شؤون محلية

4 مخابر خاصة تجري فحوص كورونا ولكن! … جهاز الـ pcr يقبع في مستودعات صحة طرطوس من سبعة أشهر من دون تشغيله ومدير الصحة: ننتظر باقي التجهيزات

| طرطوس - هيثم يحيى محمد

سبق أن كتبت «الوطن» العام الماضي وهذا العام عدة مرات عن أهمية وضرورة تزويد طرطوس بجهاز لفحص الكورونا (pcr) حيث عانى أبناء طرطوس بشكل عام والمغتربون من أبنائها بشكل خاص الكثير عندما كانوا يضطرون للذهاب إلى اللاذقية أو حمص أو طرطوس لإجراء هذا الفحص الذي هو شرط للسماح بالسفر عبر المعابر والمطارات إضافة للمعاناة التي يتعرض لها خارج المحافظة كل من يريد إجراء هذا التحليل لأي سبب كان، وينطبق ذلك على التحاليل التي تجريها مديرية الصحة والمشافي للمصابين أو المشتبه في إصابتهم حيث كانت وما زالت تتأخر النتائج في حمص أو غيرها.
وقال مدير الصحة حينها لنا: إن المكان المخصص لوضع وتركيب هذا الجهاز عند تزويد المديرية به تم تحديده وتجهيزه وإنها بانتظار الجهاز وسوف تضعه بالخدمة فوراً.. لكن بدل تزويد المديرية بجهاز فوجئنا بإعطاء تراخيص من الوزارة والمديرية لأربعة مخابر في مدينة طرطوس لإجراء هذه الاختبارات وكان ذلك في تشرين الثاني من العام الماضي، وتوقعنا أن تنتهي معاناة أبناء طرطوس وأن يصل جهاز للصحة بحيث يكون هناك تنافس بين القطاعين العام والخاص في إجراء التحاليل مع إمكانية تخفيض الأجور في جهاز الصحة لأن أجر التحليل الواحد في مخبر القطاع الخاص 126 ألف ليرة لكن ماذا حصل بعد ذلك؟
تأخرت الوزارة في إرسال الجهاز لصحة طرطوس بضعة أشهر بعد تشغيل أجهزة المخابر الخاصة لأسباب نجهلها ومنذ شباط الماضي وصل الجهاز لصحة طرطوس، وتوقعنا أنها ستضعه بالخدمة مباشرة خاصة أن الجائحة كانت في ذروتها لكن بدل تركيبه ووضعه بالخدمة والاستثمار تم وضعه منذ ذلك التاريخ في المستودع بحجة أنه بحاجة لبعض المستلزمات حتى يستطيعوا تركيبه وتشغيله وللأسف مازال يقبع في المستودع لأسباب لا نرى أنها مبررة أبداً لا بل يمكن القول إن روائح غير نظيفة تفوح منها كما يقول البعض!
تابعنا الأمر مع الوزارة في تموز الماضي للوقوف على السبب الذي يمنع استثمار هذا الجهاز فقيل لنا إنه تم التواصل مع مدير صحة طرطوس الذي أفاد إن السبب يعود إلى أن منظمة الصحة العالمية لم تحضر مواد التحليل للجهاز وطبعاً هذا الرد غير مقنع ولاسيما أن الجهاز لم يركب في المكان المخصص له وبالتالي لم يصبح جاهزاً لإجراء التحاليل ولو توفرت المواد.. إلخ.
وفي نهاية الأسبوع الماضي وجهت «الوطن» لمدير صحة طرطوس Bحمد عمار السؤال عن أسباب عدم تشغيل جهاز الـ pcr الذي أرسلته لكم وزارة الصحة منذ خمسة أشهر وما زال في المستودع؟ فكان جوابه لنا مقتضباً حيث قال: «ننتظر وصول باقي التجهيزات المتوقع وصولها قريباً».. سألناه ثانية: وما هذه التجهيزات؟ فلم يجب بعد ذلك!
تابعنا الأمر مع مصدر مطلع وموثوق في القطاع الصحي فأكد أن الأمر يدعو للاستغراب والتساؤل عن كيفية إرسال جهاز من منظمة الصحة العالمية لصحة طرطوس عن طريق وزارة الصحة من دون مكملاته حيث لا يمكن تشغيله من دونها، علماً أن مقره وكادره جاهزان منذ أشهر!
وسألنا مدير عام مشفى الباسل إسكندر عمار بطرطوس أين يتم إجراء التحاليل لمسحات الكورونا التي يتم أخذها من المصابين أو المشتبه في إصابتهم أو الذين تودون التأكد من شفائهم أو عدم شفائهم؟ وما الصعوبات التي تواجهكم في هذا المجال من حيث الزمن والكلفة وغير ذلك؟ ولماذا لم يتم تركيب وتشغيل الجهاز الذي تم إرساله لكم منذ عدة أشهر ومازال في المستودع؟ فأجابنا باقتضاب قائلاً: مديرية الصحة هي التي تجري المسحات والجهاز لم يوضع في مشفى الباسل أبداً.
على أي حال يمكن القول إن بقاء هذا الجهاز في مستودع ضمن مبنى تابع لمديرية الصحة خلف مشفى الباسل لنحو سبعة أشهر رغم الحاجة الماسة له يشكّل (فضيحة) بحق المسؤولين عنها سواء في الجهة التي تمثّل منظمة الصحة العالمية في سورية أم الوزارة أو مديرية صحة طرطوس ولا داعي للتفاصيل أكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن