»: قلّة أعداد عازفات الإيقاع خاضع لتنميط المجتمع بين الذكور والإناث

| سوسن صيداوي

الحديث اليوم عن الشاب العازف باسل الأمير حسن، الذي أسره الإيقاع منذ سن العاشرة، واستحوذه ليقترب من ضربات قلبه، لتكون آلات الإيقاع الموسيقي وعلى الخصوص الطبلة التي ندعوها (الدربكة) رفاق الأنس، فحتى الدراسة الجامعية والتخرج في جامعة دمشق من قسم اللغة الإنكليزية لم يثنه عما يحب، بل واصل تحصيله العلمي متابعاً حصوله على الماجستير في الإعلام والدراسات الثقافية، في توازن مدروس مع موهبته التي شارك من خلالها العزف مع فرقتي (جوا) و(أدونيا) لفترة، مع التفكّر مستقبلاً باقتناص فرص مناسبة ليكرر التجارب مع الفرق الموسيقية. هذا وتجدر الإشارة إلى الحالة التي يثيرها ضيفنا عندما يطل عبر صفحته على الفيس بوك مع طبلته، مقدما أحدث الأغاني التي أشاد بعزفها النجوم العرب.

«الوطـن» حاورت العازف الشاب باسل الأمير حسن الذي حدثنا عن الإيقاع الموسيقي ودور المطالعة والقراءة في حياته، إضافة إلى أمور أخرى، وللحديث بقية في حوارنا التالي:

• بداية حدثنا عن علاقتك مع الإيقاع… متى بدأت ومَن شجعك عليها وغير الدربكة والرق والدف… هل هناك آلات أخرى تعزف عليها؟

بدأت علاقتي مع الإيقاع في سن العاشرة تقريباً، تمثّلت في ذلك الوقت بالتركيز على إيقاع الأغنية أكثر من كلماتها، إضافة إلى رغبتي المستمرة في تعلُّم العزف على آلة الطبلة (التي تُعرف محلّياً بالدربكة) ومن ثم التدرُّب على آلات أخرى مثل (الرق- الكانون- الدف- الطار- الكاتم- البنغز).

أوّل من شجّعني كان أحد أقاربي ويدعى (أيهم)، فقد كان له الفضل الأكبر برسم الشكل الصحيح للخطوات الأولى، فضلاً عن الدعم والمُتابعة المستمرة.

• أنت خريج كلية الآداب لغة إنكليزية وحاصل على ماجستير في الإعلام والدراسات الثقافية… كيف وجدت مكاناً للموسيقا… والأخيرة لماذا لم تدرسها؟

ما دلّني أحد على الموسيقا، فهي الدليل والقبلة، ويبقى الشغف هو البوصلة التي تقودنا نحوها طواعيةً. ولكن محبتي للإيقاع لم تتخطّ لكونها هواية تعكس ما أُحب، ولم يُكتب لها أن تُثمر أكاديمياً لسببين رئيسين، الأول هو عامل البيئة حيث للموسيقا الحصة الأقل من الاهتمام خلال المرحلة المدرسية، والسبب الآخر هو تضارب محبتي للإيقاع مع طموحي بأن أصبح مدرّساً للغة الإنكليزية، وكان للأخير الحصّة الأكبر من جهدي في المرحلة المدرسية، الأمر الذي قادني في نهاية المطاف لدراسة اللغة الإنكليزية وآدابها. ولكن لم تحُل هذه الأسباب من تطوير الجانب النظري للموسيقا، فقد درست الإيقاع أكاديمياً كي أتمكن من فهم الأوزان والأنماط الإيقاعية بشكل أمثل.

• الإيقاع الموسيقي من أصعب الفنون الموسيقية لكون النوتة المتبعة فيه مختلفة عن نوتة الآلات الأخرى… ما الصعوبات التي واجهتك فيه؟

أهم ما يمكن أن تقدّمه للنوتة الإيقاعية هو التركيز على الوزن بشكل دقيق، على اعتبار أن الوزن هو صمّام أمان الجملة الإيقاعية التي ترسم للأرضية التي تُسيّر كل الآلات الأخرى ضمن الفرقة، لذلك لا أقول إنها صعوبة بقدر ما هي مسؤولية ضبط مسار جميع الآلات الأخرى.

• في سورية من النادر أن نرى فتاة تعزف على الدربكة أو الدرامز… بعكس مصر… ما رأيك؟

لا أميل لإجراء مقارنة بين مجتمعين، ولكن ما أرغب قوله بشكلٍ عام هو أن قلّة أعداد (عازفات الإيقاع) هو أمر مشابه لقلّة أعداد (الراقصين الشرقيين) في مجتمعنا، إذ يمكن قراءة المقارنة السابقة في سياق تنميط وفرض المجتمع لأدوار اجتماعية على كل من الذكور والإناث؛ أي إن المجتمع لن يقبل أحمد زكي بدور الراقصة في فيلم الراقصة والطبال، ولا نبيلة عبيد بدور الطبّال، وهذا ما أقصده بتنميط الأدوار الاجتماعية. وتجدر الإشارة هنا إلى الذكورية كعامل رئيس لفهم المجتمع وطريقة توزيعه وفرضه للأدوار الاجتماعية.

• لماذا لم تكمل الاحتراف بالعزف على الإيقاع، وتركت فرقتي (جوا) و(أدونيا)… هذا ولن تنتسب لأي فرقة في المستقبل؟

ما زلت في بداية رحلتي مع العزف على الآلات الإيقاعية، لا أعلم إلى أين يفضي هذا الطريق، ولكن ما أعرفهُ حدّ اليقين هو أن هناك المزيد بانتظاري لأتعلّمهُ، ولا أستبعد أن أنتسب لأيّ فرقة في المستقبل.

• أنت شاب نهم للقراءة والمطالعة وهذه العادة أصبحت نادرة عند الشباب الذين تسيطر عليهم أجهزة المحمول والكمبيوتر…. ما تعليقك؟

أعتقد أن الإعلام، بشكله الجديد وارتباطه بالتكنولوجيا الحديثة، قد لعب دوراً رئيساً بابتعاد بعض الشباب عن القراءة، ويعزى ذلك إلى أنه قدّم بدائل عن القراءة، مثل البودكاست والكُتب الصوتية والأفلام الوثائقية والإنفو فيديو والكثير من وسائل إيصال الفكرة بطريقة مبسّطة وسريعة وبالتالي فإن ابتعاد البعض عن القراءة يعود إلى اعتمادهم على الوسائل التي تقدم المعلومة بأقل جهد ممكن، ويبقى الكتاب لمن يستمتع بتذوّق الكلمات.

• في الختام السوشال ميديا تسهم اليوم في نشر المواهب على أوسع بقعة من الأرض وبسرعة كبيرة، ما ساعد في إطلاق شهرة الفنان… وهذا ما حصل معك عندما وصل عزفك لأغنيتي: حسين الجسمي وميريام فارس… وكانوا قد أعادوا نشرها على صفحاتهم… كيف كان شعورك… وما رأيك بهذه الحالة؟

شعرت بالسعادة بالتأكيد، فمن الجميل أن يتم تكليل جهدك برسالة امتنان من صاحب الأغنية الأصلي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن