عربي ودولي

شويغو: الوضع حرج.. بكين: انسحاب القوات الأميركية أثبت إخفاق سياسة التدخل العسكري … طالبان: إنجاز المشاورات بشأن الحكومة الأفغانية الجديدة.. وألمانيا تنتظر

| وكالات

يضبط العالم بأسره اليوم توقيته على إيقاع تطورات الوضع في أفغانستان، نظراً لتشابك العديد من الخيوط الدولية في المشهد الأفغاني، بما سينعكس حتماً في الفترة المقبلة على الكثير من ملفات المنطقة.
فمع مغادرة كريس دوناهيو، آخر الجنود الأميركيين على الأراضي الأفغانية، استفاقت البلاد أمس على واقع جديد، غابت معه معالم الوجود الأميركي الذي استمر عشرين عاماً، تاركاً البلاد وراءه وسط ارتفاع المخاوف من تدحرج الوضع الأمني نحو مزيد من الانفلات، ولاسيما بعد تصدر «تنظيم الدولة ولاية خرسان» للمشهد خلال الأيام الماضية.
الصين رأت أن انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان، يثبت أن التدخل العسكري وسياسة فرض القيم على الآخرين محكوم عليهما بالفشل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين أمس الثلاثاء، في إيجاز صحفي: «يشهد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، على أن التدخل العسكري التعسفي في الدول الأخرى، وكذلك سياسة فرض القيم والنظام الاجتماعي على هذه الدول، محكوم عليه بالفشل».
في الأثناء، وصف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الوضع في أفغانستان بالحرج، معرباً عن شكره لجميع من شاركوا في عملية إجلاء المئات من مواطني روسيا ودول أخرى من البلاد.
وحسبما ذكر موقع «روسيا اليوم» قال شويغو: «الوضع في هذا البلد حرج والناس يحاولون الهروب من هناك ولو كلف ذلك حياتهم».
وذكّر شويغو بأنه بتوجيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قامت طائرات النقل التابعة لوزارة الدفاع، في الفترة من 24 إلى 26 آب، بإجلاء أعداد من مواطني روسيا وقرغيزستان وطاجيكستان وبيلاروس وأوزبكستان من مطار كابل الدولي.
وكشف السفير الروسي لدى كابل دميتري جيرنوف الجمعة الماضي أن أكثر من 170 شخصاً توجهوا إلى السفارة الروسية بطلبات لإجلائهم من أفغانستان.
على خط مواز، قال ممثل حركة طالبان سهيل شاهين، إنه تم إنجاز المشاورات بشأن الحكومة الأفغانية الجديدة، مشيراً إلى أن الحركة ستقوم بإعلان نتائج هذه المشاورات قريباً.
في الوقت ذاته، قال مصدر في الحركة، لوكالة «نوفوستي»، إن رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا بردار، يعتزم خلال الأسبوعين المقبلين اتخاذ قراره بشأن هيكل الحكومة المستقبلية لأفغانستان.
في السياق، كشف وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، أمس الثلاثاء، أنه «سيجري تشكيل حكومة في أفغانستان بغضون أيام»، بعد أسابيع من سيطرة حركة طالبان على السلطة.
وقال قريشي: «نتوقع تشكيل حكومة توافق في أفغانستان في الأيام القليلة المقبلة».
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أن بلاده ستنتظر تشكيل طالبان لحكومة جديدة لترى إذا ما كانت الحركة ستنفذ تعهدها بالسماح للمدنيين بمغادرة أفغانستان من مطار كابل.
وقال ماس في مؤتمر صحفي في إسلام آباد مع نظيره الباكستاني، أمس الثلاثاء: «طالبان وعدت، لكن في الأيام والأسابيع المقبلة سنعرف ما إذا كان بإمكاننا أن نعول على ذلك».
وأضاف: «طالبان تريد تشكيل حكومة جديدة وسيعطينا ذلك إشارة على ما إذا كانت ستفي بمطلبنا بأن تكون ممثلة للجميع».
في الأثناء، أعلن وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أن بضع مئات من البريطانيين لم يغادرو أفغانستان حتى الآن.
وصرح راب لـ«سكاي نيوز» أن الخارجية البريطانية تتحمل مسؤولية عدم نقلهم حتى الآن، بعد أن نقلت 5 آلاف شخص، بعد استيلاء حركة طالبان على العاصمة الأفغانية.
وكان قائد القوات المسلحة البريطانية الجنرال نيك كارتر أعلن يوم السبت الماضي أن القوات المسلحة لبلاده ستنهي جهود إجلاء مدنيين من أفغانستان، مؤكداً في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية أنهم اقتربوا من نهاية الإجلاء يومها.
وأنهت الولايات المتحدة الأميركية، مساء أول من أمس الإثنين، عملية انسحاب قواتها العسكرية من أفغانستان نهائياً، لينتهى الانسحاب الأميركي بعد عملية إجلاء جوي امتدت لأكثر من أسبوعين من مطار كابل، شملت الآلاف من المواطنين الأميركيين والأفغان.
من جهته، قال المتحدث باسم حركة طالبان محمد نعيم، إن آخر جندي أميركي غادر مطار كابول، معلناً بذلك طي صفحة 20 عاماً من الحرب مع الولايات المتحدة الأميركية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن