الخبر الرئيسي

المساعدات «عبر الخطوط» ستتوسع على حساب «عبر الحدود» بانتظار لقاء ماكغورك وفريشني اليوم … روسيا تضغط على النظام التركي لفتح «الممرات الإنسانية» في «خفض التصعيد»

| حلب- خالد زنكلو

تواصل روسيا ضغوطاتها على النظام التركي لتحقيق جملة مطالب متفق عليها، أدت مناورات ومماطلات الأخير إلى تأخير تنفيذها، ومنها فتح «الممرات الإنسانية» التي تصل مناطق سيطرة الحكومة السورية مع مناطق هيمنة النظام التركي وميليشياته في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب وما تسمى «درع الفرات» بريف حلب الشمالي الشرقي، ومن المتوقع أن يطرح الموضوع للنقاش خلال لقاء مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك بنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فريشني والمبعوث الرئاسي ألكسندر لافرينيف في جنيف اليوم وغداً.
وكان ماكغورك وفريشني اجتمعا بداية تموز الماضي بناء على مخرجات قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن في ١٦ حزيران بجنيف، والتي تمخّضت عن القرار الأممي الخاص بتمديد إيصال المساعدات الإنسانية في سورية «عبر الحدود» و«الخطوط»، وسيشهد الاجتماع تقييماً للاتفاق الروسي الأميركي الذي يتوقع أن يتوصل إلى ترتيبات جديدة و«صفقات»، منها تمرير المساعدات «عبر الخطوط» بعد فتح «الممرات الإنسانية» التي هي مطلب روسي سبق وأن سعت إلى فتحها أكثر من مرة وأجهض مسعاها برفض النظام التركي وضعها حيز التنفيذ.
ورجّح متابعون للوضع في منطقة «خفض التصعيد» لـ«الوطن»، أن يتزايد الاعتماد على «خطوط التماس» في «خفض التصعيد» على حساب «الخطوط العابرة للحدود» (معبر باب الهوى) في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، لتجنيبها الوقوع في أيدي متزعمي «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لـ «جبهة النصرة»، عقب لقاء ماكغورك وفريشني اليوم، على اعتبار ذلك اشتراط روسي قبل التوصل للقرار الأممي ذي الصلة.
وأوضح المتابعون أن الخرق الذي حققته موسكو نهاية آب الماضي بدخول قافلة مساعدات إغاثية أممية ولأول مرة عبر معبر ميزناز، الذي يصل بلدة ميزناز جنوب غرب حلب ببلدة معارة النعسان في ريف إدلب الشمالي الشرقي، سيتكرر قريباً بعد التوصل لاتفاق روسي أميركي بهذا الخصوص، هو محصلة لتنفيذ «التفاهم» الروسي الأميركي حول القرار الدولي، ما يعد نصراً سياسياً جديداً للكرملين ونكسة للنظام التركي الذي عليه الاستجابة من دون تلكؤ تجنباً للدخول في مواجهة مع إدارة بايدن تضاف إلى سلسلة الإخفاقات والتحديات معها.
وأشاروا إلى أن «الممرات الإنسانية»، ستغدو أمراً واقعاً حلال الفترة القريبة المقبلة بغض النظر عن تحفظات نظام رجب طيب أردوغان حيالها، ما يتيح للمدنيين التحرر من قيود وأسر المجموعات الإرهابية التي تحتجزهم في المناطق التي تحتلها، ويوفر فرصة مناسبة لتحسين وضع المزارعين لتصدير فائض إنتاجهم من الخضروات والفواكه إلى مناطق الحكومة السورية، في حال جرى الاتفاق على استخدام المعابر لأغراض تجارية.
وكانت محافظتا حلب وإدلب، جهزتا وفتحتا معبر ميزناز «كمعبر إنساني» إلى جانب معبر ترنبة غرب سراقب بريف إدلب الشرقي وبمبادرة روسية، مطلع العام الماضي وبداية الجاري وفي نيسان الفائت، لكن المساعي لم تتكلل بالنجاح بسبب الضغوط التي مارسها النظام التركي على ميليشياته للحيلولة دون ذلك بهدف استمرار معاناة المدنيين وتحقيق مكاسب في مفاوضاتها مع روسيا بخصوص ذلك.
ميدانياً، تابع سلاح الجو الروسي قصفه لمواقع وتحصينات الميليشيات الممولة من النظام التركي في «خفض التصعيد» وتمكّن أمس من تدمير عتاد عسكري وقتل وجرح العديد من إرهابيي «غرفة عمليات الفتح المبين» التي تتزعمها «تحرير الشام» في محيط بلدة البارة وبالقرب من نقطة المراقبة التركية غير الشرعية في البلدة الواقعة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وفق قول مصادر أهلية في البارة لـ«الوطن».
واستهدفت مدفعية الجيش العربي السوري نقاط تمركز الإرهابيين في كنصفرة والبارة وفليفل وسفوهن وبينين بجبل الزاوية رداً على استهداف مواقعه في المنطقة، ما ألحق خسائر بشرية ومادية في صفوف الإرهابيين لدى دكها مواقع الإرهابيين قرب بلدة خربة الناقوس في سهل الغاب شمال غرب حماة، حسب قول مصدر ميداني لـ«الوطن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن