عربي ودولي

برلين أكدت وجوب بحث الوضع الأفغاني بمشاركة روسيا والصين.. وموسكو: نحتاج إلى علاقات طبيعية مع أي حكومة مقبلة … هجوم جديد لداعش على مطار كابل.. وطالبان: الضربات الجوية الأميركية «تعسفية»

| وكالات

تتصاعد حدة التوترات التي تشهدها الساحة الأفغانية، ولاسيما بعد التفجيرات الانتحارية التي استهدف فيها تنظيم داعش الإرهابي مطار كابل، وسط مخاوف دولية من اتجاه الوضع الأمني نحو المزيد من الانفلات، بمشهد تتوالى فيه التصريحات الغربية حول الدور المحوري لروسيا والصين في هذا الملف.
وأكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان ومدير الدائرة الآسيوية الثانية بالخارجية الروسية، ضمير كابولوف، أن موسكو تعتزم تطوير الاتصالات مع حركة طالبان.
وفي تصريحات صحفية أمس الإثنين، نشرها موقع «روسيا اليوم»، قال كابولوف: «نعمل حالياً على إقامة الاتصالات مع طالبان، سفارتنا في كابل تعمل بنشاط كبير، لقد أقمنا مثل هذه العلاقات منذ فترة طويلة، وسنواصل العمل في هذا الاتجاه، نحن بحاجة إلى الحفاظ على علاقات طبيعية مع أي حكومة في أفغانستان».
ولم يستبعد المسؤول الروسي احتمال تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية جديدة على أراضي أفغانستان، كما أعرب عن أمل موسكو في ألا تستخدم الأسلحة التي تركها الأميركيون في أفغانستان لإشعال حرب أهلية جديدة.
وأشار كابولوف إلى أن روسيا مستعدة للمشاركة في بحث قضايا إعادة الإعمار الاجتماعي والاقتصادي لأفغانستان، وقال: «لقد أعلنا دائماً عن استعدادنا للمشاركة في الجهود الدولية لإعادة تأهيل أفغانستان ما بعد الصراع اجتماعياً واقتصادياً، وهذه اللحظة بدأت بالاقتراب».
ودعا الدبلوماسي الدول الغربية إلى عدم تجميد الأصول المالية للسلطات الأفغانية الجديدة، معتبراً أن إعادة إعمار أفغانستان «قضية شرف وضمير» لدول حلف الناتو بالدرجة الأولى، إذ يجب عليها أن «تصحح على الأقل بعض الأخطاء التي ارتكبتها» خلال سنوات وجود قواتها في أفغانستان.
كما لفت كابولوف إلى أن خطر زيادة تهريب المخدرات من الأراضي الأفغانية أمر وارد، و«لا ينبغي أن تقتصر مكافحته على الكلام».
وأضاف إن روسيا لا تستبعد تدفق موجة جديدة للاجئين من أفغانستان، ولكن هذا الوضع يمكن السيطرة عليه بما في ذلك من خلال جهود الأمم المتحدة.
يأتي ذلك في حين، قالت وزارة الدفاع الأميركية في مؤتمر صحفي أمس، إنه تم نقل أكثر من 122 ألف شخص من أفغانستان حتى الآن، مشيرة إلى أنها «ستواصل دعم العمليات الإغاثية والاستجابة وتقديم المعونة».
في سياق مواز، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إن الأزمة في أفغانستان يجب مناقشتها بما في ذلك مع روسيا والصين.
ونقلت وكالة «DPA» الألمانية، أمس الإثنين، عن ماس، الذي يقوم في إطار جولته الخارجية بزيارة إلى طشقند، مفادها أن المفاوضات بشأن الوضع في أفغانستان «يجب أن يشارك فيها أهم اللاعبين الدوليين ومن المهم أن تكون بينهم روسيا والصين».
إلى ذلك، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، أن حكومات الاتحاد يجب أن تمضي قدماً بتشكيل قوة رد سريع لتعزز استعداداتها لمواجهة أزمات مستقبلية مثل ما حدث بأفغانستان.
وفي مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، رأى بوريل أن «نشر القوات الأميركية في أفغانستان في وقت قصير مع تدهور الأوضاع الأمنية هناك، يظهر حاجة الاتحاد الأوروبي لتسريع جهوده لبناء سياسة دفاع مشترك»، مشدداً على أنه «يجب الاستفادة من دروس هذه التجربة».
وتابع بوريل: «لم نتمكن، كأوروبيين، من إرسال ستة آلاف جندي للتمركز حول مطار كابل لتأمين المنطقة. تمكنت الولايات المتحدة من ذلك ولم نتمكن نحن».
وأشار إلى أن «دول الاتحاد، وعددها 27 دولة، يجب أن تكون لديها «قوة تدخل أولية» قوامها خمسة آلاف جندي»، مكملا: «نريد أن نكون قادرين على التدخل السريع، والوقت حان للتحلي بالمرونة.. يمكننا العمل بالعديد من الأشكال المختلفة».
في السياق، أكد تنظيم «داعش» الإرهابي، أمس الإثنين، مسؤوليته عن هجوم صاروخي طال مطار العاصمة الأفغانية كابل، وجاء ذلك عبر موقع «ناشر نيوز» التابع للتنظيم على «تليغرام»، وفي حين نفت وزارة الدفاع الأميركية وجود أي أضرار جراء الهجوم، قال التنظيم: «بفضل اللـه تعالى، استهدف جنود الخلافة مطار كابل الدولي، بستة صواريخ كاتيوشا، وكانت الإصابات محققة».
وكشف مسؤول أميركي لـ«رويترز» في وقت سابق أمس، أن «أنظمة دفاعية اعترضت ما يصل إلى خمسة صواريخ أطلقت صوب مطار كابل في وقت مبكر من صباح أمس».
إلى ذلك، ندد ممثل حركة طالبان ذبيح اللـه مجاهد، بالضربات الجوية الأميركية في كابل، ووصفها بالـ«الهجمات التعسفية غير القانونية».
وقال مجاهد: «ندين مثل هذه الهجمات لأنه من غير القانوني القيام بهجمات تعسفية. إذا كان هناك أي تهديد محتمل، كان يجب الإبلاغ عنه، وعدم تنفيذ هجوم تعسفي أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين».
وذكرت شبكة «CNN» الأميركية، أول من أمس، أن غارة لطائرة أميركية دون طيار في كابل أسفرت عن مقتل تسعة مدنيين، بينهم ستة أطفال.
وبحسب القيادة المركزية المسؤولة عن العملية، فإن الهدف كان مرتبطًا بتنظيم «الدولة الإسلامية ولاية خراسان» الإرهابية والذي تحمّله الولايات المتحدة مسؤولية تفجير المطار الأخير الذي أسفر عن مقتل 13 جندياً أميركيًا.. وشهد محيط مطار كابل سلسلة من الانفجارات، يوم الخميس الماضي، في ظل عمليات الإجلاء، أسفرت عن مقتل نحو 200 شخص بينهم عسكريون أميركيون، وأعلن تنظيم «داعش خراسان» الموالي لتنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن