اتهامات روسية للغرب باستخدام الإرهابيين لإسقاط الدولة السورية … بوتين: ليدرك الجميع أنه مستحيل فرض أي شيء من الخارج
| وكالات
أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن روسيا أوجدت الظروف المناسبة للعملية السياسية في سورية، وهي «لا تزال مستمرة»، لكنها «الآن لا تتحرك ليس بسبب خطئنا».
ولفت لافروف خلال لقاء له مع ممثلي الأوساط الشبابية والاجتماعية في مدينة فولغوغراد الروسية، إلى أنه عندما كان هناك إرهابيون حقيقيون من داعش وفروعه على أعتاب العاصمة السورية، لم يحرك الغرب ساكناً، وقال: «لقد خلقنا الظروف لإجراء عملية تسوية سياسية، التي هي الآن لا تتحرك، ولكن ليس بسبب خطئنا، إلا أنها لا تزال مستمرة».
وأوضح لافروف، أن روسيا حافظت على المسيحية في سورية، مضيفاً: «هذا هو مهد المسيحية، وكانت البلاد مهدّدة باختفاء جميع المواطنين الذين يعتنقون الديانة المسيحية»، متهماً الدول الغربية باستخدام «الإرهابيين الصريحين» في محاولة الإطاحة بالدولة السورية.
وأكد لافروف، أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تتعرض لضغوط هائلة من الولايات المتحدة التي وضعت لنفسها هدفاً يتمثل في تدمير وحدة المسيحية الأرثوذكسية في العالم.
من جانب آخر، رحّب لافروف بتصريحات الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، حول ضرورة وضع حد للتدخلات الخارجية في شؤون الدول الأخرى، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
وقال في كلمة ألقاها أمس أمام المدرسين والطلبة في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية: إن «بايدن وماكرون أشارا إلى ضرورة وضع حد للتدخل في شؤون دول أخرى بهدف فرض أنموذج غربي من الديمقراطية عليها وهذه التصريحات إيجابية، وتأمل روسيا بتهدئة الأوضاع في العالم».
وأشار لافروف إلى أنه بعد المأساة في أفغانستان وانسحاب الولايات المتحدة وحلفائها من هذا البلد على نحو مستعجل، ترتفع في أوروبا الأصوات التي تدعو إلى التعويل في المستقبل على النفس وليس على التوجيهات الصادرة عن واشنطن في كل الشؤون المتعلقة بالسياسات الخارجية ولاسيما المرتبطة بنشر قوات مسلحة.
وفي وقت سابق أمس اعتبر الرئيس الروسي أن وجود الولايات المتحدة في أفغانستان منذ 20 عاماً أدى إلى المآسي فقط، وقال بوتين خلال لقاء مع الطلاب: «يجب أن يدرك الجميع أنه من المستحيل فرض أي شيء من الخارج، يجب أن ينضج الوضع، وإذا أراد شخص أن ينضج الوضع بشكل أسرع، فعليه مساعدة الناس».
وأضاف: «الأحداث التي تجري ليست ببعيدة عنا، أقصد أفغانستان، والقوات الأميركية كانت موجودة في هذه المنطقة ولمدة 20 عاماً حاولوا إضفاء الطابع الحضاري على الناس الذين يعيشون هناك».
وتابع: «في الواقع، حاولوا تقديم معاييرهم ومعايير الحياة الخاصة بهم بالمعنى الواسع، بما في ذلك التنظيم السياسي للمجتمع، لكن النتيجة فقط مآس، وخسارة للولايات المتحدة، وخسارة أكثر من ذلك لأولئك الذين يعيشون في أفغانستان، والنتيجة هي صفر، وحتى تحت الصفر».