سورية

خوري لـ«الوطن»: تكتسب بعداً سياسياً وهناك مصلحة مشتركة كبرى بالانفتاح الاقتصادي … سورية توافق على طلب لبنان المساعدة بتمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر أراضيها

| سيلفا رزوق

أعلنت سورية، أمس، ترحيبها بطلب الجانب اللبناني المساعدة في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر أراضيها وأكدت استعدادها لتلبية ذلك، في حين اعتبر أمين عام المجلس الأعلى السوري – اللبناني نصري خوري، لـ«الوطن»، أن هذه الخطوة تكتسب بعداً سياسياً، معرباً عن أمله أن تكون هذه الزيارة خطوة أولى باتجاه تفعيل العلاقات بين البلدين وأن يلي هذه الخطوة مجموعة خطوات إضافية على أكثر من صعيد.
جاءت الموافقة السورية خلال جلسة محادثات مشتركة عقدت بين الجانبين في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين بدمشق، وترأسها عن الجانب السوري وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، وعن الجانب اللبناني نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع والخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر.
وشارك في الجلسة إضافة إلى المقداد، وزير المالية كنان ياغي، ووزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة، ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي فادي الخليل، وسفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي، وعن الجانب اللبناني نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع والخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، ووزير المالية غازي وزني ووزير الطاقة ريمون غجر، والمدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، وسفير لبنان في سورية سعد زخيا، إضافة إلى مشاركة أمين عام المجلس الأعلى السوري- اللبناني.
ووصل الوفد اللبناني إلى دمشق عبر معبر جديدة يابوس، وذلك في زيارة رسمية هي الأولى لوفد رسمي لبناني منذ عشر سنوات، حيث استقبله وزير الخارجية والمغتربين في المعبر.
وجاء في بيان مشترك للجانبين السوري واللبناني، تلاه أمام الصحفيين نصري خوري إن «الجانبين ناقشا الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلدان، وخاصة في مجالي الكهرباء والغاز، وطلب الجانب اللبناني إمكانية مساعدة سورية لـلبنان في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية»، وأضاف: «رحب الجانب السوري بالطلب، وأكد استعداد سورية لتلبية ذلك».
وأكد البيان المشترك أن الجانبين اتفقا على متابعة الإجراءات الفنية التفصيلية من خلال فريق مشترك لمناقشة القضايا المتعلقة بالأمور الفنية في كل من البلدين.
وفي تصريح لـ«الوطن»، اعتبر خوري، أن هذه الخطوة اللبنانية في هذه المرحلة، تكتسب بعداً سياسياً. وأضاف: «نأمل أن تكون خطوة أولى باتجاه تفعيل العلاقات بين لبنان وسورية، وأن يلي هذه الخطوة مجموعة خطوات إضافية على أكثر من صعيد».
وشدد على أن لكلا البلدين سورية ولبنان مصلحة مشتركة في تفعيل العلاقات بينهما، في ظل الظروف الاقتصادية حالياً ولاسيما التي يمر بها لبنان والتي تعاني منها سورية، نتيجة الحصار الجائر المفروض على الشعب السوري من الولايات المتحدة والتي تحولت بالوقت نفسه إلى حصار على لبنان.
وقال: «هناك مصلحة مشتركة كبرى بأن يصار إلى انفتاح اقتصادي وتفعيل العلاقات الاقتصادية، انطلاقاً من الاتفاقيات الموجودة، فكثير من احتياجات لبنان في مختلف المجالات بإمكان سورية أن توفرها، كما أن الكثير من المتطلبات التي يحتاجها السوق السورية بإمكان لبنان المساعدة في تأمينها».
وعبّر خوري عن أمله بأن يكون هناك وعي وإدراك من الجانب الحكومي الرسمي لأهمية هذا العمق الاقتصادي والحياتي والإستراتيجي للبنان، ومدى أهمية إعادة تفعيل العلاقات بين البلدين، معربا عن اعتقاده أن الأجواء السياسية هي أفضل من السابق، ومضيفاً: «كنا نسمع الكثير من الأصوات المعترضة على تفعيل هذه العلاقات، والتي تعودنا عليها، وهم يبدون اليوم كمن حط الطير على رأسه».
وكشف، أن العمل جار لخطوات لاحقة جرى الاشتغال عليها سابقاً، لما فيه مصلحة البلدين، مشدداً على أن استئناف هذه الخطوات متوقف على مدى تجاوب الجانب اللبناني لأن سورية جاهزة لتقديم المساعدة والتجاوب مع الخطوات التي تؤدي لتطوير العلاقات، علماً أن الكثير من المجالات لم يتوقف التنسيق فيها، لكن نطمح لأكثر من ذلك، ومتمنياً أن تكون كل الأطراف اللبنانية مدركة لأهمية الإقدام على مثل هذه الخطوات.
خوري عبّر عن إيمانه بأهمية العلاقة بين البلدين، وقال: «انطلاقاً من إيماني هذا واصلت عملي ومهامي حتى في أصعب الظروف، وهذا ليس في السنوات الأخيرة فحسب وإنما منذ عام 2005، وذلك إدراكاً لأهمية العلاقات وأهمية دور المجلس في إطار العلاقات المميزة بين سورية ولبنان، ولاشك في أن جهود أطراف أخرى لعبت دوراً في هذا المجال والتي تجاوبت إيجاباً مع ما هو مبذول.
وأضاف: «نحن دائماً متفائلون بأن الأمور لابد أن تعود لطبيعتها، فلا يمكن لأحد مهما كان موقفه السياسي أن ينكر الواقع الجغرافي والإستراتيجي الذي يربط لبنان وسورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن