ثقافة وفن

الأطفال يهيمنون على «يوتيوب» … «هالصيصان» أول أغنية عربية تتجاوز المليار

| وائل العدس

تعد أغنية «هالصيصان شو حلوين» أول أغنية عربية تتجاوز حاجز المليار مشاهدة عبر موقع «يوتيوب»، محققة في الوقت الحالي ملياراً و330 ألف مشاهدة منذ طرحها في كانون الثاني عام 2018 عبر قناة «كتاكيت بيبي» المتخصصة بأغاني الأطفال.

ومن بين الأغنيات العشر الأوائل الأكثر مشاهدة، هنالك سبع أغنيات للأطفال، مقابل ثلاث أغنيات عاطفية للكبار.

بعد «هالصيصان» جاءت أغنية سعد المجرد «أنت معلم» بالمرتبة الثانية بـ984 مليون مشاهدة منذ ست سنوات على طرحها عبر قناته الخاصة، ثم في المركز الثالث أغنية «ألوان» على قناة «طيور بيبي» بـ818 مليون مشاهدة وتم طرحها في 11 أيلول عام 2015، ثم أغنية «يا ليلي ويا ليلا» للطفل حمودة على قناة «Thisiz Balti» بـ725 مليون مشاهدة بعد ما يقرب أربع سنوات على طرحها.

في المركز الخامس جاءت أغنية «تعال أشبعك حب» على قناة «نجوم الدار البيضاء» للفنانين علي جاسم ومحمود التركي ومصطفى العبد اللـه بـ672 مليون مشاهدة وقد طرحت في تموز عام 2018.

أغنية «ثلاث دقات» جاءت سادسةً بـ626 مليون مشاهدة عبر قناة الفنان المصري «أبو» الذي قدم الأغنية مع مواطنته يسرا منذ تشرين الأول عام 2017.

أغنية «ماما جابت بيبي» على قناة «طيور بيبي» جاءت في المركز السابع بـ657 مليون مشاهدة بعد أن طرحت في آذار عام 2011.

أما أغنية «الحلو صار يحبي» فجاءت ثامنة على القناة نفسها بـ617 مليون مشاهدة بعد طرحها في كانون الثاني عام 2013.

وبعدها في المركز التاسع أغنية «أسناني واوا» على قناة «طيور الجنة» بـ604 ملايين مشاهدة منذ طرحها في آذار عام 2013.

أغنية «يا سلام» على قناة «طيور الجنة» أيضاً جاءت في المرتبة العاشرة حاصدة 558 مليون مشاهدة وقد طرحت في كانون الأول عام 2013.

تفكير عميق

في السنوات الأخيرة، غادر كثير من الأطفال طفولتهم البريئة النقية مبكراً، فبعضهم أضحى ذا تجربة وخبرة وهو لم يتعد العاشرة من العمر. ملابسهم، أحذيتهم، تفكيرهم مثل الكبار، في وقت تشهد أغنية الطفل اضمحلالاً كبيراً، إلى درجة وصل معها مسرح الطفل إلى حالة من الجدب المحزن في وقت تعيش فيه الموسيقا والغناء مرحلة ازدهار لافت.

هذه الظاهرة في حاجة إلى تفكير عميق، فقد بدا وكأن أغنيات الطفل دخلت مرحلة سبات شتوي طويل في السنوات الأخيرة؛ فعدد أغنيات الطفل قليل ومستواه متواضع، بل إن مضمون البعض منها يتسم بالسطحية والسذاجة وغير صحي، وكل هذا يقف عقبة أمام التربية الخلقية السليمة للنشء.

آداب وفنون

يعتبر الغناء من الأنشطة الغنية بالخبرات المختلفة، والتي تساعد الطفل على النمو في جوانب متعددة، فمن خلال الأغنية يمكن تنمية اللغة والنطق الصحيح للكلمات، كما يمكنها معالجة بعض عيوب النطق وتنمية التخيل لدى الطفل، وابتكار كلمات جديدة للألحان التي يستمع إليها علاوة على ما تحتويه الأغنيات من معلومات وقيم وأمثلة ونماذج يسعى المربون إلى غرسها وتلقينها للنشء، إضافة إلى ما يتضمنه الغناء من عمليات تنمية للقدرات الصوتية والتدريب على تنمية حاسة السمع بما يحتويه من ألحان.

ويفترض أن تكون أغنيات أو أناشيد الأطفال جنساً من أجناس أدب الطفل وفناً من فنونه، يستجيب لها الطفل في فترة مبكرة من حياته لأنها تساعده على سرعة الحفظ، كما تشجع النغمات الإيقاعية الطفل المتلعثم في الكلام، ويميل الأطفال إلى التنغيم والإيقاع ويمتلكون ميلاً فطرياً لذلك، وقد أخذ النشيد طابعاً منهجياً حين دخل إلى كتب الأطفال بطريقة هادفة ومفيدة وموجهة لنفع الأطفال لتحقيق الفوائد التربوية المرجوة.

وتنبع أهمية الأناشيد من كونها قطعاً أدبية جميلة يحبها الأطفال، ويتحمسون لألحانها، وينشدونها في أوقات فراغهم ولهوهم ونشاطهم.

ولا شك في أن أناشيد الأطفال، كمحور مهم من محاور ثقافة الطفل، تقع على عاتقها مسؤولية الإسهام في تربية الطفل وبناء القيم لديه؛ باعتبارها مادة ثقافية تربوية توظف لتؤدي دوراً فاعلاً في بناء النظام القيمي عند الطفل، وبما يحقق ترشيد سلوكه ودفعه للسير في الدرب الصحيح، لذلك لا بد من تنقية أناشيد الأطفال من كل ما يسيء إلى الفضائل وتوجيه قدراتها للإسهام في خدمة الجمال الحقيقي والقيم التربوية الصحيحة، نظراً لسرعة تأثر الأطفال بالمواقف التي تشدهم والأحداث التي تثير اهتمامهم، فينفعلون ويتفاعلون معها، وهم أكثر استجابة للتأثر بالأناشيد في تنشئتهم حيث تستطيع أن توضح لهم الطريق نحو الأجمل والأفضل وتستطيع أن تكون عندهم احترام التقاليد والقيم الإنسانية بروح عالية.

ويجب التشديد على أن أغاني الأطفال يجب أن تكون صادقة في التعبير عن مشاعر الأطفال وحاجاتهم فضلاً عن تحسس الكبار لحاجات أطفالهم ومحاولة فهم نفسياتهم وأن تلامس واقع الطفل وتحاكي حاجاته وقدراته ورغباته، فالصورة الواقعية تظل أقرب إلى عالمه وأقدر على التأثير فيه من الصورة الخيالية إذا ما كانت مستمدة من بيئته وأسرته ومجتمعه، فقلب الطفل لا يقبل أن يتعلق بأشياء لا أصل لها بل يستحضر الواقع بالخيال ويظل الواقع السبيل القوي لتحقيق تطلعات الطفولة وأحلامها، ولذلك فإن الاهتمام بأدب يوفر التربية السليمة للطفل ويمده بشتى أنواع المعرفة يسهم في تكوين شخصيته وتحسين مشاعره وأحاسيسه لأن ممارسة النشاط الثقافي والمعرفي والتعليم بأسلوب يرغبه الأطفال ويقبلون عليه يساعد في سد بعض حاجاتهم وإشباع بعض ميولهم ورغباتهم.

السمو الحقيقي

على اختلاف أشكال الأغاني من أغانٍ كارتونية وأغانٍ تقدمها وتؤديها شخصيات حقيقية، فهي محببة للأطفال وتحقق العديد من الوظائف، وتعد مصدراً من مصادر إمداده بالمعلومات والمعارف.

كما أن تكرار الأغاني والأناشيد التي تحمل سلوكيات وقيماً محمودة، ينعكس على تصرفات الطفل بصورة إيجابية بتمثيل ما ورد بالأغنية، كما أن هناك أغاني تحمل في طياتها إرشادات وسلوكيات، مثل آداب السلام والحفاظ على صلة الرحم وخلافه.

إذاً، أغنيات الأطفال ليست إيقاعاً فحسب وليست مجرد نظم أو تلحين أو موسيقا وليست ترتيباً متناظراً للكلمات وإنما هي إيقاع جميل متناغم يستثير الطفل ويوفر المتعة والفرح والبهجة للأطفال، ثم إن السمو الحقيقي بمدارك الأطفال ومشاعرهم هو إغناء حياتهم بكل ألوان النشاط التي تبعث شتى أنواع السعادة والمعرفة في آن واحد حيث يعد هذا الأمر من الوسائل المؤثرة في حياة الطفل التي تشكل أساس بقاء المجتمع واستمراريته.

كلمات «هالصيصان»

هالصيصان شو حلوين

عم بيدوروا حول أمهن مبسوطين

ما بيخافوا لا لا.. شو ما شافوا لا لا

أمهن حدن وهني حدها فرحانين

بتطعميهن وبتسقيهن

وبتحميهن تحت جناحها دفيانين

شربوا المي…. قالوا خي

رفعوا راسهن شكروا ربهن ممنونين

لبسوا جديد كأنو عيد

راحوا سوا.. شموا الهوا فرحانين

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن