رياضة

احتراف وانجراف..!

| مالك حمود

الكثير مازال غير مصدق للمبالغ المالية في عقود عدد من لاعبي كرة السلة السورية، رغم أنها حقيقة ودقيقة، والعقد يتم بمنتهى الرضا والحماسة والاندفاع من الطرفين، في سباق إحراز البطولة، ومع ذلك ما دفع للقدم أضعاف ما يُدفع للسلة، ولكن النتيجة الإيجابية تحققت مع كرة السلة في معادلة شبه مضمونة.
الدفع العالي من مصلحة اللاعبين وتزيدهم ثقة بأنفسهم وتحملهم مسؤوليات كبيرة للحفاظ على نجوميتهم ومزاياهم والتمسك بصورتهم القوية وتحقيق المزيد من المكاسب المادية.
وخيراً فعل اتحاد السلة الجديد عندما لم يقترب حتى الآن من الجانب المادي للاعبين مفضلاً عدم التدخل في مستحقاتهم وتحديد سقف معين لها، على اعتبار أنه لا قيود في هذه المسألة، فالنادي يمكن أن يتقيد بسقف العقد المحدد للاعب وراتبه، لكن من يضمن كيفية تمرير بقية المبلغ المتفق عليه عبر بنود أخرى، كالإقامة والمعيشة والإطعام والمواصلات والانتقال والحوافز والمكافآت والتعويضات، ليكون الحل الأسلم في ترك الأمور المالية مفتوحة، والسوق هو الذي يحدد السعر الذي لا يمكن ضبطه، مع الإشارة إلى أن الحدود المالية المحددة ضمن لائحة الاحتراف تضمن حقوق اللاعب في حال الإخلال بدفع المبلغ المتفق عليه، ولكن للأسف قضايا كهذه غالباً ما تنحل بالتراضي وضمن النادي، وغالباً ما تكون على حساب اللاعب الذي يرى الحل في التنازل عن جزء من حقه لتحصيل ما تبقى من حقوقه! وسط غياب ثقافة الاستشارة القانونية قبل توقيع العقد، وأثناء أي خلل في بنود العقد والتعاقد، لكن الطبع غلب التطبع، وتبقى واحدة من مشكلات احترافنا، لكن المشكلة الأكبر هي في مقدرة بعض الأندية على دفع مبالغ كبيرة، على حين تعجز البقية عن دفع أرباع هذه المبالغ، وربما كان عقد لاعب واحد للأندية المنعمة أكبر من ميزانية كرة السلة بناد آخر في الدوري نفسه وللمحترفين..!
المشكلة ليست بالأندية القادرة على دفع المبالغ، مادامت تعرف كيف تصل إلى المال وتوظفه لخدمة الرياضة، وبلوغ أهدافها في البطولات والألقاب، ولكن المشكلة عند بقية الأندية غير القادرة على تأمين متطلباتها المالية، مما يكرس الهوة الكبيرة بينها وبين البقية؟
المشكلة الاحتراف المبني على أسس وهمية، وبعيدة عن الواقع المرير للأندية الباحثة عن مصادر للتمويل، وسط معاناة كبرى في مسألة الاستثمارات وتفاصيلها في حال وجودها، ليكون الحل الوحيد اللجوء إلى الداعمين الذين يدفعون حباً وحماس للنادي، من دون النظر إلى الجدوى الإعلانية لرعايتهم لهذا الفريق، ومع الشكر الجزيل لعطاءاتهم ولكن من يضمن استمرارهم في الدعم؟ وهل يبقى النادي تحت رحمتهم ورضاهم؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن