رياضة

فكر الخبرات

| مالك حمود

بعيداً عن الجدلية الدرامية وكل ما دار حول انتخابات الاتحاد الجديد لكرة السلة، وآلية الوصول إلى القيادة السلوية الجديدة، ومع بداية مرحلة جديدة من العمل، فثمة ملاحظات عديدة تطرح نفسها.

عندما يكون وسطي عمر طاقم الاتحاد الجديد فوق الخمسين سنة، فذلك يعني أنه اتحاد قادم بعشرات السنين من الخبرة في العمل السلوي سواء بالتدريب أم التحكيم أو الإدارة والتنظيم، وبقدر يعطي هذا الكلام ميزة للاتحاد الجديد، فإنه يحمله مسؤولية العمل بانفتاح وبرؤية تطويرية للنهوض بكرة السلة السورية، والعمل وفق تعليمات الاتحاد الآسيوي لكرة السلة التي أعلنها خلال زيارة وفد الاتحاد الآسيوي الأخيرة إلى دمشق، حيث أكد ضرورة توسيع دائرة العمل الإداري في اتحاد كرة السلة.

فالاتحاد وحسب وجهة النظر الدولية لا ولن يقتصر على أمانة السر والسكرتارية التي تقوم عادة بكل شيء تنفيذي، والمطلوب توزيع العمل ضمن ستة أقسام، وكل قسم معني بواحد أو أكثر من ملفات عمل الاتحاد، وهذا يستوجب كادراً من الموظفين المتفرغين وميزانية كبيرة لتنفيذ العمل بحرفية ودقة بعيداً عن عقلية الهواية والتطوعية التي كانت تحكم حيزا كبيراً من عمل اتحادات ألعابنا الرياضية، وإن كنا نتمنى أن تكون هذه الأفكار قد تم تنفيذها خلال عمل الاتحاد المؤقت مادامت معروفة لديه، ويمتلك الدعم الكامل من القيادة الرياضية لتجسيد أفكاره، وتنفيذ برامجه التطويرية.

العمل وفق الهيكلية التنظيمية التي عممها الاتحاد الآسيوي وهي امتداد للنمط المعتمد لدى الاتحاد الدولي لكرة السلة الفيبا، ضروري ومهم، لكن الأهم هو طي صفحة الانتخابات وفتح صفحة جديدة والعمل بنيات صافية وصادقة لخدمة اللعبة بعيداً عن حسابات المرحلة الانتخابية، ووعودها الخاصة، وعدم التعامل بمبدأ (من وقف معنا.. ومن لم يكن معنا في المرحلة الانتخابية) وألا يكون رد الجميل على حساب السلة ومهامها وتسمياتها، وأن نرى ذلك في التسميات والتعيينات الجديدة سواء للجان أم للكوادر والطواقم الفنية والإدارية للمنتخبات.

لن نطلق الأحكام المسبقة والمبكرة على الإتحاد الجديد ما لم يبدأ بعمله، ومادام يمتلك الخبرات العديدة والمتنوعة فإننا ننتظر منه الكثير من الخطوات للنهوض بكرة السلة السورية في محاور متعددة، وأهمها البت في لائحة الاحتراف وتوضيح مسألة العقود والتعاقدات، وتطوير أنظمة المسابقات، ووضع إستراتيجية جديدة وواحدة تتضمن خطط عمل مبرمجة بدقة، رغم مرارة كلمة إستراتيجية في سلتنا التي مازالت تبحث عن ذاتها في الاستقرار والاستمرار وفق رؤية مستقبلية تنهض على أساسات متينة، وغير مرتبطة بأفراد، وكل من يأتي يفترض أن يتابع تشييد البناء وتعزيزه بطوابق إضافية، بدلاً من نسفه ومحاولة الإقلاع ببناء جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن