قضايا وآراء

الوجه الحقيقي لحقوق الإنسان في كوريا الاشتراكية نراه بوساطة عددي صفر وواحد

| سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية

يدل العدد «0» على العدم أو «حالة فارغة لا شيء فيها»، ومثل هذا الرقم «0»، يمكن توصيف قضية حقوق الإنسان في كوريا الاشتراكية حيث لا توجد هذه القضية على الإطلاق في حين تطرح كمشكلة اجتماعية خطيرة في العالم، والحقائق على الأرض تؤكد أن كوريا الاشتراكية لا قضية لحقوق الإنسان فيها.
أولاً: لا يوجد في كوريا الاشتراكية أطفال منبوذون، ففي هذا البلد، يترعرع الأيتام بسعادة في دور الرضع ودور الأيتام ومدارس الأيتام الابتدائية والثانوية التي بنيت على أروع صورة وسط اهتمام خاص من الدولة، دون أن يعرفوا قلقاً وهماً، كما أن واقعاً اجتماعياً جميلاً يسود المجتمع الكوري وهي عادة اضطلاع الناس بتربية الأيتام كأولادهم الحقيقيين، ناهيك عن النظام الحكومي لتربيتهم.
ثانياً: لا يوجد في هذا البلد لاجئون، إذ لا يوجد فيه بتاتاً أي تناقضات نظامية أو نزاعات داخلية تتسبب في وجود لاجئين، ولم تنشب أي حرب محلية ناجمة عن تدخل القوى الخارجية أو «مكافحة الإرهاب»، أو «الثورات الملونة».
ثالثاً: لا يوجد في كوريا الاشتراكية ظاهرة ازدياد الغني غنى والفقير فقراً، فالعالم الآن يطرح زيادة التباين بين الفقراء والأغنياء كمسألة حقوق إنسان ملحة، أما في كوريا الاشتراكية فإن الحديث عن وجود بلد يعيش فيه جميع الناس على حد سواء، سيضفي على الكثيرين الدهشة، ولكن هذا هو الواقع الحقيقي في كوريا الاشتراكية، وهو نتاج حتمي لسياسة أولوية جماهير الشعب التي ينتهجها حزب العمل الكوري والحكومة.
رابعاً: ليس في هذا البلد عاطلون عن العمل، حيث ينص الدستور الاشتراكي لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على أن «يختار جميع المواطنين القادرين على العمل مهنتهم حسب الرغبة والمواهب، ويتلقون من الدولة أشغالاً مستقرة وظروف عمل مريحة»، وهذا البند يتجسد على أرض الواقع، وعليه لا أحد يعاني بسبب مسألة فرص العمل، أو يتشرد في الشوارع بحثاً عن العمل في هذا البلد.
خامساً: يخلو هذا البلد من الاتجار بالبشر أيضاً، فلا يوجد فيه أي جماعة لمقايضة الإنسان، ولا يمكن رؤية نساء أو أطفال فرض عليهم بيع العرض والأعمال العبودية بعد أن أصبحوا ضحايا لتلك الجماعة، علاوة على ذلك، لا يمكن على الإطلاق رؤية جرائم بالبنادق أو المخدرات، ولا منتحرين ولا شحاذين، ولا إضرابات ومظاهرات مناوئة للحكومة وغيرها.
في المقابل يدل العدد «1» على «الأول» أو «الواحد»، وفي كوريا الاشتراكية تمارس الإجراءات الاجتماعية التي لا يمكن رؤيتها إلا فيها وحدها، مثلما يرمز العدد «واحد».
يطبق في كوريا الاشتراكية نظام التعليم الإلزامي المجاني الكامل والشامل، ورغم أن بلداناً عديدة تمارس التعليم المجاني، لكن نظامها يختلف عن التعليم الإلزامي المجاني لكوريا الاشتراكية اختلافاً جوهرياً.
إن للتعليم الإلزامي المجاني في هذا البلد تاريخاً ممتداً إلى عشرات السنين ووصل التعليم الإلزامي في العام الحالي لمدة 12 سنة، حيث التعليم الإلزامي مجاني بالكامل وهو شامل بطريقة لا محدودة، من حيث أهدافه ونطاقه التطبيقي والشكل التعليمي وغيرها.
ويتم تموين كل الأشياء اللازمة للتعليم مثل المواد التعليمية وأدوات التعليم ومواد الاختبارات والتدريبات دون أي مقابل، إلى جانب التعليم المجاني لجميع الطلاب والطلبات، وتتحمل الدولة كلياَ حتى النفقات لنشاطات الطلاب خارج الدروس ورحلاتهم الإطلاعية وزياراتهم وحياتهم في المخيمات.
ينطبق الأمر ذاته على نظام العلاج المجاني، إذ تجري مختلف أنواع الخدمات الطبية على حساب الدولة، كما تتحمل الدولة نفقات العلاج في المستشفيات ونفقات النزول في دور الاستجمام أو الراحة وحتى نفقات السفر إليها ذهاباً وإياباً، كما توفر الدولة لجميع سكان هذا البلد حقناً وقائية وفحصاً طبياً عاماً بانتظام.
تجدر الإشارة إلى أن كوريا الاشتراكية هي البلد الوحيد الذي يطبق نظام تخصيص منطقة معينة لكل طبيب حتى ينعم جميع أبناء الشعب بحماية صحية وعلاج طبي دائم من طبيب.
وأخيراً، ينبغي ذكر مسألة البيوت السكنية في هذا البلد، حيث تبني الدولة البيوت السكنية على حسابها وتوزعها على الجماهير العاملة دون مقابل.
شهد العالم في العام الماضي، إنشاء هذا البلد أكثر من 20 ألف شقة من البيوت السكنية الجديدة بصورة رائعة وتم توزيعها مجاناً على منكوبي الكوارث الطبيعية، عندما بقوا في العراء دون مأوى لهم.
حسب خطة السنوات الخمس الجديدة التي طرحها المؤتمر الثامن لحزب العمل الكوري المنعقد في كانون الثاني من هذا العام، سيتم بناء عدد كبير من البيوت السكنية، منها بناء 50 ألف شقة من البيوت السكنية في العاصمة بيونغ يانغ، و25 ألف شقة في منطقة كومدوك المنجمية، وذلك بهدف حل مسألة البيوت السكنية للجماهير العاملة حلاً مرضياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن