سورية

مصرع اثنين من جنوده في «خفض التصعيد» … النظام التركي يسارع إلى لملمة تشظي ميليشياته باندماجات جديدة والمقاتلات الروسية لا تهدأ

| حلب - خالد زنكلو

سارع النظام التركي إلى لملمة تداعيات انقسام الميليشيات التي يمولها في المناطق التي يحتلها ويسميها «غصن الزيتون» بعفرين و«درع الفرات» شمال شرق حلب و«نبع السلام» شرق نهر الفرات، وأوعز بعملية دمج جديدة لتلك الميليشيات، يتوقع أن يوسع قاعدتها، في وقت لقي اثنان من جنود جيش احتلاله مصرعهم في منطقة «خفض التصعيد» التي واصل فيها سلاح الجو الروسي استهداف الميليشيات ولم يكلّ في توجيه الرسائل للنظام التركي الغارق في تنفيذ أجندته الاستعمارية بعيداً من الالتزامات التي فرضتها الاتفاقات الثنائية مع روسيا والخاصة بالمنطقة.
وتنفيذاً لمخرجات زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الأربعاء الفائت لمدينة إعزاز شمال حلب واجتماعه بمتزعمي ميليشياته في معبر «باب السلامة»، أعلنت ميليشيات «فرقة السلطان سليمان شاه» و«فرقة الحمزة» و«فرقة المعتصم» و«الفرقة ٢٠» و«لواء صقور الشمال»، عن اندماجها في تشكيل واحد حمل اسم «الجبهة السورية للتحرير»، في خطوة لها دلالاتها العديدة على الأرض، وفي مقدمتها وقف انهيار وتجزئة الميليشيات.
وقالت مصادر معارضة مقربة مما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكّله النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق حلب، لـ«الوطن» أن نظام رجب طيب أردوغان شعر باقتراب فرط عقد هذه الميليشيا بعد تشكيل «غرفة عمليات عزم» منتصف تموز الماضي من اندماج خمس ميليشيات، ثم انضمام خمس ميليشيات أخرى إليها الشهر التالي، ثم حدوث عملية انشقاق واسعة فيها، ما أدى إلى اتساع شرخ الانقسام والاستقطابات داخل «الجيش الوطني».
وأشارت المصادر إلى أن النظام التركي واستخباراته سارعا إلى التدخل إثر تفاقم حدة الخلافات بين متزعمي ميليشياته على خلفية تصريحات متزعم ميليشيات «فرقة سليمان شاه» أو «العمشات» المدعو محمد الجاسم «أبو عمشة»، التي أعلن فيها أخيراً عن استعداده للتفاهم والاندماج مع «هيئة تحرير الشام» واجهة «جبهة النصرة» الإرهابي والقتال معه في إدلب، ما أثار موجة استنكار عارمة على اعتبار الميليشيا أهم مكونات «الجيش الوطني» والخليفة المدلل من النظام التركي.
وتوقعّت أن تضغط الاستخبارات التركية على بقية ميليشيات «الجيش الوطني» للانضمام إلى التكتل الجديد «السورية للتحرير» بعد تكاثر الانقسامات بسبب التناحر على التمثيل والزعامات والنفوذ وسرقة الآثار وتجارة المخدرات والخطف بدافع الفدية، الأمر الذي قاد إلى اشتباكات واقتتال فيما بينها خلفت قتلى وجرحى أضيفوا إلى قتلى وجرحى العبوات الناسفة، والمفخخات جراء الفلتان الأمني المستشري في مناطق نفوذها.
إلى ذلك، اعترفت وزارة الدفاع التركية أمس بمقتل اثنين من جنودها وجرح ثلاثة آخرين إثر استهداف رتل لجيش الاحتلال التركي على طريق إدلب- كفريا شمال إدلب بعبوة ناسفة منتصف الليلة قبل الماضية، بعد أن تبنت ما تطلق على نفسها «سرية أنصار أبي بكر الصديق» العملية، وهي التي تبنت عمليتين مماثلتين ضد جيش الاحتلال في «خفض التصعيد» في وقت سابق.
في السياق ذاته، واصل الطيران الحربي الروسي أمس دك معاقل إرهابيي النظام التركي وتحصيناته في «خفض التصعيد»، وأوضحت مصادر محلية في جبل الزاوية لـ«الوطن» أن المقاتلات الروسية لم تتوقف أبداً خلال أيلول الجاري عن استهداف إرهابيي النظام التركي، ولفتت إلى أن أكثر من ٧٠ غارة شنتها على معاقل الإرهابيين خلال الشهر الأخير في «خفض التصعيد»، على أمل أن يستوعب النظام التركي أو يستجيب لضغط القصف الجوي بغية تنفيذ بنود الاتفاقيات الثنائية مثل «اتفاق موسكو»، العائد لـ٥ آذار ٢٠٢٠، و«اتفاق سوتشي» الموقع في ١٧ أيلول ٢٠١٨، لطرد الإرهابيين من المنطقة وفتح طريق عام حلب- اللاذقية والمعروف بطريق «M4» أمام حركة المرور والترانزيت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن