بايدن يستقبل رفاة الجنود القادمين من أفغانستان ويعتزم سحب دبلوماسييه.. وبريطانيا تنهي تدخلها العسكري.. وروسيا تحذّر … طالبان تتهيأ لإعلان حكومتها.. وتدين الغارة الأميركية على «داعش»

بينما كان الرئيس الأميركي جو بايدن يستقبل في قاعدة دوفر الجوية بولاية ديلاوير، أمس الأحد، رفاة الجنود الأميركيين الـ13 الذين قتلوا في مطار كابل الأسبوع الماضي، ووسط معلومات بأن بايدن يعتزم سحب الدبلوماسيين من أفغانستان بحلول يوم غد الثلاثاء، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح اللـه مجاهد أن الحكومة الجديدة لأفغانستان ستُعلن بعد انسحاب كامل القوات الأجنبية الأسبوع المقبل، مطمئناً المواطنين الأفغان بشأن الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وأوضح مجاهد أن الحركة ستعلن الحكومة الجديدة الأسبوع المقبل، متوقعاً انحسار الأزمة الاقتصادية، والهبوط الحاد في قيمة العُملة إثر سيطرتها على البلاد قبل أسبوعين.
وأدان مجاهد، حسبما نقلت عنه وكالة «رويترز»، الغارة الأميركية التي أدّت إلى مقتل مسلحين اثنين من تنظيم «داعش»، بعد الهجوم الانتحاري الذي وقع قرب مطار كابل، يوم الخميس الماضي، ووصف الأمر بأنّه «هجومٌ صارخٌ على أرض أفغانية».
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أول من أمس السبت، مقتل «هدفين مهمين» في تنظيم «داعش» من الذين شاركوا في الهجوم الذي استهدف مطار كابل، يوم الخميس الماضي، والذي أوقع أكثر من 100 قتيل، بينهم 13 جندياً أميركياً.
وفي سياق متصل، قال مسؤول في طالبان الأفغانية إن الحركة التي تولّت السلطة في أفغانستان والقوات الأميركية المنسحبة من البلاد، تهدفان إلى «تسليم مطار كابل على وجه السرعة».
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لـ«رويترز»، أمس: إن الحركة «في انتظار الإشارة الأخيرة من الأميركيين لنتولى بعدها السيطرة الكاملة على مطار كابل»، وأضاف إن الحركة التي سيطرت على العاصمة بعد تقدّمٍ خاطف، في 15 آب، لديها فريق يضم خبراء فنيين ومهندسين مؤهلين مستعدين لإدارة المطار».
وتحدث مسؤولان تركيان لوكالة «رويترز»، في وقت سابق، وقالا إن «طالبان طلبت من تركيا مساعدةً فنيّةً لتشغيل مطار كابل بعد رحيل القوات الأجنبية».
في غضون ذلك ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن الرئيس بايدن يخطط لسحب السفير الأميركي وجميع الموظفين الدبلوماسيين من أفغانستان بحلول يوم الثلاثاء المقبل.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين «إنه من غير الواضح متى أو ما إذا سيعودون إلى البلاد وسيتعين على إدارة بايدن أيضاً أن تقرر ما إذا كانت ستعترف رسمياً بحكومة طالبان وهو قرار قد يستغرق أيضاً بعض الوقت وقد يكون عاملاً في أي عودة».
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة بايدن لم تتخذ قراراً نهائياً بشأن الشكل الذي قد يبدو عليه الوجود المستقبلي في أفغانستان على الرغم من اهتمام طالبان الذي أعربت عنه بأن تحتفظ الولايات المتحدة بمهمة دبلوماسية في كابل.
وكانت واشنطن أعلنت قبل أشهر عن نيتها سحب قواتها من أفغانستان بحلول أيلول المقبل وذلك بعد عشرين سنة من التدخل العسكري في هذا البلد وهو ما أدى إلى انتشار الفوضى وعدم الاستقرار على حين استولت حركة طالبان على السلطة هذا الشهر وبدأ الكثير من الدول بإجلاء دبلوماسييها من كابل.
بدوره أكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي خلال مؤتمر صحفي أن واشنطن تراقب التهديدات التي تحيط بقواتها في كابل في الوقت الحالي، في وقت بدأت فيه بالانسحاب من المطار وتعمل على نقل معداتها بواسطة الطائرات كما كان مخططاً.
هذا وكشف مسؤول أميركي، أول من أمس السبت، أن عدد القوات الأميركية في مطار كابل انخفض من 5800 إلى أقل من 4 آلاف.
في الوقت نفسه، شنّ الحزب «الجمهوري» الأميركي حملة ضد بايدن، منادين بـ«استقالته» أو «إقالته»، جرّاء الأزمة الأفغانية، ومقتل 13 عسكرياً أميركياً في الهجوم على مطار كابل.
هذا وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الجيش الأميركي ترك وراءه كميات كبيرة من الأسلحة العالية الدقة في أفغانستان.
وفي حديث لقناة روسية قال شويغو: إن من بين الأسلحة العالية الدقة أنظمة صواريخ محمولة مضادة للطائرات وأخرى موجهة مضادة للدبابات، مشيراً إلى أن الدفاع الروسية تقيّم حالياً المخاطر والتهديدات في أفغانستان.
يأتي ذلك على حين أنهت بريطانيا تدخلها ووجودها العسكري في أفغانستان والذي دام 20 عاماً بمغادرة آخر رحلة عسكرية تابعة لها فجر أمس.
وقالت الوزارة في بيان نقلته رويترز إن آخر رحلة جوية تقل أفراداً من القوات المسلحة البريطانية غادرت كابل في ختام عملية شهدت إجلاء أكثر من 15 ألف فرد خلال أسبوعين منذ سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.
وأشارت بريطانيا في وقت سابق إلى أن جيشها لن يتمكن من نقل أي أفغانيين مؤهلين للسفر سوى أولئك الذين تمكنوا من دخول المطار.
على حين لفت وزير الدفاع البريطاني بن والاس إلى أن بلاده لن تتمكن من إخراج ما يتراوح بين 800 و1100 أفغاني عملوا لحساب بريطانيا، ولقي أكثر من 450 جندياً بريطانياً مصرعهم في أفغانستان منذ عام 2001.