عربي ودولي

موسكو: لا نفرض شروطاً على الحركة لكن نراقب كيف ستنفذ وعودها … طالبان تبني جيشاً جديداً لأفغانستان ولن تسمح بـ«المقاومة أو التمرد»

| وكالات

صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن روسيا لا تفرض أي شروط على طالبان لكنها تراقب كيف ستنفذ وعودها، معتبراً أنه لم يحن الوقت بعد لتقييم أداء حكومتها الجديدة، فيما تواصل الحركة مشاوراتها حول تشكيل جيش جديد لحماية البلاد من أي أخطار أو تهديد.
وأضاف لافروف: لا أحد في عجلة من أمره للاعتراف رسمياً بطالبان، كما لم يحن الوقت للتوصل إلى استنتاجات بشأن حكومة أفغانستان الجديدة.
وحسبما ذكرت «سبوتنيك»، قال لافروف: « لم تعترف أي دولة بطالبان بعد، يتحدث الجميع عن ضرورة إجراء اتصالات معها بشأن القضايا الحالية، أولاً وقبل كل شيء، حول القضايا الأمنية، واحترام حقوق المواطنين، وضمان عمل البعثات الدبلوماسية، لكن لا أحد في عجلة من أمره للاعتراف الرسمي».
وخلال زيارته الى عاصمة طاجكيستان دوشانبي للمشاركة في اجتماع منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أوضح لافروف أن روسيا لا تعتزم تحمّل عبء مسؤولية أزمة الهجرة المحتملة، التي تسببت فيها تصرفات الغرب.
وتابع: «يأتي المهاجرون من أفغانستان والعراق وكل الدول التي أثار زملاؤنا الغربيون الاضطرابات فيها، والآن يرفع الزملاء الغربيون أصواتهم ويصفون التصرفات البيلاروسية «الحرب الهجينة»، إذا كان الغرب قلقاً للغاية بشأن الهجرة غير الشرعية، فعلى الغرب أن يهدأ، وأذكّرهم بأنه لأول مرة نشأ موضوع الهجرة غير الشرعية بعد قصف الناتو لليبيا، وتحولت ليبيا إلى «ثقب أسود».
وبسطت حركة طالبان سيطرتها على معظم أراضي أفغانستان مع بدء انسحاب القوات الأجنبية من البلاد؛ وسيطر مسلحوها على كل المعابر الحدودية، واستولت يوم 15 آب الماضي على العاصمة كابل، ودخل مقاتلوها القصر الجمهوري بعد مغادرة الرئيس أشرف غني البلاد إلى الإمارات.
على خط مواز، أعلن رئيس الأركان الأفغاني التابع لحركة طالبان، قاري فصيح الدين مخدوم، أمس الأربعاء، تواصل المشاورات حول تشكيل جيش جديد لحماية البلاد من أي أخطار أو تهديد.
وقال مخدوم، في لقاء عُقد أمس في كابل بعد مراسم تسلّم مهام منصبه، إن مشاورات تشكيل جيش جديد قوي ومنظّم في المستقبل القريب لحماية أفغانستان جارية مع مسؤولين آخرين، محذراً من أنه سيتم القضاء على كل الجماعات المتمردة والمقاومة في البلاد.
وأضاف: «لا يجوز لأحد أن يزعزع الأمن والاستقرار في أفغانستان، ولا يسمح لأي شخص بزعزعة الأمن العام بحجة المقاومة، والعرق، والدفاع عن 20 عاماً من الإنجازات والديمقراطية، ويغرق البلاد في الدماء».
وأعلنت حركة طالبان، في وقت سابق، أن النخب بقطاع الأمن في الحكومة السابقة والأعضاء الذين ليس لديهم «سجل سيئ» قد يتم تجنيدهم أيضاً في الجيش الجديد.
وجاء انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي من البلاد وفق اتفاق أبرمته الحركة مع واشنطن في الدوحة، نهاية شباط من العام الماضي، والذي أنهى بموجبه أطول حرب لواشنطن في الخارج.
في السياق، استؤنفت الرحلات الجوية بين إيران وأفغانستان بعد توقف لفترة على خلفية الأوضاع التي شهدها مطار كابل والبلاد بشكل عام، وحسب وكالة «فارس»، فإن شركة طيران ماهان الإيرانية سيرت رحلة من مطار مشهد إلى كابل على متنها 19 مسافراً أمس الأربعاء.
وتوقفت خدمات نقل الركاب العادية إلى كابل، بعد سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية في الشهر الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن