رياضة

احتراف مبتور..!

| مالك حمود

التوجهات الجديدة للاتحاد الجديد لكرة السلة كانت عاجلة وبعد الاجتماع الأول لاتحاد السلة الجديد، ضمن التصريحات الإعلامية لرئيسه التي حملت مشروعاً لباقة من القرارات القادمة معتبراً أنها ستحقق من خطوات النهوض باللعبة ودفع عجلتها وتطويرها.

أولى هذه التوجهات كانت بالسماح بلاعب محترف في الفاينال فور.

وهنا السؤال: لماذا المحترف فقط في الفاينال فور؟!

سلتنا بحاجة لصدمات إنعاشية وتحريضية تصحيّها من سباتها، وأهمها وجود اللاعب الأجنبي لأسباب واسعة، ولكن عندما يتم حصره بالفاينال، فإن الفائدة ستكون محصورة بأربعة أندية وخطوة كهذه ترفع مستوى الفاينال وأنديته، وتزيد الهوة بينها وبين بقية الأندية، مع السؤال الأهم:

ماذا يمكن للاعب الأجنبي أن يفعله في هذه القلة القليلة من المباريات؟!

وهل يعقل أن يقوم ناد باستقدام لاعب أجنبي وتحمّل تكاليفه الباهظة وإجراءات قدومه كي يلعب بضع مباريات خصوصاً إذا لم يتأهل فريقه للدور النهائي..؟!

الأجنبي ضرورة فنية واحترافية لسلتنا، ووجوده ضروري، وليس لفرق الفاينال فور، والفائدة منه لن تنحصر في مشاركته بالمباراة وما يقدمه من مهارات سلوية متنوعة لتحقيق الفوز وإسعاد الجمهور، وإنما في الحياة الاحترافية التي يعيشها وتصرفاته قبل التمرين وخلاله وبعده، واسألوا لاعبينا المحليين ممن عاشوا حقبة اللاعبين الأجانب عن الفوائد الكبيرة التي اكتسبوها من اللاعبين الأجانب، حيث تعلموا منهم حقيقة وتفاصيل شخصية اللاعب المحترف بفكره وجسمه وغذائه وتدريباته الجماعية والفردية أيضاً، وقوته البدنية، وتحسين المزايا الفردية، والتواجد في الصالة لساعات داخل وخارج التمرين الجماعي، للوصول إلى سمة التميز خلال المباريات، وبالتالي فإن حضور الأجنبي ضرورة يجب أن نراها في كل فرق الدوري، واتحاد السلة لو قرر فتح باب اللاعبين الأجانب خلال الدوري، لشاهدنا أغلبية الأندية تسارع لاستقدام اللاعب الأجنبي، والتجارب السابقة أكدت هذا، حيث وصلت الحكاية لبعض أندية الدرجة الثانية التي قامت باستقدام اللاعبين الأجانب.

صحيح أن ظروف الأمس كانت أفضل، ولكن الأندية لو قصدت تأمين نفقات اللاعب الأجنبي لما خابت محاولاتها، ولكل ناد مصادره ومراجعه التي يمكنه العودة إليها لتأمين ما يبقيه في الدرجة الأولى، ونحن نتحدث عن دوري المحترفين، والذي يريد المشاركة في هذا الدوري عليه أن يمتلك مقوماته، و6 أو 8 أندية قادرة على تطبيق الاحتراف بمتطلباته أفضل من 12 بالاسم، ولا عيب في أن يكون النادي صاحب الإمكانات المحدودة في الدرجة الأدنى، وإذا كانت المسألة معنوية فلنلعب على التسميات، ونقول: دوري محترفين – دوري درجة أولى – دوري درجة ثانية، وذلك أفضل من أن يبقى احترافنا منقوصاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن