عربي ودولي

بايدن: الاعتراف بحكومتها بعيد.. روسيا تنتظر تطبيق وعودها.. وإيران تسعى لتفعيل المساعي الدبلوماسية معها.. طالبان تعلن الحكومة الأفغانية الجديدة وتعرب عن استعدادها لإقامة علاقات مع واشنطن!

| وكالات

رغم إعلانها عن تشكيل الحكومة الأفغانية الجديدة أمس، لا يزال الاعتراف الدولي بحركة طالبان وحكومتها، أسيراً لمدى تنفيذ وعودها على الأرض، ففي حين، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، إن موسكو لم تتخذ أي قرار للاعتراف بطالبان وتنتظر تطابق وعودها مع أفعالها، أكدت إيران أنها تتواصل مع الحركة، وتسعى إلى تفعيل المساعي الدبلوماسية معها، فيما صرّح الرئيس الأميركي جو بايدن بأن اعتراف بلاده بحكومتها لا يزال بعيداً.
وأعربت طالبان عن استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية مع واشنطن، كما أعلنت عن تشكيل حكومة تصريف أعمال جديدة خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة كابول، وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد: «الحاج ملا محمد حسن سيكون رئيسا للوزراء بالوكالة وسيتولى الملا عبد الغني برادر منصب نائب رئيس الوزراء بالوكالة».
وحسبما نقلت عنه وكالة «سبوتنيك» قال مجاهد: إن محمد يعقوب مجاهد سيتولى منصب وزير الدفاع بالوكالة، بينما سيتم تعيين سراج الدين الحقاني وزيراً للداخلية، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن الوزارات الأخرى في المستقبل، ومضيفاً: «أعلنا الوزارات التي كنا في أمسّ الحاجة إليها، وإن شاء الله سنعلن الوزارات الباقية في المستقبل».
على خط مواز، أعلن بيسكوف أن بلاده لم تتخذ بعد أي قرار بشأن الاعتراف بحركة طالبان، مضيفاً إنه من «الضروري أولاً تطابق وعودها مع أفعالها».
وقال بيسكوف رداً على سؤال حول رد فعل الرئيس الروسي على دعوة طالبان للمشاركة في مراسم تشكيل الحكومة الأفغانية: «تعلمون أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن الاعتراف بطالبان».
وتابع قائلاً: «بالإضافة إلى ذلك، أنتم تعلمون أيضاً أننا، في الواقع نُراقب بعناية كل ما يحدث هناك، والأهم من ذلك، أننا ما زلنا نُحاول ربط وعود طالبان وتصريحاتها بأفعالها».
في السياق نفسه، قال قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإيراني العميد إسماعيل قاآني إن «إيران على تواصلٍ مع حركة طالبان، ونسعى إلى تفعيل المساعي الدبلوماسية معها».
وأوردت وكالة «مهر» الإيرانية أن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي إبراهيم رضائي، قال إن «قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني أكد أن إيران تنظر بعمقٍ لتحولات المنطقة والعالم»، وأضاف إنها «اتّخذت خطواتٍ مدروسةً تجاه التطورات الأخيرة في أفغانستان».
ونقل رضائي كذلك عن قاآني انتقاده، خلال أحد الاجتماعات، سلوك الولايات المتحدة في أفغانستان، التي وجد من جنودها داخل أفغانستان 80 ألف جندي، بلغ مصروفهم اليومي أكثر من 300 مليون دولارٍ، على حين بلغ عدد القتلى منهم أكثر من 10 آلاف جندي، وفي النهاية لم يحصل الأميركيون على أيّ نتيجةٍ.
وأكَّد قائد فيلق القدس أن «الولايات المتحدة دخلت أفغانستان للسيطرة على إيران وروسيا والصين والهند، لكنَّها في نهاية المطاف فشلت وهربت، كما أنها استخدمت تنظيم داعش في أفغانستان لتحقيق أهدافها الخاصة».
على خط مواز، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في تصريح له، أمس الثلاثاء، إن اعتراف بلاده بحكومة طالبان في أفغانستان لا يزال بعيداً.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس، إن العمل جار مع حركة طالبان، لأجل تسهيل انطلاق رحلات طيران مستأجرة إضافية من كابول للأشخاص الذين يسعون لمغادرة أفغانستان بعد مغادرة القوات والدبلوماسيين الأميركيين.
وحسبما ذكر موقع «سكاي نيوز»، أشار بلينكن، خلال مؤتمر صحفي بالدوحة، إلى أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مع حركة طالبان «في الساعات الأخيرة» من أجل تأكيد الترتيبات.
وأوضح أن طالبان أعطت تأكيدات بتوفير ممر آمن لجميع الراغبين في مغادرة أفغانستان بوثائق سفر مناسبة، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستلزم طالبان بهذا التعهد.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم طالبان، سهيل شاهين، أمس، أن الحركة تسعى لأن تكون لها علاقات جيدة مع جميع بلدان المجتمع الدولي.
وقال شاهين لوكالة «سبوتنيك»، رداً على سؤال حول مستقبل العلاقات الدولية لأفغانستان، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل: «نريد علاقات مع جميع دول العالم، نود أن تكون لدينا علاقات مع جميع دول المنطقة والدول المجاورة، وكذلك الدول الآسيوية، إسرائيل ليست من بين هذه الدول، وبالطبع لن تكون لنا أي علاقة بإسرائيل».
وحول عودة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة قال المتحدث: «نعم بالطبع، في فصل جديد إذا كانت أميركا تريد أن تكون لها علاقة معنا، وأن يكون ذلك في مصلحة البلدين والشعبين، وإذا كانوا يريدون المشاركة في إعادة إعمار أفغانستان، فنحن نرحب بهم».
إلى ذلك، انطلقت مظاهرات عديدة في العاصمة الأفغانية كابول، أمس، دعماً لـ«جبهة المقاومة الوطنية» المعارضة في بنجشير، وتنديداً بالتدخل الباكستاني، وسط إطلاق نار من مسلحي طالبان لتفريق المتظاهرين.
وأعلنت حركة طالبان أول من أمس انتهاء الحرب رسمياً في أفغانستان، بعد سيطرتها الكاملة على ولاية بنجشير، على حين أكدت جبهة المقاومة الوطنية ضرورة استمرار المقاومة ضد الحركة بالقتال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن