الأولى

روسيا تضغط على النظام التركي ضمن سلسلة رسائل و«إنذارات» ودمشق تنفي أي تواصل معه … الجيش يبدأ اليوم الانتشار داخل «درعا البلد»

| دمشق – الوطن - حلب - خالد زنكلو

مع تواصل تنفيذ بنود التسوية في «درعا البلد» بشكل «جيد» جنوب البلاد، كانت الطائرات الروسية تنقل في شمال البلاد رسائل بأكثر من اتجاه للنظام التركي.
وحسب مصادر صحيفة «الوطن» في مدينة درعا، استمرت عمليات تسليم الأسلحة وتسوية الأوضاع لليوم الثاني والأخير، وتم يوم أمس تسوية أوضاع 401 مطلوب بينهم مسلحون ومطلوبون وعسكريون فارون ومتخلفون عن الخدمة العسكرية، ليصبح بذلك إجمالي من تمت تسوية أوضاعهم حوالي 850 مطلوباً، في حين بلغ مجمل عدد الأسلحة التي تم تسليمها 120 قطعة سلاح وكميات كبيرة من الذخيرة المختلفة.
ولفتت المصادر إلى أن الخطوة التالية في تنفيذ بنود التسوية ستبدأ اليوم بنشر النقاط العسكرية للجيش العربي السوري في عدة مواقع في «درعا البلد»، والقيام بعمليات تفتيش لبعض المواقع بحثاً عن السلاح.
على صعيد ميداني موازٍ، حمل قصف مقاتلات سلاح الجو الروسي أهدافاً مدروسة بعناية وبشكل متتال في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب ومنطقتي «غصن الزيتون» بعفرين و«درع الفرات» شمال شرق حلب، رسائل للنظام في أنقرة الذي يبدو أنه لم يتلقفها بآذان صاغية وظل مصرّا على تجاهلها، فما كان من استهداف محيط مدينة معرتمصرين أمس سوى استكمال لسلسلة الرسائل و«الإنذارات» السابقة على هذا الصعيد.
الغارات الروسية لا تكاد تتوقف وبشكل شبه يومي في الشهر الأخير، وخصوصاً خلال أيلول الجاري، ضد مواقع الإرهابيين التابعين للنظام التركي، ومنهم «جبهة النصرة» وحاضنته «هيئة تحرير الشام»، بغض النظر عن موقع وجودهم ما داموا تحت مظلة الاحتلال التركي، بحيث غدا أي موقع للإرهابيين هدفاً محتملاً راهناً ومستقبلاً.
ووسعت الطائرات الحربية الروسية أمس دائرة أهدافها لتطول محيط مدينة معرتمصرين شمال إدلب، التي تعتبر منطقة آمنة نوعاً ما، إلا أن تمركز «النصرة» بشكل بارز في المنطقة لم يجنبها استهداف سلاح الجو الروسي.
وكشفت مصادر أهلية في معرتمصرين لـ«الوطن» أن منطقة بروما ومقلع الهباط، التي استهدفت بأكثر من غارة من المقاتلات الروسية، تحوي معسكر تدريب لـ«النصرة» ومستودع ذخيرة ضخماً سمع صوت تفجيره إلى معرتمصرين والمناطق المجاورة التي تبعد ٢٠ كيلو متراً عن موقع التفجير.
وأشار مراقبون للوضع في «خفض التصعيد» لـ«الوطن» إلى أن تكثيف الطيران الحربي الروسي غاراته أخيراً في أكثر من اتجاه وعدم استثناء أي تنظيم إرهابي، حتى لو كان مدللاً ومقرباً جداً من نظام رجب طيب أردوغان، دليل على أن موسكو في أشد درجات الاستياء من النظام التركي لإخلاله لفترة طويلة بتنفيذ الاتفاقات الثنائية الخاصة بالمنطقة.
ولفتوا إلى وجود نقاط خلاف عديدة وعميقة بين موسكو وأنقرة، كما في ملفات ليبيا وأذربيجان- أرمينيا وأوكرانيا والقرم وأفغانستان، إلا أن الخلاف الأبرز يكمن في سورية وفي طول وعرض المناطق التي يحتلها النظام التركي، لاسيما في إدلب التي تأخر فتح الطريق الدولي حلب اللاذقية، أو ما يعرف بطريق «M4»، الذي يمر فيها، لأكثر من ١٨ شهراً.
وتأتي هذه التطورات في وقت نفت فيه سورية بشكل قاطع وجود أي نوع من التواصل والمفاوضات مع النظام التركي وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين حسب «سانا»، تعقيباً على تصريحات وزير خارجية النظام التركي مولود داويش أوغلو حول وجود مفاوضات مباشرة مع سورية في قضايا أمنية ومكافحة الإرهاب، أنه «بات معروفاً للقاصي والداني أن النظام الحاكم في أنقرة هو الداعم الرئيس للإرهاب وجعل من تركيا خزاناً للتطرف والإرهاب الذي يشكل تهديداً للسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، ويخالف بشكل فاضح قرارات الشرعية الدولية حول مكافحة الإرهاب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن