شؤون محلية

نقص المازوت عن معاصر الدبس يلحق الخسارة بمزارعي العنب في السويداء

| السويداء-عبير صيموعة

بدأت معاناة مزارعي العنب في السويداء تتفاقم بسبب عدم قدرة معاصر الدبس على استقبال مواسمهم بعد نضوجها المبكر على أثر موجة الحر الأخيرة، موضحين في شكواهم لـ«الوطن» أن جراراتهم الملأى بالعنب والمتوقفة أمام المعاصر لحقها التلف وباتت مياه العنب العصيري تمتد على طول الطريق المؤدية إلى المعاصر بسبب عدم تأمين مادة المازوت لزوم تشغيلها، وأشار المزارعون إلى ضياع إنتاجهم وتعبهم على مدى عام كامل في حال لم تسع الجهات المعنية في المحافظة إلى تأمين مادة المازوت بالكميات المطلوبة لتشغيل المعاصر بأسرع وقت.

كما لفت عدد من المزارعين ممن التقتهم «الوطن» إلى عجزهم من تسويق منتجهم إلى معمل التقطير في حال لم يتم تأمين مادة المازوت للمعاصر بسبب أجور النقل المرتفعة جداً التي تصل إلى 150 ألف لنقلة الجرار الواحد من مناطق الإنتاج إلى المعمل وهو ما يعادل تقريباً ثمن نصف طن من العنب وخاصة أن إنتاج بعضهم لا يتجاوز كمية إنتاجه الطن ونصف الطن، مشيرين إلى أن معاناتهم لم تقتصر على سعيهم إلى عصر عنبهم وتحويله إلى دبس بل تعدت القضية إلى صعوبة تصريفه في السنوات السابقة لعدم وجود أسواق خارجية للتصريف واقتصار عملية تصريفه على الأسواق الداخلية رغم وعود الاتحاد العام للحرفيين بوضع خطة لتصريف كامل الإنتاج من الدبس خلال العام الماضي والتي بقيت مجرد وعود.

وأكد زياد المقت وهو أحد أصحاب المعاصر في بلدة عرمان والتي تشتهر بأنها أقدم المعاصر في المحافظة أنه حتى تاريخه لم يتم تأمين مادة المازوت لزوم تشغيل معاصر الدبس في البلدة رغم وعود اتحاد حرفيي السويداء بتأمين كمية 500 ليتر من المازوت لكل معصرة منذ أكثر من أسبوع وهو ما لم يتم تنفيذه، الأمر الذي أدى إلى اصطفاف الجرارات المحملة بالعنب أمام المعاصر لأيام ما ألحق ضرراً كبيراً بالعنب، موضحاً أن كمية الـ500 ليتر التي عجز الاتحاد عن تأمينها لا تطلق عجلة الإنتاج في أي معصرة لأكثر من يوم واحد.

وبيّن المقت إلى أن التأخير في تأمين مادة المازوت سوف يلحق ضرراً وخسارة كبيرة بمواسم المزارعين وسيؤدي إلى خسارة تعبهم طوال العام مع عجز جميع المعاصر عن تأمين المادة من السوق السوداء بعد أن تجاوز سعر ليتر السوداء الـ3500 ليرة، مشيراً أنه في حال عمل أصحاب المعاصر على تأمين بعض الكميات من السوق السوداء فإن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج إضافة للتكاليف الأخرى كأجور العصر للصفيحة لواحدة والذي سينعكس بالمطلق على أسعارها ليبقى المواطن الحلقة الأضعف في سلسلة الإنتاج والتصريف.

بدوره أكد رئيس اتحاد الحرفيين في المحافظة جمال حميدان أن الاتحاد سيقوم من اليوم بتزويد المعاصر بمادة المازوت بواقع 500 ليتر لكل معصرة دبس باشرت العمل وهي كميات إسعافية جاءت بناء على توصية لجنة المحروقات في المحافظة والتي يترأسها المحافظ.

حميدان أوضح أنه سيتم لاحقاً تزويد كل معصرة من المعاصر بمادة المازوت أسبوعياً بعد الجولات الميدانية إلى كل معصرة من معاصر المحافظة لمعرفة حاجتها من المادة وذلك وفق جداول واردة من أصحاب المعاصر للحؤول دون توقف العمل وخسارة المزارعين لمحصولهم لأن التأخير في عمليات العصر يؤدي إلى تلف المادة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن