ثقافة وفن

سوبر ماركت أيمن زيدان

| إسماعيل مروة

بين الدراما والكاميرا وما نستهلكه من الفنان، وبين مشروع سينمائي طموح سعى إليه الفنان الكبير أيمن زيدان يتوقف دوماً مع المسرح، وقفة محارب يشتاق إلى ميدانه الأرحب والأحب ومنذ بداية الحرب على سورية كان النجم أيمن زيدان على مواعيد أشبه بالثابتة، مع الدراما والسينما، وقد قدّم أعمالاً مهمة إخراجاً وتمثيلاً، ولكن ما أقف عنده هو المسرح عند أيمن زيدان، ففي ظروف مادية للمسرح ابتعد أغلب الفنانين عن المسرح ولم يلتزموا به، وتركوه للفراغ، ولكن أيمن زيدان في كل موسم تقريباً له عمل مسرحي، وهذا يحسب لإخلاص الفنان لخشبته التي انطلق منها وكانت حلماً، فلم تبعده النجومية عن حلمه الأولي الذي انطلق منه، وإضافة إلى الشرط المادي الذي أبعد الجميع ويشكو منه الكثيرون، هناك ظروف الحرب والتنقل التي تجعل العمل المسرحي أكثر صعوبة، وتعطي إعفاء ضمنياً لكل الفنانين، إلا أن قلة من الفنانين لم يجدوا هذا الأمر مسوغاً لغياب المسرح، وراهنوا على وجود مسرح، وعلى نور خشبة، وأضواء مدينة، وقد استطاع هؤلاء وفي مقدمتهم أيمن زيدان وغسان مسعود بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا التي تذلل العقبات وتساعد على إنتاج نص وتقديمه وفق أفضل الشروط المتاحة أن يقدموا حياة للمسرح والفن والفكر والوطن.
أعود إلى أيمن زيدان المبدع الذي قدّم عدة نصوص للمسرح، إعداداً وإخراجاً، وكل هذه الأعمال وإن تفاوتت الآراء، إلا أنها كانت حالة حياة إيجابية من سوبر ماركت إلى دائرة الطباشير وسواها..
في هذا الموسم لم يشأ أيمن زيدان أن يغادر الدراما إلى السينما في مشروع جديد دون المرور بالمسرح للتزود بالطاقة، فاختار نصاً قديماً قدمه من قبل وشاهدناه سوبر ماركت، ولكنه في كل مرة يقوم بالتعديل والتغيير بما يناسب ظرف عرضه، مع الحفاظ على نسيج العمل وهويته من حيث اقتبسه.
عرض متكامل بفصل واحد، فيه الرشاقة والحوار الشعبي المعبر عن هموم الناس وقضاياهم من دون اللجوء إلى الشعارات، مع عبارات ناقدة ومهذبة للغاية، وبممثلين من الشباب المحترفين..
ولعل أهم ما يجب أن نقف عنده هو الإقبال الجماهيري، فالصالة مملوءة تماماً، على الرغم من تزامن العرض مع مباريات كرة القدم الآسيوية، وقد رأيت العرض احتفالية فنية واجتماعية وثقافية عالية المستوى، وتنفي أن الناس لا يتابعون المسرح، فإن حمل المسرح اسماً مهماً، وقدّم بشروط مادية مقبولة ومدعومة فإن الأمر يختلف، ويمكن أن يعود المسرح طقساً إلى حياة الناس، وقد رأيت الفنانين والمخرجين الكبار يأتون إلى العرض ويصفقون ويتفاعلون، في حالة إيجابية ضرورية ونادرة.
تناولنا العرض من قبل، لذلك أقتصر هنا على شكر وزارة الثقافة ومديرية المسارح والمبدع المخرج أيمن زيدان على تقديم عرض يثبت أن الحياة نابضة ولا تحتاج إلى أي نوع للإنعاش غير أن ندرك قيمتها، شكراً أيمن زيدان المبدع الذي لا يتوقف عن النبض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن