عربي ودولي

«الجهاد الإسلامي» رأت بلقاء عباس غانتس «طعنة للشعب الفلسطيني» … رام اللـه: الشروع بإقامة بؤرة استيطانية غرب جنين ضمٌ تدريجي للضفة الغربية

| وكالات

يستمر الاحتلال الإسرائيلي في تعميق استيطانه، مثبتاً انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني ومقدراته، وذلك في وقت أكدت حركة الجهاد الإسلامي رفضها اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوزير دفاع كيان الاحتلال بيني غانتس، في مشهد رأى فيه البعض نسفاً لمعاناة الشعب الفلسطيني وآلامه.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية: «إن الشروع بإقامة بؤرة استيطانية جديدة قرب حاجز برطعة العسكري، جنوب غرب جنين، ضم تدريجي للضفة الغربية».
وأدانت الخارجية، في بيان صحفي، أمس الإثنين، نشرته وكالة «وفا»، انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق أبناء شعبنا ومقدراته، وعمليات هدم المنازل المتواصلة في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة، وبشكل خاص في القدس.
واعتبرت أن هذه الانتهاكات ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإمعان إسرائيلي رسمي في تعميق الاستيطان وإدامة الاحتلال، وصولاً لنظام فصل عنصري بغيض في فلسطين المحتلة».
وأكدت أن هذه الجرائم تندرج في إطار إصرار حكومة «بينيت- لبيد» على تنفيذ مشاريعها الاستيطانية التوسعية على حساب أرض دولة فلسطين، على طريق ضم الضفة المحتلة، وتقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، ذات سيادة، متصلة جغرافياً، بعاصمتها القدس الشرقية.
وحمّلت الوزارة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية كاملة عن نتائج وتداعيات عملياتها الاستيطانية، والتهجير القسري، والتطهير العرقي الذي تمارسه في عموم المناطق المصنفة (ج) التي تشكل أغلبية مساحة الضفة.
وحذرت من التعامل مع تلك الانتهاكات كأمور اعتيادية مألوفة، لكونها باتت تتكرر يومياً، مطالبة مجلس الأمن الدولي باحترام التزاماته وتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال ومستوطنيه.
وشددت على ضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية واتخاذ ما يلزم من الإجراءات والتدابير التي يفرضها القانون الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، كترجمة عملية لمواقف الدول التي تدّعي الحرص على تطبيق مبدأ حل الدولتين.
في السياق، حذرت منظمة «السلام الآن» لمراقبة الاستيطان من أن الحكومة الإسرائيلية تدفع بالاستيطان في منطقة E1، وذلك بعد يومين من لقاء رئيس الحكومة نفتالي بينيت بالرئيس الأميركي جو بايدن.
وقالت المنظمة في بيان: إن «المجلس الأعلى للتخطيط أرسل استدعاء اليوم لجلسة استماع في 4 و18 تشرين الأول لمناقشة الاعتراضات التي قدمتها منظمة (السلام الآن) و«عير عميم» وكثيرون آخرون، على خطط بناء 3412 وحدة سكنية في E1».
ووفق المنظمة، تعتبر هذه الخطة قاتلة بشكل استثنائي لفرص السلام وحل الدولتين لأنها تمتد عبر الضفة الغربية وتمنع التواصل بين رام اللـه والقدس الشرقية وبيت لحم. وكانت هناك محاولات للترويج لهذه الخطة منذ التسعينيات، ولكن بسبب المعارضة في إسرائيل والعالم لم يتم الترويج لها حتى أمر رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بالموافقة عليها للإيداع في عام 2012، ثم بعد سنوات تم تجميد الخطة، وروّج نتنياهو لها مرة أخرى عشية انتخابات شباط 2020.
وقالت منظمة «السلام الآن»: إن «هذه الخطة تشكل تهديداً حقيقياً لفرصة السلام، وبالتالي اكتسبت معارضة شديدة في إسرائيل ودولياً. وبدلاً من الاستفادة من الاجتماع مع الرئيس بايدن من أجل مستقبل أفضل للمنطقة، فإن الحكومة تروج لسياسات نتنياهو الخطرة. يمكن لرئيس الوزراء ووزير الدفاع ويجب عليهما تجميد هذه الخطة حتى تتم حماية المصلحة الإسرائيلية ومنع الخطأ».
على خط موازٍ، علقت حركة الجهاد الإسلامي على اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوزير دفاع كيان الاحتلال بيني غانتس، مؤكدة أن «دماء الأطفال الذين قتلهم جيش الاحتلال بأوامر من غانتس، لا تزال على الأرض ولم تجف بعد».
وقال المتحدث باسم الحركة طارق سلمي: إن اللقاء «الذي جاء على وقع جرائم الاحتلال وحصاره وعدوانه هو طعنة لشعبنا».
واتهم سلمي الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية بإدارة الظهر «للتوافق الوطني» ووضع شروط تخدم إسرائيل لاستئناف الحوار الوطني «بينما يتسابقون للقاء قادة العدو ويضعون أيديهم في الأيدي الملطخة بالدماء البريئة، ويعززون ارتباط السلطة أمنياً وسياسياً مع عدو الشعب الفلسطيني».
والتقى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، مساء أول من أمس الأحد، الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، في لقاء هو الأول من نوعه منذ نحو 11 عاماً.
وقال مكتب غانتس في بيان: «ناقش الاثنان القضايا السياسية والأمنية والمدنية والاقتصادية»، زاعماً أن إسرائيل «مستعدة لاتخاذ إجراءات من شأنها تعزيز اقتصاد السلطة الفلسطينية»، حسبما ذكرته قناة «كان» الإسرائيلية.
في الأثناء، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أمس الإثنين، من تفاقم الوضع الصحي للأسير علاء إبراهيم الهمص من رفح جنوب قطاع غزة، المصاب بمرض السل، ويعاني من التهاب الرئتين وضيق التنفس.
وأوضحت الهيئة، في بيان صحفي، أن الأسير الهمص يتناول 11 نوعاً من الأدوية يومياً، ووضعه يزداد سوءاً وتعقيداً بعد قيام إدارة سجون الاحتلال بنقله إلى سجن «الجلبوع»، حيث الحر الشديد والرطوبة العالية نظراً لموقعه الجغرافي.
يذكر أن الهمص معتقل منذ عام 2009 ومحكوم 29 عاماً، وقد دخل مؤخراً عامه الـ23.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن