شؤون محلية

حلبيون لا يفضلون «خبز المعتمدين» والأسباب؟!

| حلب- خالد زنكلو

ينصرف الكثير من أبناء مدينة حلب عن شراء الخبز التمويني المدعوم، أو ما يسمى «خبز المعتمدين»، من المعتمدين لأسباب لا علاقة لها بارتفاع سعره عن نظيره المستجر من كوات الأفران مباشرة وإنما بسبب جودة الرغيف وطريقة تبريده.
ويتقاضى معتمدو توزيع الخبز التمويني في حلب مبلغ 300 ليرة سورية لقاء ربطة الخبز الواحدة، على حين يرتفع السعر إلى 350 ليرة لربطة الخبز المبردة أرغفتها داخل الأفران، وفي الحالتين ثمة مآخذ على نوعية الخبز ومساوئ عمليتي النقل والتبريد.
يقول أبو محمد دهان من حي الفرقان لـ«الوطن»: «اشتركت لفترة لدى معتمد الخبز في الحي لكن عائلتي لم تستسغ الخبز لأنه يبدو بائتا من اليوم السابق، إذ يتعمد العاملون في الفرن المستجر منه الخبز، وهو ذو سمعة جيدة، إلى إنتاجه وتبريده في الليل أو الفجر وبطريقة التكديس مقابل 50 ليرة زيادة عن السعر المعتمد لدى الموضوع الذي ينقله بطريقة نظامية عبر السلال، لكن الخبز وبعد مضي ساعات يبدو غير صالح للاستخدام».
من جهة ثانية، يرى أحمد حلاق من سكان حي حلب الجديدة شمالي في تصريح لـ«الوطن» أن سبب عزوفه عن معتمد الحي «عدم تبريد الخبز داخل الفرن، حيث يجلب المعتمد الخبز من دون وضعه في سلال معتمدة من أجل ذلك ويوزعه على ربطات مفردة وثنائية دون نشره لمدة دقائق بهدف تبريده، ولذلك لا يصلح الخبز حتى فترة المساء للاستخدام، بالإضافة إلى أن جودة الخبز سيئة في معظم الأيام، ويستلزم الحصول عليه زيارة المعتمد مرات عديدة ريثما يجلب الخبز من الفرن لأنه يرفض التسجيل عليه في اليوم السابق».
ولذلك، يحجم المستهلكون عن تسوق خبز المعتمدين في كثير من الأحيان، ويؤثرون شراء المادة من كوة الفرن الذي يختارونه بأنفسهم عن سابق تجربة لنوعية وجودة أرغفته، ولو كلفهم ذلك الوقوف ساعة أو ساعتين في طابور الانتظار، الذي تطيح به المحسوبيات، بغية الحصول على الرغيف الساخن الذي ينشر على الأرصفة لتبريده قبل وضعه في أكياس النايلون وتخزينه في ثلاجة المنزل للحفاظ عليه أطول فترة ممكنة وبجودة مقبولة.
ويفضل بعضهم شراء الخبز من بسطات مخابز معينة مثل أفران الرازي والزبدية والشهباء الاحتياطي، وهي تقام عادة في محيط الفرن أو في الطريق الرئيسي إليه، ولو تراوح سعر الرابطة المكونة من 6 أو 7 أرغفة بين 1200 إلى 1500 ليرة، ومرد ذلك جودة رغيف تلك الأفران مقارنة بغيرها.
كما يشكو السكان من نقص وزن ربطة الخبز لصغر حجم الرغيف في العديد من الأفران، حيث يلجأ صاحب الفرن إلى تقدير وزن الرابطة بناء على عدد أرغفتها وليس وزنها، ولذلك تكثر مخالفات مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك الخاصة بنقص الوزن مقارنة بمخالفات جودة الرغيف السيئ الصنع في معظم الأفران.
وبناء على إحصائية تموز الماضي، تجاوز عدد معتمدي الخبز في المدينة 500 معتمد، تابعين لجهات القطاع العام وصالات «السورية للتجارة» والمؤسسات الاستهلاكية، وبلغ عدد الربطات التي يحصلون عليها يومياً 130 ألف ربطة في مدينة حلب وحدها، بغض النظر عن تجاوزات الاستحواذ على أكثر من بطاقة ذكية من قبل أصحاب ومستثمري الأفران، والتي لم تغب عن ذهن التموين الذي يرصد ويسطر هذا النوع من المخالفات بين الحين والآخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن