رياضة

منتخب سورية يستهل مشوار الحقيقة نحو مونديال قطر … حلم نسور قاسيون يصطدم بنهم الغول الإيراني

| محمود قرقورا

عندما تدق عقارب الساعة معلنة السابعة مساء اليوم ستكون جماهير الكرة السورية والعربية والآسيوية على موعد ساخن جداً بكرة القدم، موعد ينتمي إلى المواعيد الكبرى وخاصة أن المناسبة أهم حدث كروي على سطح البسيطة هذه الأيام تصفيات مونديال قطر 2022.

الجميل أن هناك اتفاقاً في الشارع الرياضي السوري حول صعوبة المباراة، والأهداف المعلنة اللعب على نقطة التعادل عطفاً على ظروف كثيرة محيطة بالمنتخب ليست خافية على أحد، وفحواها الإصابات المؤثرة كقائد المنتخب المهاجم عمر السومة ومارديك مردكيان وعبد الرحمن بركات، وصخرة الدفاع أحمد الصالح والظهير حسين جويد وآخرها المدافع عمرو الميداني الذي أصيب فجأة ولن يكون متاحاً لمباراة اليوم كما وردنا من بعثة المنتخب على أن يكون جاهزاً لمباراة الإمارات يوم الثلاثاء القادم ولاعب الوسط ورد السلامة وغيرهم.

وليس خافياً على أحد التراجع الذي ضرب المنتخب خلال حقبة المدرب السابق نبيل المعلول، وفوق كل ذلك تأخر التحاق معظم المحترفين، والأهم أن المنتخب يقوده مدرب جديد لم يتعرف على تفاصيل كثيرة وهو نزار محروس.

تفاؤل مشروع

ورغم هذه الظروف فإن التفاؤل ليس خارج قناعات الكثيرين من منطلق أن الضغوط ستكون على المنتخب الإيراني المطالب بالفوز وهو الذي يلعب على أرضه والترشيحات تصب في مصلحته، ولسان حال اللاعبين السوريين والجمهور السوري نقطة التعادل مرحب بها وليست عصية بمزيد من الجد والاجتهاد والإيمان بالقدرات من منطلق أننا بلغنا ذلك مرات عديدة في مناسبات مختلفة وبظروف ربما لم تكن مثالية.

وتاريخياً الفوز السوري الوحيد على إيران تحقق بملعب مباراة اليوم ضمن تصفيات مونديال 1974 مع ميزة أن منتخب إيران خاض تلك المباراة كتحصيل حاصل، ولمدربنا نزار محروس ثلاث تجارب بمواجهة إيران عندما كان لاعباً والمباريات الثلاث انتهت بالتعادل 1/1 منها مباراة ضمن تصفيات أمم آسيا 1988 في نيبال وكان أساسياً، ومباراتان ضمن تصفيات مونديال 1994 حيث بقي على مقاعد البدلاء في الأولى، في حين مباراة دمشق كانت الأخيرة لانسيابي الكرة السورية نزار محروس المطالب اليوم برسم البسمة على محيا جماهير الكرة السورية التي تجد في الكرة متنفساً للفرح.

ودية وحيدة

في جلسة ودية جمعتني بالكابتن محروس قبل السفر إلى قطر قال لـ«للوطن»:

لا يمكن مقارنة غيابات المنتخب الإيراني بالسوري في إشارة واضحة إلى غياب المهاجم الإيراني سردار أزمون بفعل البطاقات الملونة، ولا يمكن مقارنة اللاعب المحترف السوري باللاعب المحترف الإيراني في إشارة صريحة لنوعية الأندية التي يلعب لها الطرفان، ويمكن ببساطة وضع تشكيل المنتخب الإيراني في حين من الصعب الاستقرار على تشكيل المنتخب السوري قبل وصول جميع اللاعبين وتحديد الجاهزية، ومع كل ذلك يجب ألا نرمي المنديل ونعد بتقديم أقصى طاقة ممكنة للخروج بنتيجة مقبولة.

والمباراة الاستعدادية الوحيدة بمواجهة محليي الجزائر جرت خلف أبواب موصدة بحق القنوات الناقلة والجماهير بآن معاً وشارك أساسياً كل من:

طه موسى ومؤيد الخولي وجهاد الباعور وخالد كردغلي وتامر حاج محمد وكامل حميشة ونصوح نكدلي وعمرو جنيات وعلي بشماني ومحمود المواس.

وشارك بديلاً كل من: سعد أحمد وعبد الرزاق محمد ومحمد صهيوني وزاهر ميداني وفهد يوسف وكامل كواية وماهر دعبول ومحمد مرمور وأنس بلحوس.

التشكيل المتوقع

من الصعب التنبؤ بتشكيل المنتخب ولكن من وجهة نظرنا فإن العالمة العائد من الإصابة سيكون بين الخشبات، وعمر خريبين العائد من الإيقاف المحلي سيكون رأس الحربة وبين هذا وذاك يتوقع أن يأخذ مركز الظهير الأيسر خالد كردغلي ومركز الظهير الأيمن مؤيد الخولي مع احتمال مشاركة عبد الرحمن ويس الذي استكملت أوراقه وبات خياراً متاحاً، على أن يلعب في عمق الدفاع جهاد الباعور وسعد أحمد نظراً لخبرتهما، حيث جاءت إصابة الميداني بمنزلة ضربة إضافية في توقيت عصيب.

وفي منتصف الملعب فإن المواس ضامن مكانه على الجبهة اليمنى مع مفاضلة بين إياز عثمان وفهد اليوسف على الجهة اليسرى، وكامل حميشة وتامر حاج محمد بمنتصف الملعب ارتكاز دفاعي، وأمامهما أسامة أومري.

وهذا الرسم التكتيكي يبدو منطقياً مع إصابة محمد عثمان وعدم جاهزيته القصوى.

مرحلة الجد

رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة والمرحلة الأولى مخصصة للهواة أكثر من المحترفين وباتت من الماضي وخرجنا منها بسلام كرابع أفضل منتخب من حيث الرصيد بإحدى وعشرين نقطة بعد كل من قطر 22 واليابان وأستراليا 24.

ومطلوب من لاعبينا التعملق والتفوق على الذات لتحقيق البداية التي نحلم بها، فمن يرد جني العسل فعليه تحمل لسعات النحل والوصول إلى المونديال يتطلب النيل من المنتخبات الكبيرة، والتصنيف الأخير للفيفا يضع منتخبنا في المركز الحادي عشر بين المنتخبات الـ12 التي تخوض غمار الدور الحاسم والفارق بيننا وبين منافسنا 54 مركزاً بواقع 26 لإيران و80 لسورية ومنتخب إيران خاض خمس تجارب مونديالية واعتلى عرش القارة ثلاث مرات، ونحن لم نتأهل بعد ولم نتجاوز دور المجموعات في نهائيات أمم آسيا مع مفردة مهمة فحواها أننا غبنا عن النهائيات القارية أكثر مما حضرنا، ما يعني أن التاريخ لمصلحة إيران وجغرافيا الحضور لمصلحة إيران لكننا نحلم وهنا بيت القصيد.

مباريات اليوم

يتقابل ضمن المجموعة الثانية منتخبا اليابان وعُمان بدايةً من الواحدة والربع وسبق للمنتخبين أن تقابلا ضمن تصفيات مونديال 98 وفازت اليابان 1/صفر وتعادلا 1/1 وفي تصفيات مونديال 2006 فازت اليابان 1/صفر ذهاباً وإياباً وفي تصفيات مونديال 2010 فازت اليابان 3/صفر وتعادلا 1/1 وفي تصفيات 2014 فازت اليابان 3/صفر و2/1.

وفي المجموعة ذاتها تتقابل أستراليا مع الصين في قطر بدايةً من التاسعة وسبق للمنتخبين أن تقابلا ضمن تصفيات مونديال 2010 وفازت الصين 1/صفر في أستراليا بعد التعادل السلبي في الصين.

والمباراة الثالثة تجمع السعودية مع فيتنام وسبق للأشقاء أن فازوا ضمن تصفيات مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان 5/صفر و4/صفر.

وفي المجموعة الأولى تتقابل كوريا الجنوبية مع العراق بدايةً من الثانية بعد الظهر وسبق للمنتخبين أن تقابلا ضمن تصفيات مونديال 1994 وتعادلا 2/2.

واللقاء الأخير بين الإمارات ولبنان بدايةً من الثامنة إلا ربعاً وسبق للمنتخبين أن تقابلا ضمن تصفيات مونديال 2014 وفازت لبنان 3/1 ذهاباً وردت الإمارات بأربعة أهداف لاثنين إياباً.

الطبعة الحادية والثلاثون

اللقاءات السورية الإيرانية بلغت ثلاثين لقاءً ففازت سورية مرة واحدة مقابل 13 تعادلا و16 خسارة وبدأت المواجهات ضمن تصفيات مونديال 1974 وتبادل المنتخبان الفوز 1/صفر وسجل هدف منتخبنا عبد الغني طاطيش.

وتجدد اللقاء ضمن تصفيات مونديال 1978 فخسرنا بدمشق 1/صفر واعتذرنا عن لقاء الرد.

وتقابلنا وإياها ضمن تصفيات مونديال 1994 وحصل التعادل ذهاباً وإياباً 1/1 وسجل في إيران عبد اللطيف الحلو وفي دمشق مصطفى قادير من جزاء.

وتجدد الموعد ضمن تصفيات مونديال 1998 فخسرنا بدمشق صفر/1 وتعادلنا في طهران 2/2 بفضل نهاد البوشي وسيد بيازيد.

وضمن تصفيات مونديال 2010 تعادلنا في طهران صفر/صفر وخسرنا في دمشق صفر/2.

وخلال التصفيات المونديالية الفائتة تعادلنا صفر/صفر في ماليزيا و2/2 في طهران بتوقيع تامر حاج محمد وعمر السومة.

على الصعيد الآسيوي كان اللقاء الأول في نهائيات أمم آسيا 1980 وتعادلنا سلباً، وضمن تصفيات آسيا 1984 خسرنا بهدف لثلاثة وسجل هدفنا رضوان الشيخ حسن.

وضمن تصفيات 1988 تعادلنا 1/1 وسجل الهدف محمد جقلان، وضمن تصفيات آسيا 2000 خسرنا في حلب صفر/1، وتعادلنا في طهران 1/1 بتوقيع ماهر السيد.

وضمن تصفيات 2007 تعادلنا 1/1 في طهران بفضل زياد شعبو وخسرنا بدمشق صفر/2.

وفي بطولة ألعاب غرب آسيا خسرنا في إيران عام 1997 بهدفين لثلاثة عندما مثلنا فريق الجيش وسجل الهدفين طارق جبان من جزاء وأنس صاري.

وفي نسخة 2002 تعادلنا 1/1 وسجل رجا رافع، وفي نسخة 2005 فزنا بالترجيح بعد التعادل السلبي.

وفي بطولة غرب آسيا بدأت المواجهات في النسخة الأولى عام 2000 عندما خسرنا في دور المجموعات صفر/1 وفي النهائي صفر/1 أيضاً.

وفي نسخة 2002 بدمشق خسرنا بركلات الترجيح بعد التعادل 2/2 وسجل الهدفين أنس صاري وهو الوحيد الذي سجل ثنائية بمرمى إيران.

وفي نسخة 2004 بإيران خسرنا في دور المجموعات 1/7 وسجل ماهر السيد، وفي النهائي 1/4 وسجل رجا رافع.

وفي نسخة 2008 بإيران عندما مثلنا منتخب الشباب خسرنا بهدفين دون رد.

وفي الإطار الودي خسرنا بهدف على هامش تصفيات أمم آسيا 1984 ثم خسرنا 5/صفر عام 2019 و3/صفر في المواجهة الأخيرة مع المدرب نبيل معلول.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن