عربي ودولي

قتلى وجرحى إثر خروقات متواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة .. حكومة صنعاء تطالب «التحالف» الاعتراف بخطئه بحق اليمن وشعبه

| وكالات

بعد نحو 7 سنوات على حرب التحالف السعودي على اليمن، طالب وزير خارجية الحكومة اليمنية في صنعاء هشام شرف دول التحالف الاعتراف بخطئها الإستراتيجي بحق اليمن وشعبه، من خلال شنّ الحرب تحت مسمى إعادة شرعية لا وجود لها أصلاً.
يأتي ذلك في حين سقط عدد من القتلى والجرحى إثر خروقات متواصلة لعدوان التحالف السعودي لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة.
وفي حوار مع وكالة «فارس» الإيرانية، أكد شرف أن «لا وجود لأي تطبيق للديمقراطية بصيغتها الغربية، وهي في الوقت الحاضر ديمقراطية
ظاهرها الرحمة والاهتمام، وباطنها الاستبداد والاستعمار، وتسخير قوى الشعب لاستخدامات وهيمنة قوى الاستكبار العالمية ومريديها».
واعتبر شرف أن «الديمقراطية بصيغتها الغربية هي إحدى وسائل تطويع الشعوب المقهورة والمقاومة، ومحاولة تسييرها في مسارات مرسومة سلفاً، تستخدمها دول وتجمعات سياسية لتحقيق أهداف مبرمجة»، مشيراً إلى أنه «إذا لم تخدم هذه الديمقراطية أهدافهم، يقومون بتغيير سيناريو المشهد بجديد دائماً»، مضيفاً إن «المهم خدمة هدف من يشكل هذه الديمقراطية أو تلك».
وأضاف إن «الديمقراطية الحقيقية هي تلك الممارسات وأساليب الحكم التي يجني الشعب ثمارها باختياره لمن يريده ويخدمه، ويحقق له مطالبه في الواقع، وليس بالخداع بنجاح بعض الأشخاص ممن في الحقيقة يتحدثون عن مصالحهم التي لا تتوافق مع مصالح الشعوب المناضلة والفقيرة».
وحول نصيحته إلى دول العدوان التي هزمت في مواجهة مقاومة الشعب اليمني خاصة السعودية، قال شرف: «نصحيتي للدول التي اعتدت على اليمن أن تدرك أن الفرصة مؤاتية لاعتراف قيادات تلك الدول وحكوماتها بأنها أخطأت في حق الشعب اليمني وأرض اليمن».
وأشار إلى أن «تلك القيادات وحكام وملوك تلك الدول ارتكبوا خطأً إستراتيجياً بشنّ الحرب على اليمن تحت مسمى إعادة شرعية لا وجود لها أصلاً»، مثمناً «سياسات الحكومة الجديدة في إيران الداعمة لمحور المقاومة»، ومشيراً إلي أن «حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي ستنجح رغم كل الظروف المحيطة، وستواصل مسيرة الرئيس السابق حسن روحاني وفريقه خلال الفترة السابقة».
وحول ما دار بينه وبين وزير الخارجية الإيراني الجديد حسين أمير عبد اللهيان قال شرف: «تواصلت مع الوزير أمير عبد اللهيان، وهنأته بالمنصب ودعوته لزيارة صنعاء الصمود»، متوقعاً أن «نلتقي في مكان ما، وفي وقت سنحدده بالتشاور فيما بيننا».
وفي الختام، توقّع وزير خارجية حكومة صنعاء «نجاح السياسة الخارجية الإيرانية، واستمرار جهود وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف». كما توقع «أن يخرج وزير الخارجية الإيراني الجديد إلى فضاءات عدة حاول البعض من أعداء إيران إغلاقها على الجمهورية الإسلامية، لكنهم فشلوا».
وشدد وزير الخارجية اليمني في 31 حزيران الماضي، أن «الشعب اليمني لن يقبل بترتيبات سلام في ظل استمرار الحصار، الذي تدير ملفاتِه وخططَه الرياضُ وأبو ظبي، بإشراف لندن وواشنطن».
في غضون ذلك، سقط قتلى وجرحى إثر خروقات متواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة وسط اتهامات متبادلة بخرق الهدنة بين قوات حكومة صنعاء من جهة والقوات المتعددة للتحالف السعودي.
وحسب موقع «الميادين» سجلت قوات حكومة صنعاء 309 خروق جديدة لقوات التحالف السعودي في جبهات الحديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، وأكدت غرفة ضباط الارتباط والتنسيق لرصد خروقات العدوان في الحديدة التابعة لحكومة صنعاء أن القوات المتعددة للتحالف السعودي قصفت مناطق سيطرة الجيش واللجان في الحديدة بـ350 صاروخاً وقذيفة مدفعية.
على حين شنت طائرات التحالف السعودي الاستطلاعية 9 غارات على مناطق الدريهمي والفازة والجبلية والجاح جنوب الحديدة، وشملت خروقات قوات التحالف السعودي لاتفاق الحديدة محاولة تسلل قرب شارع الخمسين شرقي المدينة تزامناً مع تحليق 21 طائرة تجسسية في أجواء المناطق الجنوبية والشرقية للمحافظة.
وخلال الأيام الخمسة الماضية استهدفت القوات المتعددة للتحالف السعودي مناطق سيطرة الجيش واللجان في الحديدة بـ2540 قذيفة صاروخية ومدفعية تزامناً مع تحليق 108 طائرات حربية واستطلاعية في تصعيد متواصل للقوات المتعددة للتحالف السعودي لخروقات اتفاق وقف إطلاق النار الهش في الحديدة الذي ترعاه الأمم المتحدة منذ الـ18 من كانون الأول 2018.
وفي المقابل قالت القوات المتعددة للتحالف السعودي إنها أحبطت محاولة تسلل لقوات حكومة صنعاء في منطقة الفازة بمديرية التحيتا وخاضت اشتباكات عنيفة معها غربي مديرية حيس جنوبي محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غرب اليمن.
وفي محافظة مأرب تتواصل مواجهات الكر والفر العنيفة بين قوات حكومة صنعاء من جهة وقوات الرئيس هادي المسنودة بطائرات التحالف السعودي في جبهات المشجح والكسارة وجبل البلق الشمالي والطلعة الحمراء في أطراف مديرية صرواح الشرقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن