الصفحة الأخيرة

بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية وضمن فعاليات «ليالي المدينة» … افتتاح خان الحرير وساحة الفستق.. مبارك لحلب

| حلب - خالد زنكلو

انتصر الإعمار والإنتاج في جولة قاصمة على الخراب والدمار والإرهاب، وفتح المجال واسعاً أمام النشاط الاقتصادي ليلعب دوره المعهود في حلب القديمة حاضرة الشرق ودرة تاجه.
وبمشاركة رسمية وشعبية، أطلقت محافظة حلب والأمانة السورية للتنمية مساء أمس فعالية «ليالي المدينة»، التي تستمر بفعاليات فنية وثقافية حتى مطلع أيلول، في ساحة الفستق ضمن أسواق مدينة حلب القديمة، احتفالاً بإعادة افتتاح سوق خان الحرير وسوق ساحة الفستق بعد تأهيلهما وترميمهما ضمن الخطة الوطنية لإعادة الحياة إلى أسواق مدينة حلب القديمة، وذلك بحضور وزراء الإدارة المحلية والسياحة والأشغال العامة والإسكان والثقافة والرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية والممثل المقيم لشبكة الآغا خان في سورية وأصحاب المحال والفعاليات والتجار وممثلي المنظمات والمؤسسات المدنية وغرف التجارة وممثلين عن مؤسسات التمويل الصغير في سورية.
وأكد محافظ حلب حسين دياب في كلمته أن حلب لم تغب يوماً عن ذهن السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد «التفكيرُ بحلب بالنسبةِ لهما ينطلقُ من تاريخ المدينة العريق وحكاية أبنائها مع العمل والإنتاج، أبناؤها الذين تحدّوا الإرهاب ونهضوا رغماً عن الحرب. مع كل ورشة ومعمل وسوق وحرفة، يمدّون أياديهم البيضاء لدعم نهوض المدينة العصية على الموت، ولصون هويتها»، وشدّد على أن دعمهما «أزهر بدايةً في سوق السقطية والآن في سوق خان الحرير وساحة الفستق، والإنجاز والعمل مستمران نحو أسواق المدينة كلها، استطعنا أن نصل إلى هذا الحدث اليوم بكل ما يحمله من أهمية اقتصادية واجتماعية وتاريخية وثقافية».
وأشار إلى أن حلب القديمة «شريان متصل اقتصادياً بالمدينة الصناعية في الشيخ نجار، وهي جزء أصيل من هوية حلب وقلبها الاقتصادي والاجتماعي والتاريخي الذي كان ينبض على مدى القرون الماضية، ولهذا كان اهتمام السيد الرئيس بإعادة إحياء وترميم هذا العصب الاقتصادي الحيوي. فحلب القديمة بما تحمله من قدرة على دعم الإنتاج الكبير عبر المشاريع والإنتاج الصغير وما تحمله من عراقة التراث وعمق الهوية، ولهذا كان دعم السيدة أسماء الأسد لكل ما من شأنه حماية التراث المادي في مختلف المناطق السورية ولاسيما تلك المتضررة من الحرب وإعادة النشاط المجتمعي إليها ورعايتها ودعم كل ما يصب في طريق التنمية وإحياء جذور الاقتصاد المتمثلة بالإنتاج الصغير ومن ثم توفير كل التسهيلات وأشكال الدعم لإعادة أصحاب المشاريع الصغيرة إلى المتوسطة».
وأضاف: «ما تم العمل عليه جزء من خطوات متلاحقة لإحياء الشارع المستقيم ومداخله، حيث تم إعداد أول وثيقة لإحياء وترميم الأسواق القديمة في مدينة حلب بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية، وتمت مناقشتها عبر ورشات عمل متخصصة في مدرسة سيف الدولة، بمشاركة واسعة من كل أطياف المجتمع الحلبي».
وتخلّل الحفل توقيع اتفاقية ترميم سوق الحبال، الذي يحوي ٥٧ محلاً تعرضت للدمار والتخريب على يد الإرهابيين، وذلك بين محافظة حلب ووزارة الثقافة الممثلة بالمديرية العامة للآثار والمتاحف والأمانة السورية للتنمية ومجلس مدينة حلب ومؤسسة الآغا خان الثقافية. وتهدف الاتفاقية إلى إعادة إحياء الدور الاقتصادي والمجتمعي للسوق وتحديد آليات التعاون وترميم كامل القيمة المعمارية للسوق.
ويضم خان الحرير، الذي يعود إلى القرن السادس عشر ويدل اسمه على اختصاصه، ٥٨ محلاً تجارياً، على حين تحوي ساحة الفستق ١٨ محلاً، وتكمن أهميتها بموقعها الذي يصل بين سوق السقطية وسوق خان الحرير، وبذلك يكتمل الربط بين الشارع العام ومدخل الأسواق المار بجانب الجامع الأموي. وستفتح المحال أبوابها أمام حركة البيع والتجارة لتحرك النشاط الاقتصادي وتعيد الألق لأهم محاور أسواق حلب القديمة التاريخية التي دمرها الإرهابيون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن