«أهل الغرام» يعود بجزء ثالث .. مفهوم خاص للحب… ونهايات فاشلة تحكمها القيود والعادات
وائل العدس :
بعد نجاح جزأيه الأولين اللذين أنتجا عامي 2006 و2008، يستكمل «أهل الغرام» في جزئه الثالث بقية القصص العاطفية المتوهجة والمستوحاة غالباً من قصص حب حقيقية، ليرصد القضايا والمواضع الأكثر انتشاراً وملامسة لقلب المشاهد بمختلف الأعمار.
وفي الإطار العام نفسه لهذا العمل تنتهي هذه القصص بالفشل؛ بسبب ظروف مختلفة اجتماعية، أو مادية، أو لها علاقة بالدين، أو العادات والتقاليد لتتكون لدى الجمهور حالة من التعاطف مع شخصيات المسلسل.
الجزء الجديد انطلق بكتّاب ومخرجين وممثلين جدد، ولكن بالروح نفسها مع إطلاق المزيد من حكايات الحب المشوقة تحت مسمى «خماسيات الغرام»، ليربط هذه الحكايات بمختلف أشكالها العميقة والبسيطة من ناحية المضمون، ولكن لكل خماسية شكل فني مختلف، وفق رؤية المخرج الخاصّة، لاسيما أن كل خماسية تعتمد على فريق عمل مختلف من نواحي الكتابة والديكور والأزياء والمكياج وغيرها، لذا سنكون أمام ستة مسلسلات قصيرة.
«الوطن» أعدت التقرير التالي عن العمل والتقت بعضاً من نجومه.
«امرأة كالقمر»
أنهى المخرج المثنى صبح تصوير خماسية «امرأة كالقمر» من بطولة سلافة معمار، وقيس الشيخ نجيب، وديمة الجندي، وفادي صبيح، ومرام علي، ورافي وهبي وغيرهم.
وتدور أحداث خماسية الكاتبة ريم حنّا حول «زيجة مدبرة» تقليدياً تتحول إلى مسارٍ بعيدٍ عما كان مخططاً لها، إذ يقع «جرير» (قيس) في غرام «زينة» (سلافة) بدلاً من «ساندرا» (مرام)، علماً أن علاقة خاصة تحكم الأخيرة بشخصية «زينة»، الأمر الذي يعقد الأمور كثيراً.
وتزيد الشخصيات الأخرى في الخماسية من تصاعد الأحداث درامياً، ومن أبرز الأدوار: «طريف» (فادي) و«خولة» (ديمة) و«رافي» (رافي).
ويجسد الشيخ نجيب شخصية «جرير»، وهو «شاب مغترب في إسبانيا لعشرين عاماً، يأتي في إجازة إلى لبنان مكان سكن أخته، التي تبدأ بعملية البحث عن عروس له، في حين يقع هو في غرام امرأة أخرى تؤدي دورها سلافة معمار».
ويصف الشيخ نجيب شخصيته «بالمختلفة»، والتي تمتلك مفهوماً خاصاً عن الحب، بحكم بقائه أعزباً حتى الأربعين، وعلاقاته الكثيرة طوال هذه الفترة، ويتوقع نجاحاً باهراً للخماسية التي هي ضمن عمل مهم يجتمع فيه أبرز النجوم والمخرجين والممثلين السوريين.
وأما معمار فتؤدي شخصية «زينة» وهي أم عزباء لطفل، تعمل طبيبة أسنان، وتقع في غرام رجل كان من المفترض أن يطلب يد ابنة أختها للزواج.
معمار التي كانت قد صوّرت اللوحة الأولى من «أهل الغرام 1» منذ 10 سنوات، تصف العمل بـ«الجميل»، الذي حصد جماهيرية واسعة في الجزأين الأولين، وما يميز جزأه الجديد تصوير قصص الحب الفاشلة، كما هو واقع حياتنا، الذي لكل شيء فيه نهاية، حتى الحب.
وعبّرت عن سعادتها بمشاركتها، مؤكدةً أن الإحساس بالسعادة مشترك بين كل طاقم العمل، وهو ما سيشعر به الجمهور عند العرض.
ويؤدي صبيح شخصية رجل متزوج وله ولدان، يخون زوجته بعد أن يكتشف أنهما تزوجا للضرورة ومن دون حب.
ويصف صبيح الشخصية بـ«الظريفة، العادية» التي تشبه الكثير من الناس في حياتنا الواقعية. أمّا عن مشروع «أهل الغرام»، فيعتبر أنه مشروع مهم لإعادة ترتيب البيت السوري الدرامي، مشيراً إلى أهمية التعاون والحماس الكبير بين مجموع الكتاب والمخرجين والممثلين في العمل الذي يشكل بخماسياته هوية الدراما السورية، ومثنياً على دور الشركة المنتجة التي تقدم جهدها الكامل وتتلافى كل الأخطاء لتقدم عملاً مميزاً.
شكراً على النسيان
يواصل المخرج الليث حجو تصوير هذه الخماسية ومن المتوقع أن ينهيها مساء اليوم، وهي من تأليف إياد أبو الشامات، وبطولة باسم ياخور، وكاريس بشار، ومحمد حداقي، وجيني إسبر، وحسن عويتي، وربى الحلبي، وعلاء الزعبي، وآخرين.
يجسد ياخور فيها شخصية رجل يخون زوجته، حيث يشير في تصريحه «للوطن» إلى أن الخماسية تحكي عن الخيانة والكذب المتواصل وعن علاقة زوجية خاصة وغريبة ضمن ظرف استثنائي، لكن من منظور وإن كان إنسانياً، إلا أنه طريف ولذيذ وبعيد عن الدراما الحزينة.
وأوضح أن الخماسية واحدة من ست خماسيات ستشكل ركيزة عودة الدراما السورية إلى خصوصيتها.
ويعبّر ياخور عن سعادته بالعمل إلى جانب كاريس بشار بطلة مسلسل «غداً نلتقي» و»إحدى أبرز النجمات الموهوبات في سورية وفقاً لقوله، ويضيف: أنا متأكد أن الدراما تبتسم لعودتها إليها بعد أن انقطعت لفترة طويلة عن الأعمال السورية.
وتؤدي الحلبي في الخماسية شخصية «منال»، شقيقة البطلة (كاريس بشار)، التي تحاول مساعدة أختها بعد أن تكتشف خيانة زوجها لها وتتعرض لفقدان للذاكرة بسبب حادث سير.
وتصف الشخصية بـ«العقلانية الواعية»، التي تقف دائماً إلى جانب أختها وتحاول أن توفق الأمور وألا تأزمها، وتكون متوازنة بين والدها الصارم جداً وأختها، لتحلّ المشكلة.
«مطر أيلول»
وكان المخرج حاتم علي قد أنهى تصوير خماسية «مطر أيلول» للكاتب إياد أبو الشامات، والتي تمّ تصويرها في منطقة جبيل في لبنان، ويشارك في بطولتها كل من دانا مارديني، عبد الهادي الصباغ، ضحى الدبس وندين تحسين بك، وتروي قصّة رجل يعيش صراعاً بين وجوب مجاراة قلبه وبين الالتزام بمبادئه الأخلاقية والاقتناع بحياته الجديدة مع خطيبته، متّبعاً عقله.
يقول المخرج إن ما شجعه على إخراج الخماسية هو الكتابة المميزة والمختلفة للكاتب إياد أبو الشامات، معيداً رمزية الاسم «مطر أيلول» إلا أن الأحداث تجري خلال شهر أيلول، وهو شهر التبدل من حال إلى حال، كتبدّل شخصية البطل في القصة.
بعدك حبيبي
وكانت الجهة المنتجة أتمت بدايةً تصوير خماسية «بعدك حبيبي» من كتابة نجيب نصير وإخراج المثنى صبح، وبطولة بسّام كوسا، ومرح جبر، ومحمد خير الجرّاح، ونجاح سفكوني، واسماعيل مدّاح ومحمود نصر وغيرهم من النجوم.
وتدور أحداث الخماسية حول قصة حب كتبها نصير في إحدى حلقات الجزء الأول من «أهل الغرام» (إخراج الليث حجو/ 2006)، تروي حكاية عاشقين ينتميان إلى دينين مختلفين، وتواجه علاقتهما الفشل بسبب العادات والتقاليد البالية وتخلّف المجتمع. ويعود الكاتب اليوم ليلاحق مصائر أبطاله وأبنائهم بعد مرور كل تلك الحقبة من الزمن. ويرصد كيفية تعامل المجتمع مع هذا النوع من العلاقات اليوم.
ويجسد كوسا شخصية رجل يعشق امرأة من غير دينه، وتواجه هذه العلاقة الفشل بسبب القيود الاجتماعية والعادات والتقاليد السائدة، ونظرة المجتمع المتخلفة إلى هذا النوع من العلاقات. وبعد كل هذا الزمن سنرى كيف ستنعكس هذه العلاقات على الأبناء وعلى مصير الرجل والمرأة، وكيفية تعامل المجتمع معها.