وزير الخارجية الإيراني يطلع دمشق على نتائج مؤتمر «التعاون والشراكة» والرئيس العراقي يلتقي الدندح … الرئيس الأسد وعبد اللهيان: مستقبل المنطقة تصنعه إرادة أبنائها
| سيلفا رزوق - موفق محمد
أكد الرئيس بشار الأسد أن التعاون القائم والمستمر بين سورية وإيران أثمر نتائج إيجابية في حماية مصالح البلدين والشعبين الصديقين، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب.
كلام الرئيس الأسد جاء خلال استقباله أمس وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق، حيث بحث معه العلاقات الإستراتيجية بين البلدين إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية، وجرى خلال اللقاء مناقشة الخطوات التي يتخذها البلدان لتعزيز التعاون الثنائي بهدف الوصول إلى مستوى أعلى من الشراكات على مختلف الصعد، وخصوصاً في المجال الاقتصادي والتجاري بما يمكّن الشعبين من الاستمرار في مواجهة تداعيات الحصار والعقوبات المفروضة على البلدين نتيجة تمسكهما بسيادتهما واستقلال قرارهما.
كما تناول اللقاء، آخر المستجدات الإقليمية والدولية ولاسيما الأوضاع في أفغانستان وتداعياتها على أمن المنطقة واستقرارها بشكل عام، وأطلع الوزير عبد اللهيان الرئيس الأسد على ما تم التوصل إليه في مؤتمر «التعاون والشراكة» الذي عقد في بغداد، حيث أكد الجانبان أن مستقبل المنطقة تصنعه إرادة أبنائها وأن التعاون البناء مع الدول الأخرى يكون من خلال الاستجابة لهذه الإرادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولها.
وأكد الرئيس الأسد أن التعاون القائم والمستمر بين سورية وإيران أثمر نتائج إيجابية في حماية مصالح البلدين والشعبين الصديقين، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب مشدّداً على استمرار سورية في محاربة الإرهاب حتى تحرير كل الأراضي من سطوته.
ولفت عبد اللهيان إلى أن إيران وسورية حققتا انتصارات كبيرة في محاربة الإرهاب بفضل الإرادة المشتركة لدى قيادتي البلدين، مجدّداً التأكيد على استمرار بلاده في دعم سورية وشعبها لمواجهة الإرهاب بأشكاله كافة ولاسيما الإرهاب الاقتصادي وتداعياته.
الوزير الإيراني الذي وصل دمشق ظهر أمس، كان التقى وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، الذي بيّن في تصريحات له للصحفيين عقب اللقاء، أن الجانبين السوري والإيراني يعتبران الهزيمة المدوية للولايات المتحدة في أفغانستان ستكون هزيمة لها كذلك في سورية وفي كل أنحاء العالم الذي يتطلع للتحرر والسيادة والاستقلال، وهذا درس قاسٍ لعملاء وأدوات الولايات المتحدة في المنطقة والعالم وأضاف: «على هذا العالم وعلى قيادة الولايات المتحدة بشكل خاص والدول الغربية، أن تعي بأن قواتها التي حشدتها في أفغانستان سواء من قبل الولايات المتحدة أم من قبل الناتو انهزمت هزيمة منكرة».
وزير الخارجية الإيراني بدوره وفي ردّه على سؤال لـ«الوطن»، أشار إلى أن المباحثات بين الجانبين كانت مفيدة جداً، وجرى البحث بخصوص طرق تطوير العلاقات الثنائية في كل المجالات، كاشفاً أن البلدين يعملان حالياً على وضع خريطة طريق لتطوير العلاقات والتعاون التجاري والاقتصادي لمواجهة العقوبات المفروضة عليهما، وقال: «نحن على ثقة تامة بضرورة وضع كل الترتيبات السياسية والأمنية بالمنطقة بحضور جميع دولها ومن ضمنها الجمهورية العربية السورية، ونعتقد أنه للعراق وسورية دور مهم في وضع الترتيبات الإقليمية الجديدة اقتصادياً وأمنياً وسياسياً، ووجود القوى الأجنبية في هذه المنطقة لن يساعد في إرساء الأمن والاستقرار المستدام في هذه المنطقة المهمة».
وبيّن عبد اللهيان، بأن الجانبين السوري والإيراني أجريا مشاورات بشأن التطورات في أفغانستان، وقال: «نعتقد أن الحل الذي يجب على كل الأطراف الاهتمام به هو تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان».
وتوازياً مع زيارة وزير الخارجية الإيراني لدمشق قادماً إليها من بغداد وإطلاعه الرئيس الأسد على ما تم التوصل إليه في مؤتمر «التعاون والشراكة» الذي استضافته العاصمة العراقية، بحث الرئيس العراقي برهم صالح مع السفير السوري في بغداد سطام جدعان الدندح، العلاقات الثنائية بين العراق وسورية وسبل تطويرها والأوضاع في المنطقة.
وبيّن الدندح في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الرئيس العراقي شدّد على الدور المحوري لسورية في المنطقة والعالم، والأثر الكبير الذي يعكسه استقرارها وأمنها على استقرار وأمن العراق والمنطقة برمتها، وضرورة عودة سورية لتأخذ مكانها الريادي في جامعة الدول العربية كدولة مؤسسة لهذه المنظمة وعضو فاعل فيها وفي قرارها.
وذكر السفير أنه ناقش مع صالح النتائج التي خرج بها مؤتمر بغداد «للتعاون والشراكة»، حيث أكد الرئيس العراقي أن التنسيق مع القيادة السورية كان حاضراً كل الوقت بهدف توحيد المواقف تجاه مختلف القضايا، انطلاقاً من عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.