اللجنة الوزارية أنجزت مشروع البيان الوزاري.. والدولار ينخفض إلى ما دون 15 ألف ليرة … عون: بعد تشكيل الحكومة الوضع الاقتصادي سيكون أولويتنا الأساسية
| وكالات
أكد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون «أننا لسنا خائفين من الانهيار، بل نحن نخوض الآن معركة الخروج من الهاوية التي نحن فيها»، في حين أنجزت اللجنة الوزارية مشروع البيان الوزاري لحكومة نجيب ميقاتي على أن يتم اليوم الخميس إقراره في جلسة لمجلس الوزراء في بعبدا.
وقال عون، خلال لقائه وفداً من الاتحاد العمالي العام، «قريباً جداً، وبعد تشكيل الحكومة، نأمل بأن ننطلق بالمحادثات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من أجل التمويل، حيث هناك إرادة دولية لمساعدتنا»، لافتاً إلى أنه «على كل مواطن أن يساعد الدولة في هذا الظرف الدقيق».
وأكد عون «أن التدقيق الجنائي مهمّ، وهو سيحدد الأسباب التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، إضافة إلى المسؤوليات».
وشدد على أن «الحاجات المطلوبة غير محدودة وهي كثيرة وفي شتى القطاعات، لذلك فإن أولويات الخطة التي عرضتُها على المراجع الدولية المعنية بمساعدتنا تقوم أولاً على محاربة الفقر ما يترافق مع استقرار العملة الوطنية، التي من الواجب تثبيت سعر صرفها، بصورة طبيعية. ومن ثم سنبدأ بالمشاريع الكبرى وفي أولويتها الطاقة التي هي حاجة لكل منزل، ولاسيما لجهة إنشاء محطات إنتاج للكهرباء وصولاً إلى بناء دولة حديثة، بالتعاون بين القطاعين العام والخاص».
ولأول مرة منذ الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، انخفض سعر صرف الدولار في السوق السوداء مقابل الليرة اللبنانية أمس إلى ما دون الـ15 ألف ليرة، حسب موقع «النشرة» اللبناني، بعد أن تجاوز سعر الصرف قبل تشكيل الحكومة مبلغ 22 ألف ليرة للدولار الواحد.
واعتبر عون أن «برنامج إعادة الإعمار والإنماء المتوازن كبير ويخلق فرص عمل، وهو يتضمن مشاريع تسير معاً، من بينها الكهرباء وإعادة إعمار المرفأ الذي هو بوابتنا إلى العالم، ويغذي الخزينة والموازنة، وصولاً إلى القطاع الاستشفائي وغيره، حيث من الواجب معالجة كل نقاط الضعف بالتتابع لرفع المستوى»، مشدداً على «أن الوضع الاقتصادي سيكون أولويتنا الأساسية».
وأضاف: «نحن، بعد تشكيل الحكومة، أمام ورشة اقتصادية هي بالنسبة إلينا الهمّ الأول، لأننا نريد لأبنائنا أن يبقوا هنا في أرضنا، فنحدّ من الهجرة التي باتت تطول جميع فئات الشعب اللبناني. ونحن سنعالج الوضع لكي يعود من هاجر».
من جهته، أشار رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، إلى أنه «من الواجب تحرك الحكومة بالسرعة القصوى لبلسمة جراح الشعب اللبناني، والتوصل إلى حد أدنى من الاستقرار الاقتصادي يساعدنا على البدء بالنهوض»، معتبراً أن «لبنان بحاجة اليوم إلى نهضة وإلى تعاون جميع أبنائه، لذلك التعاون مع الوزراء واجب، إلى جانب منح الحكومة الوقت لتباشر عملها، حماية للمؤسسات التي تنهار الواحدة تلو الأخرى، وبعض المؤسسات تلجأ إلى الصرف العشوائي من عمّالها، لمجرد أن يطالبوا بحقوقهم».
وطالب الأسمر «بألاّ يكون تمويل البطاقة التمويلية على حساب خطة النقل المشترك، فنحن نصّر على تطبيق هذه الخطة التي توفر نحو 40 بالمئة من مداخيل الفرد، كما نتمنى أن يكون علاج مشكلة الدواء سريعاً، وحل مشكلة الكهرباء، ووضع حد لنزيف الهجرة، كل ذلك نتيجة سياسات مالية واقتصادية خاطئة اتبعت منذ عشرات السنين. ونحن كاتحاد عمالي عام نصّر على دولة القانون والقضاء، ومكافحة الفساد والتدقيق الجنائي الذي يجب أن يشمل كل شيء من المصرف المركزي وصولاً إلى المصارف والبلديات، لمحاسبة المسؤولين عن هذه الحالة، ونتمنى على الحكومة أن تتعاون مع الاتحاد العمالي العام فنحن معنيون بكل وزارة من الوزارات».
على خط مواز أنجزت اللجنة الوزارية مشروع البيان الوزاري لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي أمس الأربعاء، بينما ستعقد جلسة لمجلس الوزراء اليوم الخميس في قصر بعبدا لإقراره.
وبدوره أمل وزير الإعلام جورج قرداحي أن تمثل الحكومة الجديدة أمام مجلس النواب بداية الأسبوع المقبل»، مشدداً على وجود توافق بين الوزراء.
وحسب موقع «الميادين» أكد قرداحي إثر انتهاء اجتماع لجنة صوغ البيان الوزاري أن «مسودة البيان الوزاري الذي تم الانتهاء من صوغها (أمس) الأربعاء ستناقش (اليوم) الخميس في قصر بعبدا، وسيتم إقرارها على أمل أن تمثل الحكومة الجديدة أمام مجلس النواب بداية الأسبوع المقبل»، مشدداً على وجود توافق بين الوزراء، «خلافا لكل ما قيل سابقاً».
ولفت إلى أنه «هناك روح إيجابية تخيّم على الاجتماعات لأن هذه الحكومة هي حكومة العمل من أجل معالجة مشاكل البلد»، موضحاً أن البيان الوزاري لحظ كل البنود الأساسية.
ووقّع رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة التي ضمت 24 وزيراً، بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري في 10 أيلول.
وقال ميقاتي، عقب إعلان ولادة الحكومة، إنها ستهتمّ بتأمين حاجات اللبنانيين و«أبسط أمور الحياة، انطلاقاً من مبدأ وطني لا فئوي»، معلّناً أنه سيدق أبواب العالم العربي، و«سأعيد وصل ما انقطع».
وعقدت الحكومة اللبنانية، الإثنين الماضي، أول اجتماع لها بعد إعلان تشكيلها الأسبوع الماضي، بحضور الرئيس عون، وتعهد ميقاتي خلال الاجتماع بالعمل على حل أزمة المحروقات والكهرباء والدواء.