توتر شديد ساد المعتقلات الإسرائيلية على خلفية فرار الأسرى الفلسطينيين … رام الله: انتهاكات الاحتلال تعمق نظام الفصل العنصري وعلى المجتمع الدولي التدخل

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، انتهاكات وجرائم الاحتلال والمستوطنين ومنظومته القضائية ومحاكمه، وذلك في الوقت الذي يستمر العدو الإسرائيلي فيه برفع مستوى التأهب في كل السجون والمعتقلات على خلفية حادثة هروب الأسرى الفلسطينين الستة، وما تسببت به من توترات استنفرت أجهزة الاحتلال الأمنية كافة.
وأكدت الخارجية في بيان لها، أمس الثلاثاء، أن حكومات إسرائيل المتعاقبة تعمق نظام الفصل العنصري التمييزي «الأبرتهايد» في فلسطين، لتصبح إسرائيل دولة احتلال إحلالي، دولة فصل عنصري، فاشية بامتياز، مطالبةً المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه معاناة شعبنا، ومشددة على أن إنهاء الاحتلال والاستيطان هو الأساس والمدخل لتحقيق السلام.
ورأت الوزارة أن الفلسطيني وحياته، وأرضه، ومنزله، ودور عبادته، هدف مستمر لجيش الاحتلال ومستوطنيه وميليشياتهم ومنظماتهم الإرهابية، في المقابل ينعم المستوطن بجميع أشكال الحماية والتسهيلات ومستوى معيشة متقدم في أرضٍ ليست له وحصل عليها بقوة الاحتلال.
وتابعت: هذا المشهد مغلف بمجموعة كبيرة من القوانين ومنظومة المحاكم والقضاء الإسرائيلية العنصرية، والتعليمات وأوامر عسكرية من المستوى السياسي والعسكري الأول في دولة الاحتلال تبيح إما بسهولة إطلاق النار على الفلسطيني وإما اعتقاله من دون أي سبب يذكر أو هدم منزله بحجة عدم الترخيص أو بحجة امتلاك يهودي له أو للأرض التي أقيم عليها، وتسمح بالاستيلاء على أرض الفلسطيني وتهجيره وطرده منها بذرائع واهية، على حين لا يعتقل المستوطن الذي ارتكب اعتداء بحق الفلسطيني، وإذا اعتقل سرعان ما يتم الإفراج عنه كما حصل مع شابين يهوديين أطلق سراحهما بعدما هاجما شاباً فلسطينياً قبل نحو ثلاثة أسابيع في القدس.
على خط مواز، أفاد مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين أن توتراً شديداً يسود في جميع المعتقلات نتيجة «إجراءات عقابية» تفرضها السلطات الإسرائيلية على خلفية عملية فرار الأسرى الستة من سجن جلبوع، فجر الإثنين الماضي.
وأضاف إنه تم إفراغ سجن جلبوع بالكامل من الأسرى ونقلهم إلى جهات غير معلومة.
ولفت إلى أن أسرى قسم 2 في سجن جلبوع، وهم المحكومون بالسجن المؤبد، وزعوا على سجون ريمون ونفحة والنقب، وأن حركة تنقلات كبيرة حدثت في صفوف أسرى حركة الجهاد الإسلامي في السجون، حيث حول عدد كبير منهم إلى الزنازين، كما تم تحويل أعضاء قيادة الحركة وعدد من عناصرها إلى تحقيق الجلمة، على رأسهم القياديان زيد بسيسو، وأنس جرادات.
وأوضح أنه جرى إغلاق كامل للسجون والمعتقلات من قبل الإدارة التي امتنعت عن توزيع وجبات الطعام على الأسرى في العديد من السجون والمعتقلات.
وفي السياق، أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلية أمراً يقضي بحظر نشر أي تفاصيل حول التحقيق بحادثة فرار الأسرى الفلسطينيين الستة.
وفي بيان صادر عن المتحدث باسم شرطة إسرائيل، أعلنت المحكمة الإسرائيلية عن إصدار أمر يقضي بـ«حظر نشر أي تفاصيل من الملف رقم «21/63463»، بشأن التحقيق في حادثة هروب السجناء الأمنيين الستة من سجن جلبوع.
ولفت البيان إلى أن ذلك يأتي «في إطار الجلسة التي عقدت أمام القاضي، دنيا نصار، التي أمرت بمنع نشر أي تفاصيل عن التحقيق».
إلى ذلك، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، تراجع الحالة الصحية للأسير علاء سميح الأعرج الذي يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ 30 يوماً، رفضاً لاعتقاله الإداري داخل معتقل الجلمة.
وأوضحت الهيئة في بيان لها، أمس الثلاثاء، أن الوضع الصحي للأسير الأعرج من بلدة عنبتا بمحافظة طولكرم، ازداد سوءاً مؤخراً، حيث يعاني من أوجاع شديدة بالمعدة والجهاز الهضمي، إلى جانب صداع مستمر، وضعف عام بالجسم وخاصة في قدمه اليسرى التي أصبح لا يستطيع الوقوف عليها، وقد خسر من وزنه أكثر من 30 كغ.
وناشدت الهيئة المجتمع الدولي ومؤسساته التدخل العاجل لإطلاق سراح الأسير الأعرج ورفاقه المضربين، ووضع حد لسياسة الاعتقال الإداري التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين، حيث حولت حياتهم وحياة أسرهم لعقاب حقيقي يدفعون ثمنه كل يوم.
واعتقل جيش الاحتلال الأسير علاء بتاريخ 30 حزيران 2021، وصدر بحقه أمر اعتقال إداري من دون أن توجه له أي تهمة، وهو أسير سابق تعرض للاعتقال عام 2019 لمدة عامين.
ويواصل خمسة أسرى آخرين إضرابهم المفتوح عن الطعام إلى جانب الأسير الأعرج، وهم: كايد الفسفوس ومقداد القواسمة، وهشام أبو هواش، ورايق بشارات، وشادي أبو عكر.
إلى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك، بينهم المتطرف يهودا غليك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد شهود عيان بأن 131 مستوطناً اقتحموا الأقصى عبر باب المغاربة، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.