رياضة

في الجولة الثالثة من ذهاب الدوري الكروي الممتاز … الكبار لتحقيق الانتصار والمفاجآت بعين الاعتبار

| ناصر النجار

تستأنف اليوم في الرابعة عصراً مباريات الدوري الكروي من بوابة الأسبوع الثالث بعد توقف 23 يوماً بسبب مشاركة منتخبنا الوطني بالتصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى مونديال قطر، وستخوض فرقنا أربع مراحل متتالية قبل أن يدخل التوقف الثاني حيز التنفيذ بنهاية مباريات الأسبوع السادس في الأول من تشرين الأول القادم.

وانشغلت فرقنا في فترة التوقف الأولى بإعداد فرقها واستمرار مرحلة التحضير بعد أن اشتكت أغلب الفرق من قصر فترة التحضير التي سبقت انطلاق الدوري، ومن المؤكد أن يكون المدربون قد عالجوا مشاكل فرقهم وأخطاء لاعبيهم من خلال الجولتين الأولى والثانية وقد انكشف المستور وباتت الرؤية واضحة المعالم أمام الجميع، وأغلب الفرق لعبت في هذا التوقف مباراتين أو أكثر حرّكت فيه النشاط الراكد، واطلعت بشكل مباشر على فرقها بعد فترة إصلاح الأخطاء ومعالجتها، ومن المفترض أن تكون جميع الفرق الآن بجاهزية تامة وخصوصاً من الناحية البدنية.

الأمر المستفاد منه بعودة الدوري في المراحل الأربع القادمة أن المناخ الطبيعي مثالي لأداء كرة القدم، فالأجواء المناخية ليست حارة تعوق اللاعبين وليست باردة تكبّل من تحركاتهم، ومن المفترض أن يصب العامل الجوي في مصلحة جمال كرة القدم وارتفاع المستوى.

منغصات وعثرات

منغصات وعثرات عديدة رافقت المرحلة الماضية، فحطين استقالت إدارته، وعفرين استقال رئيس النادي، وبقية الأندية ما زالت تعيش معاناة الضائقة المالية والبحث عن الموارد.

ولاشك أن هذه الاستقالات توحي بشيء ما يجري في الخفاء، فإذا كانت مشكلة حطين مالية وقد تخلى كل الداعمين والمحبين عن النادي، فإن مشكلة عفرين توحي أن هناك ناراً تحت الرماد، فاستقالة رئيس النادي الذي يملك كل الخطوط بيده (وإن عاد عنها) إلا أنها تشير إلى وجود خلافات داخل مجلس الإدارة، لا ندري ما حجم هذه الخلافات وأسبابها، وقد تكون الخسارة أمام حرجلة أحد الأسباب، وربما هناك أمور أخرى، لكن بكل الأحوال ما حدث لا ينبئ بموسم هادئ، وقد تكون النتائج سبباً في الهدوء أو الخراب.

أكثر فريق عانى من الاضطراب في مرحلة التوقف كان الوحدة، وتبين أن الفريق قد تأثر كثيراً بالنقص الذي كان حصيلة مشاركة بعض لاعبيه مع المنتخب الأول والأولمبي، وإصابة لاعبين آخرين كيوسف قلفا وخالد مبيض، لذلك لم يأت الأداء بدورته الكروية التي نظمها كما يشتهي القائمون على الفريق ولم تكن النتائج مرضية، رغم أن الفريق لعب مع فرق الدرجة الأولى ومع الجيش وبالنهاية قدم المدرب ماهر بحري استقالته ليقود المباراة مازن زيتون.

ولأن السهام اتجهت إلى المدرب ماهر بحري إلا أن دفاعه كان قوياً ومبرراته وضعها بظهر اللاعبين الذين غادروا النادي محترفين أو إلى أندية أخرى دون أن يستطع النادي تعويض هذا النقص من اللاعبين بالمستوى ذاته.

ولم نجد هذه الشكوى موجودة في فريقي تشرين والجيش رغم أن عدد اللاعبين الموجودين مع المنتخبات أو بداعي الإصابة كان أكبر من العدد الغائب عن الوحدة.

الأسابيع الأربعة المقبلة فرصة لإثبات الوجود، فمن سيتعثر فريقه في هذه المراحل لن يكون له وجود فاستقالة البحري بداية لاستقالات وإقالات قادمة، وهذه هي طبيعة الدوري في بلادنا وكأنها فرض وواجب.

حرجلة خسر أهم لاعبيه الهماجمين بانتقال ياسين سامية محترفاً إلى العراق، وقد يخسر جبلة حارسه إبراهيم عالمة إن اتفق مع سباهان الإيراني.

عمل إيجابي

جميع الفرق قدمت عملاً إيجابياً على صعيد الإعداد والتحضير، والملاحظ أن أغلب فرقنا اختارت لاعبيها الاحتياط وبعض الشباب من إيمانها أن الدوري طويل ويحتاج إلى نفس طويل ومجموعة كبيرة من اللاعبين لتغطية النقص في الحالات الطارئة.

وكانت الفائدة مشتركة مع فرق الدرجة الأولى التي بدأت فترة التحضير للدوري الذي سينطلق مطلع الشهر القادم، فوجدنا فرق التضامن ومصفاة بانياس والساحل وجرمانا والمحافظة والمجد خاضت العديد من المباريات مع فرق الدرجة الممتازة التي أشركت أغلب لاعبيها في هذه المباريات، لذلك فإن العديد من الفرق هيأت الصف الثاني من لاعبيها وأقحمتهم في المباريات كما فعل الجيش وتشرين والوحدة وغيرهم.

آخر المباريات الاستعدادية شهدت فوز تشرين على الطليعة 3/2 وتعادل الاتحاد مع الكرامة بلا أهداف وفوز جبلة على الوثبة بهدف وحيد وفوز الفتوة على المحافظة 4/صفر ومنذ أسبوع دخلت الفرق مرحلة الصمت استعداداً للمباريات الرسمية.

صدارة مشتركة

لم يحسم أي فريق الصدارة في مباريات الأسبوعين الأول والثاني، وتقاسمت الفرق النقاط بعد أن تعثرت في إحدى المباريات أو بكلتيهما.

تشرين حصل على أربع نقاط من فوزه على الاتحاد 2/1 وتعادله مع النواعير 1/1، حطين أيضاً نال النقاط الأربع من فوزه على الطليعة 2/1 وتعادله مع عفرين 1/1.

الكرامة حصل على المجموع ذاته من فوز على الشرطة 2/1 وتعادله السلبي مع الوثبة، الوحدة كان له النصيب ذاته ففاز على حرجلة 2/1 وتعادل مع جبلة صفر/صفر.

حرجلة في المركز الخامس بثلاث نقاط من فوز على عفرين 2/صفر وخسارة مع الوحدة 1/2، والشرطة بالرصيد ذاته من فوز على الفتوة 2/1 وخسارة مع الكرامة 1/2.

النواعير والجيش والوثبة وجبلة نالوا نقطتين من تعادلين، النواعير تعادل مع الطليعة 2/2 ومع تشرين 1/1، والجيش تعادل سلباً مع الفتوة و2/2 مع الاتحاد، الوثبة تعادل سلباً مرتين مع جبلة والكرامة ومثله جبلة الذي تعادل مع الوثبة والوحدة بلا أهداف ونقطة واحدة حققها الاتحاد والطليعة والفتوة وعفرين.

الاتحاد تعادل مع الجيش 2/2 وخسر مع تشرين 1/2، والطليعة تعادل مع النواعير 2/2 وخسر أمام حطين 1/2، والفتوة تعادل مع الجيش بلا أهداف وخسر أمام الشرطة 1/2 وعفرين تعادل مع حطين 1/1 وخسر أمام حرجلة صفر/2.

الجولتان اللتان جرتا لم تحسما أي شيء، فلم ينفرد أي فريق بالصدارة بالعلامة الكاملة، وبالمقابل حققت كل الفرق نقاطاً، لذلك فإن الدوري سينطلق اعتباراً من هذا الأسبوع حيث تتضح بعض الصور، وستتبين حقيقة بعض الفرق سواء على صعيد المنافسة أم على صعيد تثبيت الأقدام أو الهروب المبكر من المؤخرة.

البحارة أوزن

تشرين يستقبل الشرطة، والمقارنة بينهما ظالمة، وتشرين يتفوق بكل شيء من حيث الإعداد والإمكانيات ومستوى اللاعبين وأغلبهم من عداد المنتخبين الأول والثاني وإضافة إلى ذلك فإن الأرض والجمهور سيكونان عاملاً مساعداً لتكريس التفوق.

المباراة لأصحاب الأرض، الضيف لا يملك أكثر من التحصين الدفاعي للعودة بأقل الخسائر الممكنة، الملاحظ أن لاعبي الشرطة يتلقون الكثير من البطاقات الصفراء وهذا لن يكون في مصلحتهم، ففي المباراتين السابقتين تلقى الفريق عشر بطاقات صفراء وهذا الرقم كبير وسيوقع الفريق بمطبات هو بغنى عنها، لذلك فالحذر واجب حتى لا يتكلف الفريق في هذه المباراة أكثر من البطاقات الصفراء فتكون سبباً في خسارته.

الشرطة يحاول الارتقاء لمصاف البطل ففي ذهاب الموسم الماضي صمد في اللاذقية قبل أن يخسر بهدف ورد السلامة، وفي الإياب خسر 1/2، سجل للشرطة مازن علوان من ركلة جزاء ولتشرين علي بشماني هدفين، والمباراة في الثامنة مساءً

ديربي وهمي

في جبلة يستضيف فريقها حطين في لقاء الهموم المشابهة، المعاناة واحدة، والمنافسة ستكون ساخنة وخصوصاً أن مستواهما متقارب إلى حد ما، جبلة ظهر بدفاعه الصلب الذي لم يتلق أي هدف، لكنه في المقابل لم يوفق في التسجيل ويخشى المحبون أن يعاني الفريق من عقدة التسجيل وعقم الهجوم، بالمقابل فإن حطين تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف ودخل مرماه هدفان، وهذا يشير إلى أن الحوت يفتح اللعب، ولا يلجأ إلى اللعب المغلق، مع اختلاف الأسلوبين إلى النقيض فإن المباراة قد تنتهي إلى التعادل السلبي أو هدف يسجله جبلة وينام عليه.

في الموسم الماضي كان التفوق لحطين في المباراتين 2/1، سجل في الذهاب مرديك مردكيان من جزاء وأنس بوطة، وسجل في الإياب أنس بوطة وحسين جويد وسجل هدفي جبلة مصطفى الشيخ يوسف، والفرصة مواتية لجبلة لرد اعتباره وتسجيل أول فوز له بالدوري.

أزرقان

الكرامة عندما يستقبل النواعير يبحث عن البقاء في القمة بين كوكبة الكبار من خلال فوز يبحث عنه وقد يطوله إن عرف التعامل مع ضيفه الذي أجاد أمام تشرين وانتزع منه نقطة مهمة.

الكرامة حقق المطلوب حتى الآن والمطلوب منه المزيد، وخصوصاً أنه مدعوم بجمهور ذواق والنواعير يعتبر المباراة كديربي المنطقة لذلك سيرتفع إلى مستوى منافسه لدرجة الشراكة في المباراة على أمل تفجير مفاجأة.

بغض النظر عن الأفضلية النظرية والتي تصب بكل الأحوال لمصلحة أزرق حمص إلا أن المستويات عموماً ما زالت متقاربة وهذا ما دلت عليه المباريات السابقة، وفترة التحضير السابقة قد ترفع من مستوى بعض الفرق على حساب فرق أخرى وهذا ما سنتأكد منه في هذه الجولة في الموسم قبل الماضي تعادل الفريقان في الذهاب بهدف لمثله، سجل للكرامة أحمد العمير وللنواعير زاهر خليل من ركلة جزاء وفاز الكرامة في الإياب بهدفي ميلاد حمد وعلي زكريا.

إثبات وجود

الوحدة في المربع الذهبي لكن أوضاعه في فترة التوقف لم تكن على ما يرام واشتكى مدربه، فاستقال، وحتى الآن لم يختبر الوحدة بمباريات قوية من العيار الثقيل والمفترض أن يستثمر جدول الدوري لمصلحته قبل حلول المباريات الصعبة.

في الشكل العام الوحدة يتفوق على عفرين، وعفرين يتسلح بأرضه وجمهوره و(الكركبة) الأخيرة في النادي سببها النتائج، فهل ستكون المباراة بادرة انفراج لأزمة عفرين.

في الأحوال العادية الفوز للوحدة وقد يكون التعادل سيد الأحكام إن أغلق عفرين دفاعه بشكل جيد، أما إن فاز عفرين فستكون مفاجأة من العيار الثقيل.

في موسم 2009-2010 فاز الوحدة في الذهاب 2/1 سجل له زياد شعبو وقصي حبيب ولعفرين عبد القادر جبيلي، وتعادلا في الإياب سلباً.

نحو الفوز

بعد تعثره بالتعادل مرتين يواجه الجيش على ملعب الجلاء ضيفه حرجلة في مباراة السهل الممتنع، فحرجلة قدم مباراتين جيدتين بالمطلق وهو بتشكيلته أفضل من الموسم الماضي، والفوز الذي حققه على عفرين رفع من معنوياته، والجيش ينوي تجاوز عقدة التعادل والبحث عن الفوز ليلحق بركب الكبار قبل أن يفوته القطار مبكراً.

لغز المباراة يكمن في اصطياد هدف مبكر، وإذا حققه الجيش فتح المباراة والملعب ونال ما تمنى، وسعي حرجلة سيكون دفاعي الطابع من لدغات قد تثمر عن مفاجأة إن قرأ مدربه المباراة بشكل جيد.

في الموسم الماضي كانت الغلبة مرتين للجيش، ففاز في الذهاب بهدفي أحمد الحصني وزيد غرير وسجل لحرجلة محمد حمدكو من جزاء، وفاز بالإياب بثلاثية نظيفة سجلها محمد الواكد ومحمد البري وقصي حبيب.

جيران

في حماة يلتقي الجاران الطليعة مع الوثبة، الفريقان لم يوفقا، فالضيف يملك نقطتين من تعادلين سلبيين، والطليعة نقطة واحدة، والتعويض سيكون شعار هذه المباراة.

مثل مباراة حمص فإن مباراة حماة تعادل الديربي، الفريقان مكشوفان وقد يكون الوثبة أكثر توازناً واستقراراً وهذا لا يعني أن الأمور قد تصب في مصلحته، وقد يكون للأرض والجمهور تأثيرهما.

أغلب مباريات الفريقين كانت متكافئة في المواسم السابقة، وحصل التعادل مرتين في الموسم الماضي فكان التعادل السلبي في الذهاب، والتعادل الإيجابي 1/1 في الإياب وسجل لاعبو الوثبة الهدفين، الأول علي الصارم والثاني أزدشير الصارم بمرماه بالخطأ.

التعويض

على ملعب الفيحاء بدمشق تختتم المباريات بلقاء الفتوة مع الاتحاد، اللقاء سيكون حامي الوطيس من حاجة الفريقين إلى النقاط بعد أن فشلا بتحقيق المطلوب ولم ينالا أكثر من نقطة واحدة، ومن يعش خارج سور الناديين فإنه يتربص بهما شراً في حال الإخفاق.

الفتوة جهز فريقه على أساس النجاح والتفوق وهذا ما لم يحصل عليه في مباراتي البداية، والاتحاد طموحه أكبر وهو في موقف حرج أمام جمهوره الذي يتوق لرؤية فريقه بين الكبار بعد أن ذاق الموسم الماضي مرارة المراكز المتأخرة.

الفريقان مؤهلان للفوز ويملكان من العناصر الفاعلة الكثير، والنقاط متعلقة بمدى التوفيق والنجاح في استثمار الفرص المتاحة.

في الموسم الماضي تبادل الفريقان الفوز، ففاز الاتحاد في الذهاب بهدف محمد الأحمد، وفاز الفتوة في الإياب بهدفي علي بعاج ورجا رافع مقابل هدف زكريا عزيزة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن