شكاوى من سوء نوعية الخبز وعدم كفايته في حمص..و 248 مخالفة بالأفران منذ بداية العام … مدير التموين: عودة مهجرين خلقت ضغطاً مستمراً على طلب الخبز
| حمص - نبال إبراهيم
وردت «الوطن» عشرات الشكاوى من المواطنين في مدينة حمص وريفها تتحدث بالمجمل عن نوعية رغيف الخبز السيئ الذي تنتجه معظم الأفران بالمحافظة والذي يكون في بعض الأحيان محروقاً أو محمضاً أو بائتاً أو يحوي مواد غير قابلة للاستهلاك البشري من خيطان وغيرها، علاوة على نقص وزن الربطة النظامية في كثير من الأفران الأخرى.
وأشار بعض المشتكون إلى أن مخصصاتهم الحالية لا تكفي من الخبز فكل 4 أشخاص يحصلون على ربطة واحدة في اليوم، وأنهم في كثير من الأحيان لا يحصلون على مخصصاتهم من الخبز لنفاد الكمية عند بعض المعتمدين على حد قولهم.
من جهتهم أكد عدد من معتمدي وموزعي مادة الخبز في المدينة لـ«الوطن» أنه في كثير من الأحيان لا يتم الحصول على كامل مخصصات المواطنين من الخبز من الأفران نتيجة لنقص كمية الدقيق التمويني، وبالتالي يتم توزيع الربطات على المسجلين وفق الحاجة والأولوية بعدد الربطات.
بدورهم بين عدد من الفرانين لـ«الوطن» أن نوعية الخبز تكون رديئة في بعض الأحيان نتيجة لقدم الأفران أو نوعية الطحين والخميرة التي تدخل في صناعته، لافتين إلى أن وجود نقص في مخصصات المحافظة من الدقيق وأن الكميات المخصصة حالياً لا تكفي حاجتها من عدد ربطات الخبز.
من جانبه بين مدير مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص رامي اليوسف لـ«الوطن» أن الضابطة العدلية في المديرية والشعب التموينية الموجودة في الريف تقومان بدوريات يومية على مختلف المخابز والأفران في المدينة والريف، وتعملان على مراقبة عمل المخابز وعملية صناعة رغيف الخبز، لافتاً إلى أن أي شكوى تتعلق بمادة الخبز سواء نقص وزن أو سوء صنع تتم معالجتها بشكل فوري وتنظيم الضبوط التموينية واتخاذ جميع الإجراءات القانونية بحق المخالفين أصولاً.
وأشار إلى أن المديرية نظمت ما يزيد على 46 ضبطاً تموينياً يتعلق بمادة الخبز التمويني منذ بداية شهر آب الماضي حتى تاريخه، منها 31 ضبطاً تتعلق بالمخابز 8 ضبوط منها بمخالفات نقص وزن ربطة الخبز التمويني و10 ضبوط منها بمخالفة سوء صناعة الخبز التمويني، لافتاً إلى أن عدد الضبوط التموينية التي نظمت منذ بداية العام الجاري والمتعلقة بالخبز التمويني وصلت إلى أكثر من 447 ضبطاً، منها 248 ضبطاً تتعلق بالمخابز، وتنوعت الضبوط بين 89 ضبطاً بمخالفة نقص وزن ربطة الخبز التمويني و97 ضبطاً بمخالفة سوء صناعة الخبز التمويني.
وعن وجود نقص في مخصصات المحافظة من مادة الدقيق التمويني بين اليوسف أنه بسبب عودة الأهالي المهجرين بشكل يومي إلى منازلهم في المحافظة واستقرارهم فيها، وهذا خلق ضغطاً مستمراً بالطلب على مادة الخبز ويؤدي إلى وجود حاجة دائمة لزيادة المخصصات بالمحافظة لتتناسب مع عدد السكان وعودة المهجرين.
وبين أنه يتم الطلب لزيادة مخصصات المحافظة من الدقيق حسب البيانات الموجودة لدى المديرية بعدد البطاقات الإلكترونية، لافتاً أن هناك تحديثاً يومياً وزيادة يومية بعدد البطاقات الالكترونية التي تصدر في المحافظة، وأن عدد البطاقات الإلكترونية زادت خلال خمسة الأيام الماضية بما يزيد على 800 بطاقة، مشيراً إلى أنه يتم حالياً إصدار بطاقات إلكترونية للعائلات السورية الموجودة على الشريط الحدودي السوري اللبناني، لافتاً إلى أن عدد البطاقات الإلكترونية حالياً يزيد على 420800 بطاقة في المحافظة (مدينة وريفاً).
وأشار اليوسف إلى أن حاجة المحافظة حالياً من الدقيق التمويني 475 طناً يومياً، وأنه تم مؤخراً زيادة مخصصات المحافظة من الدقيق من قبل الوزارة بمقدار 10 أطنان لتصبح المخصصات اليومية 445 طناً يومياً، يتم توزيعها على أحياء المدينة ومناطق الريف استناداً للبيانات الإلكترونية والحاجة التموينية، لافتاً إلى أنه تم الطلب من الوزارة زيادة المخصصات نتيجة لزيادة عدد البطاقات باعتبار أن المعيار الأساسي لزيادة المخصصات هي عدد السكان والبطاقات.
وكشف اليوسف عن أنه سيتم توزيع مادة الخبز وفق البطاقة الذكية في المحافظة خلال فترة قريبة جداً ومن المتوقع ألا تتجاوز مطلع الشهر القادم، لافتاً إلى أنه كان من المفترض أن يتم تطبيق التوزيع وفق البطاقة الإلكترونية منتصف شهر أيلول الجاري، إلا أن التأخير كان فنياً لاستكمال وصول باقي الأجهزة لتوزيعها على المعتمدين والبالغ عددهم نحو 2900 معتمد بالمدينة والريف.
وأكد أن الآلية المتبعة حالياً في توزيع الخبز بالمحافظة وفق الآلية القديمة وأنه مع تطبيق توزيع الخبز وفق البطاقة الإلكترونية سيحصل كل المواطنين على مخصصاته وفق المعيار المتبع أسوة بباقي المحافظات.
بدوره بين مدير فرع المؤسسة العامة للمخابز في حمص وليد صالح لـ«الوطن» أن نوعية الخبز التي تخرج من المخابز الآلية والاحتياطية التابعة للفرع في المحافظة جيد جداً وبنسبة تتراوح ما بين 90 إلى 95 بالمئة، إلا أنه في بعض الحالات النادرة وخلال حدوث عطل طارئ في أحد الأفران فمن الممكن أن يكون هناك عدم مثالية في الرغيف، لافتاً إلى نوعية الخبز تحسنت بشكل كبير خلال الفترة الماضية وأنها تتحسن يوما بعد يوم وأنها من جيدة إلى أفضل.
وأشار إلى أنه يتم العمل على تذليل الصعوبات التي تواجه صناعة الخبز شيئاً فشيئاً سواء من قدم الآلات في بعض الأفران ونقص العجانين أو الكادر الفني الذي يغطي الحاجة الكاملة لإصلاح الآلات بكونها قديمة والتي يتم إصلاحها يومياً، مؤكداً أنه لا يوجد أي نقص في وزن الربطة بالمخابز الاحتياطية والآلية، إلا أنه قد يحدث نقص أو زيادة بسيطة بمعدل 10 غرامات على وزن الربطة وفق النسبة المسموح بها نتيجة لقدم الآلات والتي قد تؤثر أيضاً في بعض الأحيان في نوعية الخبز المصنع.
وبين صالح أن ما يسيء إلى مادة الخبز هو عملية نقله والتأخير بعملية توزيعه على المواطنين من المعتمدين، موضحاً أن عملية نقل الخبز من الأفران بوساطة المعتمدين غير مسؤولة وتسيء إلى صناعته نظراً لأنهم ينقلونها في سيارات من دون سلل وبشكل مكدس بعضها فوق بعضٍ، علاوة عن قيام بعض المعتمدين بالتأخر في توزيع الخبز على الموطنين بحيث يحصل عليه من الفرن مساءً ولا يوزعه حتى الصباح.