عربي ودولي

الاحتلال الإسرائيلي أعاد اعتقال 4 من الأسرى المتحررين في سجن الجلبوع … مسيرات فلسطينية واسعة نصرة لهم والفصائل: معركة «نفق الحرية» جولة من جولات الصراع

| وكالات

على حين أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال أربعة من الأسرى الذين انتزعوا حريتهم الإثنين الفائت من سجن الجلبوع الأكثر تحصيناً، أكدت الفصائل الفلسطينية نجاح معركة «نفق الحرية» رغم ما حدث، بينما تتواصل لليوم الثاني على التوالي في معظم أنحاء فلسطين مسيرات الغضب من ممارسات الاحتلال بحق الأسرى.
وحسبما ذكرت وكالة «وفا»، حملت منظمة التحرير الفلسطينية في بيان لها الحكومة الإسرائيلية «المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى وسلامتهم، والذين يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل الإجرامية في سجونها».
بدورها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إنها تبذل جهوداً قانونية حثيثة لمعرفة أماكن وظروف احتجاز الأسرى المعاد اعتقالهم.
من جهتها، قالت مفوضية الشهداء والأسرى بحركة «فتح» إن «إعادة اعتقال الأسرى المحررين لم ولن تقلل مطلقاً من العمل البطولي الذي قاموا به، والذي أثبتوا من خلاله أن هذه المنظومة الأمنية الإسرائيلية ورقية عندما يتحدث الأمر عن إرادة الفلسطيني»، وأضافت إن «آثار الضرب والاعتداء الإسرائيلي الجبان على القائد زكريا الزبيدي تثبت مع من يتعامل الأسرى وشعبنا».
بدوره، قال الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم في بيان إن اعتقال بعض أبطال معركة «نفق الحرية» ما هو إلا «جولة من جولات الصراع المفتوح والممتد مع الاحتلال الإسرائيلي»، مشيراً إلى إسهام «المشهد البطولي والشجاع للأسرى الستة» في «كسر هيبة الاحتلال ومنظومته الأمنية».
على حين، اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن الأسرى الستة «تحولوا إلى أيقونات نضالية خالدة في العقل والوعي الجمعي الفلسطيني»، مؤكداً أن تمكن إسرائيل من «اعتقال قسم منهم بعد مطاردة واسعة لا يقلل من الإنجاز النوعي الذي حققوه».
على خط مواز، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتقال قوات الاحتلال اثنين آخرين من الأسرى المتحررين من سجن جلبوع في منطقة الطور هما زكريا الزبيدي وأيهم كمامجي، وذلك بعد اعتقال محمود عبد اللـه العارضة ويعقوب محمود قادري أول من أمس في مدينة الناصرة.
وفور الإعلان عن اعتقال الأسيرين المتحررين، خرجت مسيرات في مناطق عديدة في فلسطين المحتلة، حيث اندلعت مواجهات عند مفرق بلده بيتا جنوب شرق مدينة نابلس.
وفي الضفة شارك المئات في مسيرات حاشدة، بينما قام مقاومون بإطلاق النار على حاجز الجلمة العسكري الاحتلالي شمال المدينة، وشهد الحاجز في الأيام الماضية 4 عمليات إطلاق نار تزامناً مع مسيرات الفلسطينيين الذين تصدوا لاعتداءات الاحتلال.
كما عمت المسيرات مختلف أنحاء محافظة جنين، وردد المشاركون الشعارات التي تحمّل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، كما خرج أهالي بلدة عرابة وقرية بئر الباشا، في مسيرتين توجهتا إلى منزل الأسير محمود العارضة في عرابة، ومنزل الأسير يعقوب قادري في قرية بئر الباشا.
وفي طولكرم، نظمت مسيرات حاشدة غرب المدينة، وكذلك قرب الحاجز الشمالي لمدينة قلقيلية، أمّا في رام الله، فخرجت تظاهرات إسناداً للأسرى، في مخيم الجلزون، وتوجهت نحو حاجز بيت إيل العسكري، بينما تصدى الفلسطينيون لاعتداءات الاحتلال قرب المدخل الشمالي لمدينة البيرة.
كذلك تصدّى الشبان الفلسطينيون في بيت لحم لقوات الاحتلال عقب قمعها مسيرة خرجت تضامناً مع الأسرى الأربعة، وخرجت مسيرة طلابية صوب المدخل الشمالي لبيت لحم، حيثُ قمعتها قوات الاحتلال بقنابل الغاز والصوت، كما خرج العشرات من الشبان في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم في مسيرة جابت الأحياء والأزقة.
وفي الخليل، أطلق مقاومون النار صوب قوات الاحتلال بمحيط جسر حلحلول شمالي البلدة، وقد تصدى الفلسطينيون لاعتداءات الاحتلال في المخيم، وأعلن عن إصابة شاب برصاص جنود الاحتلال.
هذا وعمت التظاهرات في القدس المحتلة في مناطق عدة، من بينها بلدة الرام حيث تصدى الفلسطينيون لاعتداءات الاحتلال.
إلى ذلك، اعتدت شرطة الاحتلال على تظاهرتين في حيفا وأم الفحم، خرجتا رفضاً للاعتداءات على الأسرى.
وفي غزة شهدتْ مناطق عدة مسيراتٍ تضامنية مع الأسرى، التظاهرات انطلقت من مخيم جباليا شمال القطاع، وأطلق المشاركون فيها هتافات تطالب بمساندة الأسرى.
وتمكّن ستة أسرى فلسطينيين من التحرر من سجن «جلبوع» قرب مدينة بيسان المحتلة، فجر يوم الإثنين الماضي، ويُعتبر هذا السجن من أكثر سجون الاحتلال الإسرائيلي تحصيناً.
ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن الأسرى الذين تمكّنوا من التحرر من السجن عبر نفق، هم زكريا الزبيدي، مناضل يعقوب نفيعات، محمد قاسم عارضه، يعقوب محمود قادري، أيهم فؤاد كمامجي، محمود عبد اللـه عارضه. والخمسة الأخيرون ينتمون إلى حركة «الجهاد الإسلامي».
وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سجونها نحو 4850 أسيراً، بينهم 41 أسيرة، و225 طفلاً، و540 معتقلاً إدارياً، وفق مؤسسات مختصّة بشؤون الأسرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن