رياضة

كرة السلة السورية خرجت من معركة الانتخابات.. وتنتظر ما هو آت … الاتحاد الجديد هل يقدم ما هو جديد ومفيد للسلة السورية؟

| مالك حمود

وأخيراً بعد مسارات درامية قاسية وصلت كرة السلة السورية إلى طاقمها الجديد الذي سيقودها في السنوات الأربع القادمة، اتحاد مطالب بالكثير من القضايا المهمة والمسائل الحساسة في مسيرة كرة السلة السورية، في رحلتها الباحثة عن شخصيتها التي تأثرت في سنوات الأزمة وسط محاولات من هنا وهناك للحفاظ على صورتها وقوامها.

اتحاد الخبرات والقدرات

الاتحاد الجديد الذي نجح بالانتخابات الأخيرة يضم العديد من الأسماء المعروفة وذات التاريخ والبصمة، سواء في اللعب كطريف قوطرش الذي تولى رئاسة الاتحاد الذي يعتبر من أهم اللاعبين الذي شغلوا مركز الموزع على مر عصور السلة السورية، سواء في ناديه الوحدة، أم مع المنتخب الوطني خلال التسعينيات، والكابتن جاك باشياني عضو الاتحاد الذي يعتبر من أهم نجوم كرة السلة السورية والعربية أيضاً خلال السبعينيات والثمانينيات، بموهبته الفذة التي فرضت نفسها في وقت مبكر بنادي الجلاء حيث لعب للمنتخب الوطني وهو لم يتجاوز الـ18 عاماً، كما لعب للمنتخب العسكري السوري وكان من أهم النجوم على مستوى السلة العربية قاطبة، ناهيك عن احترافه اللعب والتدريب في الخليج العربي، إضافة لرحلته مع التدريب، وتجاربه العديدة في الإدارة الفنية ورئاسة النادي في بيته الأزرق نادي الجلاء، لكونه سفيراً كرة السلة السورية في اتحاد غرب آسيا، وينضم إليهم الكابتن أبي دوجي وهو من أقدم مدربي كرة السلة السورية، حيث درب في نادي الجيش والمنتخب، وشغل مهام الإدارة الفنية في الجيش والمنتخب، إضافة لمهامه المتكررة في عضوية اتحاد السلة ولجنة المدربين، اللجنة الفنية دمشق، مع الإشارة إلى المدرب الوطني هيثم جميل بخبرته الواسعة في التدريب لاسيما بأندية الوحدة والجيش والكرامة والنصر، إضافة لمهامه المتعددة بتدريب المنتخبات الوطنية للفئات العمرية، ناهيك عن شغله لمهام رئيس لجنة المدربين، ويعزز خبرته مواكبته لعلوم كرة السلة الحديثة من خلال اتباعه للعديد من الدورات التدريبية في عدة دول عربية وأوروبية ومنها دورة في نادي برشلونة الإسباني، ودورة مطولة وموسعة للاتحاد الأوروبي لكرة السلة.

ويضاف إليهما المراقبان الدولييان جمال الترك وشحادة آله رشي، وسبق للأول أن كان أهم الحكام الدوليين الذين عرفتهم كرة السلة السورية والعربية والآسيوية أيضاً، إضافة لنيله مرتبة مراقب دولي بعد اعتزاله التحكيم، وسبق له أن كان عضواً باتحاد السلة في السنين السابقة، وكذلك الحال بالنسبة لشحادة آله رشي وهو حكم دولي سابق، ومراقب دولي في السنوات الأخيرة، إضافة لشغله مهام الأمين العام للاتحاد السوري لكرة السلة في العام الحالي خلال فترة الاتحاد المؤقت لكرة السلة، وثمة صافرة ثالثة تتمثل في الاتحاد الجديد بالحكم الدولي الشاب مصباح فاخوري، وهو نجل الحكم الدولي السابق عبد الكريم فاخوري، وهي التجربة الأولى له في الاتحاد، وكذلك الأمر بالنسبة لوليد غيبة وهو مدرب في نادي الأشرفية النشيط، كما كان رئيساً للنادي لسنوات، وتكتمل المجموعة بالشابة زينة نصار التي سبق لها اللعب والتدريب والعمل الإداري بنادي تشرين.

هذه الخبرات والطاقات مجتمعة تبدو محيطة بكرة السلة وقادرة على تشخيص أوجاعها كل حسب اختصاصه ومن زاويته وفق رؤية خبيرة مستقاة من السنين الطويلة في العمل مع كرة السلة في مختلف المجالات والمحاور.

القوطرش: التنظيم أساس عملنا

الكابتن طريف قوطرش (رئيس الاتحاد السوري لكرة السلة) يبدو هذه المرة قليل الكلام، مفضلاً عدم الخوض في تفاصيل العمل القادم، وأنه لن يستبق الأحداث ما لم يجتمع مع أعضاء الاتحاد الجديد كي تكون الرؤية أوسع وأشمل، والعمل بروح مؤسساتية، والعمل بروح الفريق، وتقديم الرؤية الجماعية، مشيراً إلى أنه لا أولويات لمحور قبل غيره، وأن كل المسائل الخاصة بكرة السلة السورية مهمة وذات أولوية، مفضلاً تأجيل الحديث إلى الأيام القادمة، وأن كل شيء سيكون مدروساً وممنهجاً ومبرمجاً وسيصدر بشكل منظم وفق خطط وتعاميم وسيعلن عبر الصفحة الرسمية لاتحاد السلة.

الخياطة: تنتظره أولويات عديدة

الدكتور ماهر خياطة المرشح لرئاسة اتحاد السلة، هنأ الاتحاد الجديد فوزه بالانتخابات، ولم يجد في عدم فوزه بانتخابات رئاسة الاتحاد خسارة، معتبراً أن الفوز هو لكرة السلة السورية التي تنتظر من الاتحاد الجديد الكثير من الخطوات والمبادرات، أولها طي صفحة الانتخابات وما رافقها من منافسات، وعدم انعكاسها على مرحلة العمل القادمة، مؤكداً أن مرحلة العمل بدأت وعلى الاتحاد الجديد الإسراع في التحرك والبدء في معالجة أمور السلة السورية، وألا تقتصر الأمور على المنتخب الأول، وأن بقية المنتخبات خصوصاً الفئات العمرية بحاجة للعمل والتنشيط، إضافة للمسابقات المحلية، ولوائح الاحتراف، وواقع المدربين والحكام والأهم البدء من القواعد لتعزيزها والإقلاع وفق أسس علمية ومنهجية سليمة وقادرة على إعادة السلة السورية إلى مكانها الدولي.

الاختيار: لدعم سلتنا

هيثم الاختيار المرشح لرئاسة اتحاد السلة، هنأ بدوره الاتحاد الجديد ورئيسه وتمنى لهم التوفيق، معلنا دعمه الكامل للطاقم الجديد وطالب بوقوف الجميع معاً لخدمة كرة السلة السورية ضمن فريق واحد، في مرحلة تحتاج للكثير من العمل الجاد والصادق، بعيداً عن ردات فعل المرحلة الانتخابية التي يجب تجاوزها والتفكير بما هو آت، وأن تكون المرحلة القادمة مرحلة عمل بمنهجية وواقعية، والالتفات إلى بقية جوانب كرة السلة السورية التي تنتظر الكثير من الدعم والإمكانات للنهوض بها وتثبيت أقدامها وتعزيز قواها.

باشياني: مستعدون لتنمية سلتنا

الكابتن جاك باشياني العضو الجديد في الاتحاد، أكد أن وجود أعضاء الاتحاد الجديد في هذا المكان هو ثمرة لثقة أسرة كرة السلة السورية بهم، وأنهم يجب أن يكونوا على قدر هذه الثقة، وأن الاتحاد الجديد جاهز لتحمل هذه المسؤولية بثقة وجرأة، وأن العمل سيبدأ بشكل فوري، وأن أولويات عديدة تنتظر الاتحاد في مختلف المجالات بدءاً من المنتخبات، مروراً بالمسابقات، انتقالاً للعمل المركز على الفئات العمرية، انتهاء بواقعية التدريب والتحكيم اللذين يعتبران من الأعمدة الأساسية في بناء اللعبة.

جميل: الرؤية المعاصرة مطلوبة

المدرب الوطني هيثم الجميل أكد سعادته بوجوده ضمن قوام الاتحاد السوري لكرة السلة السورية للمرة الأولى، وتحدث عن أهمية العمل الجماعي المنسجم والمتناغم في طاقم الاتحاد الجديد، بخطا ثابتة ومتسارعة بشكل مدروس، لتلافي ما أصاب السلة السورية خلال سنوات الأزمة خصوصاً في هجرة الكوادر والكفاءات، واستثمار كل الطاقات المحلية القادرة على تقديم كل ما هو جديدة ومفيد لتطوير السلة السورية، بما فيها الواقع التدريبي الذي يبدو بحاجة لإعادة دراسة وتنظيم، والعمل على تثقيف وتطوير المدربين السوريين وتعزيز معارفهم، ومنحهم الثقة، خصوصاً الطاقات الشابة القادرة على إثبات كفاءتها لدفع عجلة التطور السلوي.

حسب الله: أعيدو إلينا احتراف الأجانب

لاعب الجيش عماد حسب اللـه تمنى إعادة النظر في نظام الاحتراف الذي اعتبره احترافاً وهمياً، ومجرد عقود وأرقام، واعتبر أن المشكلة ليست في ارتفاع القيمة المالية لبعض اللاعبين مؤكداً أنها لا تختلف كقيمة عن عقود السنين السابقة، لكنه وجد الحل في تعزيز استثمارات الأندية لتأمين مصادر للتمويل، كما أكد أن الحل الوحيد للنهوض بدورينا يكمن بإعادة احتراف اللاعبين الأجانب لما فيه من فوائد كبيرة على المستوى والأداء والجماهيرية، وأن وجود اللاعب الأجنبي يعطي دروساً للاعبين المحليين في التعامل باحترافية مع كل المسائل خلال وجوده لدينا.

إدلبي: توزيع لاعبي النخبة صعب

اللاعب محمد إدلبي نجم النواعير والمنتخب أكد أن ما يشاع عن نية اتحاد السلة الجديد توزيع لاعبي النخبة (المنتخب) على الأندية بشكل متساو ومتوازن كلام نظري يصعب تحقيقه في سلتنا.

صحيح أن هذه الفكرة مأخوذ بها في السلة اللبنانية ومطبقة منذ سنوات، ولكن شتان مابين ظروف أنديتنا والأندية اللبناني التي تجد من يدعمها وبقوة، فيما يصعب على بعض أنديتنا تأمين متطلبات عقد واحد من لاعبي النخبة!

عمر: ننتظر المنتخب لأولمبي

عمر إدلبي لاعب الثورة ومن أهم اللاعبين الصاعدين الشبان في كرة السلة السورية، تمنى من الاتحاد الجديد تشكيل منتخب أولمبي ودعمه بالمعسكرات الداخلية والخارجية والمباريات والمشاركات، بهدف إعطاء المواهب الشابة فرصتها لكسب الثقة والخبرة والتطور.

ترتيب البيت السلوي

إعادة ترتيب البيت السلوي مطلوبة من الاتحاد الجديد الذي سيقوم بطبيعة الحال بتوزيع مهام الإشراف على أعضائه، والمسألة لا تحتاج اختراعاً، مع الهيكلية المطروحة من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة السلة، والمعتمدة أساساً من الاتحاد الدولي لكرة السلة (الفيبا) وفيها تحديد وتوصيف كامل لطريقة عمل الاتحادات الوطنية لكرة السلة، من خلال تقسيم العمل على مكاتب أو أقسام يجدر إحداثها لتوزيع العمل على هذه الأقسام، وعدم اقتصار العمل على مهام الأمين العام والسكرتارية التي تحمل عبء العمل الإداري والتنظيمي وحدها، فالعمل هنا يجب أن يكون احترافياً وتخصصياً، وهذا يتطلب زيادة عددية في الكوادر العاملة بالاتحاد، لضمان دقة العمل وسرعته ونجاح تنفيذه بالشكل المطلوب، وهذا الكلام يستوجب أيضاً الميزانية المالية الكافية والكفيلة ببلوغ درجة النجاح المنشودة، مع الإشارة إلى إمكانية الاستعانة بعدد من المتطوعين للعمل في بعض المجالات من باب المساعدة.

الاحتراف وضبابية لوائحه

ويبقى الاحتراف من أهم القضايا التي تنتظر وجهة نظر الاتحاد الجديد، فالأندية ما زالت مترددة في إجراء العقود النظامية مع اللاعبين لبناء فرقها، خشية صدور قرارات ومحددات من الاتحاد الجديد، فالعقود الجديدة يجب أن تصادق من اتحاد السلة، ويزداد الأمر تعقيداً مع التسريبات التي تحدثت عن نية الاتحاد الجديد توزيع لاعبي النخبة (لاعبو المنتخب الوطني) على الأندية بشكل متساوٍ ومتوازن، وذلك بهدف توازي القوى بين الأندية، وعدم حصر اللاعبين المميزين في ناد واحد أو بضعة أندية، الأمر الذي فرض على الأندية توقيع عقود مبدئية واعتبارها غير نهائية ما لم تصدر تعليمات الاتحاد الجديد، فيما يبدو الخوض في مسألة توزيع اللاعبين على الأندية شائكا مع تفاوت الوضع المالي ما بين الأندية، وإذا كان التبرير بأن التجربة مطبقة في كرة السلة اللبنانية، فالاختلاف كبير في الظروف ما بين السلتين السورية واللبنانية.

فالأندية اللبنانية ورغم تفاوت إمكاناتها، إلا أنها كلها تحظى بدعم مالي معين، على اعتبار أن كل ناد هناك يتبع لجهة معينة تقوم بتمويله ودعمه بشكل كامل ولديها العوائد التسويقية والإعلانية الكفيلة بتحقيق موارد كافية للتعاقد مع اللاعبين المحليين والأجانب، فيما تختلف الأمور لدى أنديتنا، فالمال متوافر لدى قلة من الأندية القادرة على إجراء التعاقدات مع اللاعبين المميزين وبمبالغ كبيرة، فيما تعجز بقية الأندية على امتلاك هذه الأرقام، لدرجة أن عقد لاعب واحد من المميزين يبدو أكبر من ميزانية بأكملها للعديد من الأندية، وهذه مفارقة يجب أخذها بعين الاعتبار، وبالتالي فمن الظلم إجبار لاعب مميز على اللعب مع ناد غير قادر على تلبية ربع متطلباته المالية والتي يمكنه الحصول عليها من ناد آخر، وبالتالي فإن هكذا مفارقة لن تخدم السلة السورية، بل ستحقق الإحباط والعوز للاعبين، وقد تجبرهم على الاعتزال في مرحلة لا تمتلك سلتنا البدائل من المواهب الشابة لهؤلاء المميزين.

برمجة المسابقات وتنويعها

لائحة المسابقات يجب أن تكون من أولويات عمل الاتحاد، فالدوري القوي يثمر عن منتخب قوي، وبالتالي فالمطلوب وضع خطة كاملة متكاملة للمسابقات، وأن تمتاز بدقة مواعيدها، وزيادة مبارياتها خصوصاً النوعية منها والمتقاربة في المستوى لأنها تساهم في رفع المستوى، وعدم الاجتهاد في تغيير الملامح الأساسية للمسابقات الرسمية كالدوري والكأس، مثلما حصل في الموسم الأخير حيث تم خص مسابقة كأس الجمهورية للرجال بأعمار (تحت 27 عاماً) مما أحدث جدلاً واسعاً، وحرم عشرات اللاعبين من المشاركة في هذه المسابقة، وتسبب في خسارته مالياً بشكل كبير، وكان الأجدر إحداث مسابقة ثالثة بأعمار معينة للمساهمة في إعطاء الفرصة للوجوه الشابة في المشاركة بمساحات زمنية أكبر بأرض الملعب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن