«نادي الأسير» حذّر من تعرّض الأسرى الأربعة إلى التنكيل … الاحتلال يمدد اعتقال أبطال «نفق الحرية».. و«القسام» تتعهد بعدم إبرام صفقات تبادل إلا بتحريرهم

قررت محكمة الاحتلال الإسرائيلي تمديد اعتقال الأسرى الفلسطينيين الذين أُعيد اعتقالهم بعد أربعة أيام من تحرير أنفسهم عن طريق نفق حفروه أسفل سجن جلبوع العسكري، وقد تعهد الناطق العسكري باسم كتائب القسام بعدم إبرام صفقة تبادل مع الاحتلال إلا بتحرير الأسرى الأربعة.
وأعلنت محكمة الاحتلال تمديد اعتقال الأسرى الأربعة الذين أعادت اعتقالهم حتى الأحد المقبل، وأمرت المحكمة كذلك بمنع لقائهم بمحامي الدفاع عنهم.
وظهر الأسرى الأربعة تباعاً وهم محاطون بجنود الاحتلال داخل مقر المحكمة، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن «شرطة الاحتلال تُعدّ لائحة اتهام بحقهم قد تصل عقوبتها إلى 20 عاماً.
وحسب موقع «الميادين»، قال محامي الأسير زكريا الزبيدي إنه يرفض التُهم الموجهة لموكله، موضحاً أن «جهاز الاستخبارات والنيابة العامة يحظر الاتصال بين المحامي وموكله في القضايا الأمنية الكبيرة»، ومضيفاً: «نحن نعتقد أن لا عنصر أمنياً في هذه القضية والمراد فقط إبعادنا عن الاستجواب».
واستقبل متظاهرون فلسطينيون في الناصرة الأسرى الأربعة لدى وصولهم إلى مقر المحكمة أول من أمس السبت بهتافات الدعم، وعلا التصفيق لحظة وصول الأسرى إلى المحكمة، وهم يرفعون العلم الفلسطيني ويردّدون وعد المقاومة لهم: «المقاومة وعدتكُنْ، «إنتو جزء من صفقتْهُنْ»، كذلك تحدى المتظاهرون الفلسطينيون مراسلاً للقناة الثالثة عشرة الإسرائيلية الذي عمد إلى مهاجمتهم.
من جهته، تعهّد الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، بعدم إبرام صفقة تبادل مع الاحتلال إلا بتحرير أسرى معتقل جلبوع، وشدد على أن إعادة اعتقالهم لا يُخفي حجم الخزي والعار الذي لحق بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
إلى ذلك، أصدر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خالد البطش، بياناً أعلن فيه تواصله مع قيادات فلسطينية من الداخل المحتل.
وجدد البطش تأكيد وحدة الهدف والمصير وعدالة القضية الوطنية في ظل محاولات الاحتلال دق أسافين الفُرقة والخلاف بين أبناء الشعب الواحد، واستغلال بعض الأحداث وتوظيفها لخدمة سياسات التجزئة والتقسيم»، ولفت إلى أن هذه السياسات فشلت من جرّاء التكاتف والوعي والوحدة في وجه الاحتلال.
بدوره، حذّر نادي الأسير الفلسطيني من تعرّض الأسرى الأربعة المُعاد اعتقالهم إلى التنكيل والتعذيب وفرض عزل مضاعف بحقّهم وحرمانهم من لقاء المحامي لفترة طويلة.
ودعا نادي الأسير المؤسسات الحقوقية الدولية على اختلاف اختصاصاتها، وعلى رأسها الأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه الأسرى الأربعة، وإلى التدخل العاجل والفوري، لوقف العقوبات الجماعية بحقهم.
وقد جالت رام اللـه مسيرة حيّت الأسرى في سجون الاحتلال، وأكدت إسنادهم ودعمهم وعدم تركهم وحدهم في مواجهة السجّان، وردد المشاركون هُتافات مساندة للأسرى الستة وكل الأسرى في سجون الاحتلال، وطالبوا المؤسسات الحقوقية بتحمّل مسؤولياتها تجاه الأسرى الأربعة، وإلى التدخّل العاجل لوقف العقوبات الجماعية بحقهم.
في المقابل، قال رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي إن «آلاف العناصر يحاولون تفكيك الألغاز للوصول إلى الأسرى، ورئيس الوزراء الإسرائيلي دعا إلى استمرار التعاون «بما يضمن اكتمال عملية القبض على السجناء الهاربين».
وفي وقت سابق من مساء الجمعة، أعلنت إذاعة الاحتلال الإسرائيلي اعتقال اثنين من الأسرى المحرَّرين من سجن «جلبوع»، هما يعقوب قادري ومحمود عارضة، وأعلنت فجر أول من أمس اعتقال اثنين آخرين، هما زكريا الزبيدي ومحمد عارضة.
وتمكن 6 أسرى فلسطينيين من التحرر من سجن «جلبوع» قرب مدينة بيسان المحتلة، فجر يوم الإثنين الماضي، عبر نفق حفروه على مدار أشهر، ويُعتبر هذا السجن من أكثر سجون الاحتلال الإسرائيلي تحصيناً، وما تزال القوات الإسرائيلية تبحث عن اثنين منهم، هما أيهم كمامجي ومناضل يعقوب نفيعات.