سورية

بيدرسون لـ«الوطن»: المحادثات كانت «ناجحة جداً» وتطرقت لكل التحديات التي تواجه سورية … المقداد: الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده

| سيلفا رزوق

أكد وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، أمس، ضرورة التزام كل الدول بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في إطار علاقاتها الدولية، وخاصة لجهة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ومحاولة فرض أجندات خارجية ضد مصلحة وإرادة شعوب هذه الدول لأن التجارب السابقة والتجارب الماثلة أمامنا أثبتت إخفاق مثل هذا النهج ناهيك عن آثاره الكارثية على هذه الدول، وذلك خلال لقائه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسون الذي وصف المحادثات بأنها كانت «ناجحة جداً».
وخلال لقائه بيدرسون، والوفد المرافق له، أكد المقداد ضرورة احترام السيادة السورية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسورية، مطالباً بإنهاء الاحتلالين الأميركي والتركي للأراضي السورية ووقف انتهاكاتهما للسيادة السورية ودعمهما للإرهاب.
وأشار المقداد إلى الإجراء غير الإنساني الذي تقوم به تركيا بقطع المياه بشكل متكرر عن أكثر من مليون مواطن في مدينة الحسكة والمناطق المحيطة بها، مطالباً الأمم المتحدة بأن ترفع الصوت في وجه كل هذه الانتهاكات وأن تتخذ موقفاً واضحاً منها وأن تضطلع بمسؤولياتها بما يتوافق مع المبادئ والأهداف التي قام عليها الميثاق.
وتحدث المقداد عن مدى تأثير الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية على الشعب السوري، ولاسيما على القطاع الصحي في ظل جائحة «كورونا» حيث كانت وجهات النظر متفقة بأن هذه الإجراءات تزيد الوضع صعوبة، حيث أوضح بيدرسون في هذا الصدد أنه يثير هذا الموضوع بشكل دائم مع ممثلي الدول الذين يلتقيهم.
وبخصوص لجنة مناقشة الدستور، أكد الجانبان على أهمية ضمان عدم التدخل الخارجي في عمل هذه اللجنة، وأن يتم ذلك بقيادة وملكية سورية، حيث شدّد المقداد على أن اللجنة منذ أن تشكلت وانطلقت أعمالها باتت سيدة نفسها وهي التي تناقش وتعالج التوصيات التي يمكن أن تخرج بها وكيفية سير أعمالها مع التأكيد على أن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده.
وبخصوص الوضع في سورية تحدث بيدرسون عن المحاولات التي يقوم بها على المستويين الدولي والإقليمي مستعرضاً نتائج اللقاءات التي عقدها خلال الفترة الماضية.
وتطرق المقداد خلال اللقاء الذي حضره نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري ومعاون وزير الخارجية أيمن سوسان، إلى حقيقة التطورات التي جرت مؤخراً في درعا وارتياح الدولة السورية للحلول التي تم التوصل إليها وبدء عودة الحياة الطبيعية إلى «درعا البلد»، مؤكداً أن الدولة السورية قد حرصت على معالجة الأوضاع هناك من خلال الحوار المرن وعدم الدفع نحو مواجهات يتضرر منها الأبرياء والبنى التحتية وأنها نجحت في ذلك رغم محاولات بعض الدول والأطراف المعادية الداعمة للإرهاب عرقلة الوصول إلى اتفاق سلمي.
وعقب اللقاء أدلى المبعوث الأممي بتصريحات صحفية، ووصف في رده على سؤال «الوطن»، محادثاته مع المقداد بأنها كانت «ناجحة جداً تجاه كل ما يتعلق بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢٥٤».
وقال:«أعتقد أنه من المنصف أن أقول أنه خلال هذه المحادثات تطرقنا إلى كل التحديات التي تواجه سورية وأمضينا بعض الوقت للحديث عن الوضع الميداني في مختلف المناطق السورية».
وأضاف: «تحدثنا أيضاً في التحديات الاقتصادية والإنسانية المتعلقة بمعيشة السوريين، وكيف يمكن لنا تحسين الوضع العام، وطبعاً ربطنا المحادثات بما قدمته من مقاربات تحت عنوان «خطوة مقابل خطوة»، وبكل تأكيد اللجنة الدستورية وكيف يمكن أن نحرز تقدماً».
وفي رده على سؤال آخر لـ«الوطن» حول إمكانية وصف هذه المناقشات بالإيجابية، قال بيدرسون: «المحادثات كانت جيدة جداً، وانطلاقاً من المحادثات التي أجريتها يمكن القول بأننا متفقون على البنود الأساسية للجولة القادمة من اللجنة الدستورية».
واعتبر بيدرسون، أنه نتيجة ما سمعه من الحكومة السورية، ومن المعارضة يمكن إيجاد أرضية مشتركة بينهما، وقال: «بعد محادثاتي في دمشق والمحادثات التي سأجريها مع المعارضة أعتقد أنه سيكون هناك إمكانية لعقد الجولة السادسة من اجتماعات الدستورية في القريب العاجل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن