رياضة

تحليق منطقي

خالد عرنوس :

نتائج غريبة ومثيرة حفلت بها بطولة كأس العالم للناشئين لفئة 17 سنة التي اختتمت أحداثها في تشيلي فجر اليوم ما أنبأ عن حقائق وأعراف لطالما تابعناها في بطولات الفئات العمرية.
أول حدث يهمنا كان خروج منتخبنا (السوري) من الدور الأول الشيء الذي أكد أن كرتنا مازالت بعيدة عن خريطة الكبار في القارة الصفراء التي خرج ممثلوها الآخرون بدورهم من أول أدوار الإقصاء وتلقى بعضها هزائم كبيرة حيث لم تسجل (الكوريتان) ولا أستراليا أي هدف هناك، وهذا يعني أن فتيان القارة الصفراء مازالوا بحاجة إلى الكثير لفرض وجودهم بين كبار البطولة وإعادة تكرار الإنجاز السعودي الذي حدث قبل أكثر من ربع قرن.
وإذا صنفنا خروج منتخبنا بأنه طبيعي فإن المنتخب الأرجنتيني صعق عشاق التانغو (كيفاً وكماً) بهزائم كاملة وهدف وحيد جاء عبر الجزاء فكان المنتخب 37 الذي لم يفلح بحصد أي نقطة في الدور الأول بتاريخ البطولة ولم يكن بالمقابل خروج الإنكليز مستغرباً ذلك أن الكرة الإنكليزية عوّدتنا على النتائج المخيبة على صعيد الفئات الصغيرة.
والطريف أن بعض المنتخبات أبهرت المتابعين في الدور الأول ثم سقطت بغرابة في دور ثمن النهائي كحال المنتخب (الألماني) المانشافت الصغير الذي أصبح أول منتخب يسجل في 21 مباراة مونديالية على التوالي ليأتي صيامه في مكان والزمان الخطأ ليخسر ويخرج، أما المنتخب الفرنسي فقد كان وحده الذي حصد علامة كاملة من الدور الأول إلا أنه خيب الآمال وعجز أمام الكوستاريكيين لتهزمه ركلات الحظ.
وعلى الرغم من أن الكرة البرازيلية هي الوحيدة بين الكبار التي حققت توازناً على صعيد كل بطولات الفيفا إلا أنه لم يصل أبعد من ربع النهائي فسقط بقسوة.
ولأن الأفارقة لهم باع طويل في مونديال الناشئين فلم يكن مستغرباً تأهل منتخبي نيجيريا ومالي إلى النهائي لنشهد نهائياً أسمر، فنسور نيجيريا هم أسياد البطولة وقدموا كرة رفيعة مقرونة بالنتائج، أما نسور مالي فقد أذهلوا المتابعين بقوة هجومهم الذي صنع ما معدله 22 فرصة في المباراة الواحدة.
البطولة انتهت أمس والبطل سيكون منطقياً (أخضر أو أصفر) قياساً لما قدمه نسور نيجيريا ومالي ويعد تتويج الأخيرين مفاجأة بالقياس إلى التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن